"ليس أسطورة بل إنسان".. مدى علاقة هيكل بـ جمال عبد الناصر
حظي هيكل بعلاقة وطيدة مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لم تكن مجرد صلة عمل وإنما أكثر من ذلك بكثير، ففي عهد جمال عبد الناصر تحول هيكل من مجرد صحفي لمشارك في صنع القرار.
ونستعرض في السطور التالية مدى علاقة هيكل بجمال عبد الناصر؟
بعد رحیل جمال عبد الناصر في ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠ وجد هيكل نفسه، كما روى في كتابه عبد الناصر والعالم، تحت ضغوط شدیدة لكى يكتب عنه، وكانت الاقتراحات تقدم نفسها إلى وكأنها دعوة إلى "واجب" لایحق له أن يتأخر عنه.
ويشير هيكل إلى أنه في الفترة ما بین یوم ١٨ یولیو ١٩٥٢ إلى ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠، كان بالقرب من جمال عبد الناصر في الكثير من الأمور والأحداث السياسية، كما يقول: "كان لي الحظ والشرف ملازمة جمال عبد الناصر والحیاة بالقرب منه ومتابعته على المسرح ووراء كوالیسه بغیر انقطاع، وكانت إلى جانب ذلك، سنوات حوار لم یتوقف معه فى كل مكان وفي كل شىء".
ولم يجدر بأحد من الكتاب، أن يكتب عن عبد الناصر، سوى "هيكل"، كما سبق وقال له، دنیس هاملتون، رئیس التحریر العام لمجموعة صحف طومسون وبینها جریدة التايمز الیومیة، والصنداي تیمز الأسبوعیة، حينها: "من غیرك یستطیع أن یكتب قصة حیاة جمال عبد الناصركاملة؟!".
ويزداد قرب هيكل بالرئيس جمال عبد الناصر حينما تولى الرئاسة، ومن ثم جاءت ثورة 23 يوليو، التي تعد بمثابة ميلاد جديد لهيكل، فاستطاع من خلال متابعته لأحداثها وتغطيته الدؤوبة لتطورات حركة الجيش، ورحيل الملك، وتشكيل الوزارة، أن تزدهر الصلة بينه والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما أن عبد الناصر اختار هيكل خصيصا، ليحرر كتابه الذب جاء بعنوان "فلسفة الثورة "، وفيه يحكي تفاصيل وكواليس هذه الثورة المجيدة في تاريخ الوطن.
وبعد الثورة، تولي هيكل رئاسة مجلس إدارة وتحرير جريدة الأهرام عام 1956، لمدة 17 عاما، كما أسند إليه منصب وزير الإعلام، ووزير الإرشاد القومي، بالإضافة مهام وزارة الخارجية لمدة أسبوعين، في عهد جمال عبد الناصر.
هيكل: جمال عبد الناصر ليس أسطورة بل "إنسان"
وكتب هيكل عن عبد الناصر، في مقال نشر فى ذكرى مرور الأربعین على رحیل عبد الناصر، أن "جمال عبد الناصر لیس أسطورة"، ليعود ليوضح رأيه: "كان رأیى- ولم أغیره- أن الذین یتصورون عبد الناصر أسطورة، لا یعرفون ماذا تعنى كلمة أسطورة... أو لا یعرفون ماذا یعنى اسم جمال عبد الناصر؟!
وإن عبد الناصر لیس أسطورة... إنما هو إنسان، ولقد كان إنسانا عظیما... و!نما كان أعظم ما فیه إنسانیته".
وأضاف: "كانت هذه الإنسانیة هى طریقه إلى التزامه الفكرى، والتزامه السیاسي، والتزامه القومى، والتزامه الدولى ... بل وأهم من ذلك كله التزامه الطبقى بالعمل والذین یعملون ... وأن العمل هو المصدر الوحید لأى قیمة".
الصحفي هيكل والسياسي
وكثيرا ما يثار اللغط حول علاقة محمد حسنين هيكل، الصحفي، بالسياسي الرئيس جمال عبد الناصر، لكن في إحدى مقابلاته يقفل هيكل هذا الباب نهائيا، بحديثه الذي قال فيه: "أريدكم أن تعرفوا أن الصحافة في الدنيا كلها جزء من الحياة السياسية في أي بلد من البلدان، وهكذا فإن الصحافة تجد نفسها وثيقة الصلة بالسياسة".
وأضاف: "الصحفي يريد الاقتراب من مجال صنع الحوادث لأنه يريد إخبارها، والسياسي يريد الاقتراب من مجال نشر الحوادث لأنه يريد أن يصل إلى الرأي العام".