فى الذكرى 24 لرحيل تحية كاريوكا.. لماذا حبست 100 يوم؟
تحية كاريوكا الاسم الذي لا يمكن نسيانه في تاريخ الفن المصري، ليس فقط لكونها أحد أبرز نجوم القرن الفائت، بل لدورها الاجتماعي والوطني الذي ربطها بقادة مصر فيما بعد.
قال عنها الكاتب الصحفي سليمان الحكيم في كتابه "كاريوكا بين الفن والسياسة"، يذكر المفكر والفيلسوف إدوارد سعيد إن تحية كاريوكا لا تنتمي إلى صنف الفتيات الهامشيات أو الساقطات المصنفات، وفق ثقافة يمكن التعرض لها، بل تنتمي إلى عالم النساء التقدميات اللاتي يحاذين أو يتجاوزن الأسوار الاجتماعية، لكنها ظلت مرتبطة بمجتمع بلادها لأنها اكتشفت لنفسها دورًا أكثر أهمية كراقصة تشارك في الحفلات العامة، متجاوزة في ذلك دور "العالمة".
بالتأكيد لم يكن إدوارد سعيد وحده الذي وقع في غواية تحية كاريوكا وشخصيتها الطاغية، فقد سبقه إليها سلامة موسى، والكاتب الصحفي مصطفى أمين، والكاتب والمؤلف الشهير صالح مرسي، والفنان والموسقار محمد عبدالوهاب .
اسمها الحقيقى بدوية محمد على، ولدت في مدينة الإسماعيلية في عام 1919، مارست الرقص والتمثيل منذ الصغر، وعملت في البداية مع الراقصة محاسن محمد، التي اكتشفت موهبتها، ثم انضمت بعدها لفرقة بديعة مصابني في منتصف الخمسينيات، وانضمت إلى فرقتها، وبعد ذلك توجهت إلى السينما والمسرح بمساعدة سليمان باشا نجيب الذي قام بمساعدتها وتنميتها ثقافيًا وسياسيًا.
يشير الكاتب محمد الحجراوي إلى أن كثيرين يعتبرون أن تحية هي الرمز المقابل لما تمثله أم كلثوم في العصر ذاته، التقى الرمزان لأول مرة في عرس الملك فاروق، ثم بمناسبة حصول نادي الأهلي على بطولة الدوري العام في كرة القدم، وهما المرتان الوحيدتان تقريبا اللتان وافقت فيهما أم كلثوم على الغناء أمام راقصة، وصفق الجمهور مرتين، مرة لصوت أم كلثوم ومرة لرقص تحية كاريوكا، لدرجة أن أم كلثوم قالت لها: “تحية أنت بتغني بوسطك”.
تحية كاريوكا والسياسة
رحلة تحية كاريوكا مع السياسة قديمة قدم وجودها على الأرض، وقد تسبق وجودها، فوالدها قضى بعض الوقت في المعتقلات، وعمها قتل على يد الإنجليز، إلى جانب نقاشها مع الفدائيين والضباط الأحرار، الذي عرفت من خلاله أنور السادات، قد ظل مختبئا بمعرفة الفدائيين فترة طويلة.
كانت تحية من ضمن من ساعده على الهرب، وفي لقاء لها به عام 1978 وهو رئيس جمهورية، قال لها: "إني كنت أعمل مع شقيقك" يقصد في العمل الفدائي، هنا وقفت تحية وقالت: “لا يا ريس، أنت كنت هربان”، فضحك السادات.
وبالرغم من أنها رقصت أمام الملك فاروق على أنغام "غنيلي شوية شوي شوي" لأم كلثوم في قصر عابدين، إلا أنها كانت قريبة من المثقفين والسياسين المعارضين والكتاب اليساريين، بل أنها انخرطت في "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني" الشيوعية "حدتو".
كيف وقع صلاح حافظ في هوى تحية كاريوكا
كان الصحفي صلاح حافظ مطاردا من المباحث العامة في الخمسينيات لانتمائه اليساري، خبأته تحية في مخبأ سري في بيتها، ويروي صلاح حافظ عن تلك الحادثة: وقعت في هوى تحية ودفعني ذلك إلى طلب يدها لكنها ابتسمت لى ابتسامتها الساحرة وهي تقول: اذهب يا بني إلى أصحابك، الدنيا أمامك، لا تلتفت إلى الوراء .
100 يوم حبس
عندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 قالت جملتها الشهيرة: "ذهب فاروق وهايجي بعده فواريق" وهي العبارة التي دفعت ثمنها 100 يوم حبسا في سجن الاستئناف بعد أن اتهمت مع زوجها مصطفى كمال صدقي بالانخراط في تنظيم سياسي يساري معاد للثورة.