هل عرف المصريون القدماء استخدام البخور في حياتهم اليومية؟
يشتهر وجود البخور، في الكثير من البيوت المصرية، حيث يوجد الكثير من أنواعه الآن، كما تتعدد أشكال المباخر التي تشتعل به ليحل بالأماكن أو المحال "البركة"، كطقس روحاني يتبعه المصريين منذ زمن طويل.. ولكن هل عرف المصريون القدماء البخور قديمًا؟.
تعود أعواد "البخور" إلى آلاف السنوات، حيث احتلت مكانة كبيرة في الحضارة المصرية القديمة وارتبطت بالحياة اليومية للمصري القديم، سواء في البيت أو المعبد، فقد ذُكر استخدام البخور لأول مرة في سجل حجر "بالرمو" أثناء حكم الملك ساحورع في الأسرة الخامسة.
البخور في مصر القديمة
ووفقًا لقطاع المتاحف، فكانت التقدمات للقرابين والصلوات أمام المعبودات تفتح بطقس حرق البخور إيمانًا بأن ذلك يسعد الإله فيستجيب للصلوات ويتقبل القرابين، كما استخدم الكهنة البخور كمادة تطهير بجوار العطور والدهانات قبل قيامهم بأعمال الخدمة داخل المعابد.
ولم يهتم المصريون القدماء بالبخور فقط في حياتهم اليومية، بل كان يرون ضرورة وجوده في العالم الآخر مع المتوفي، حيث يعد من أهم الطقوس الجنائزية تقديم البخور للمتوفى لصحبته في رحلته القادمة إلى الخلود.
كما احتوت المعابد على غرفة مستقلة خلف قدس الأقداس كانت مخصصة فقط لتخزين البخور مثل معبد إدفو، كما كان هناك موكب لحاملي المباخر في مواكب الاحتفالات الكبرى مثل عيد "الأوبت" في الكرنك.
استخدام البخور كذلك داخل المنازل كمادة عطرية مطهرة بجانب استخدامه في التطيب الشخصي وتبخير الملابس، كما اعتقد المصري القديم أن البخور ذو الرائحة الذكية يطرد الأرواح الشريرة، كما دلت بعض البرديات الطبية على دخول البخور في علاج بعض حالات الأمراض الجلدية لاحتوائه على مواد راتينيجية قابضة للأوعية الدموية.
مصادر الحصول على البخور قديمًا
ووفقًا لكتاب "المباخر والبخور في مصر القديمة"، للدكتورة ماجدة أحمد عبد الله، استورد المصرى القديم احتياجاته اللازمة من البخور من أماكن مختلفة كان أهمها بلاد "بونت" التى كانت مصدرًا للبخور منذ العصور المبكرة، وإن كان هذا لم يمنع الحصول عليه من مصادر أخرى مثل النوبة، مجا، بلاد الشام، نهارين، وهناك بعض النصوص التى تشير إلى محاولة زراعة البخور فى مصر لاسيما فى أفنية المعابد الخاصة بالآلهة، هذا بخلاف أماكن أخرى مختلفة داخل مصر.
استخدم المصري القديم البخور في أغراض متعددة، دينية في المعابد أو الطقوس الجنائزية، وأيضًا في الكثير من المناسبات الاجتماعية، كما اعتقد المصري القديم أن البخور يسهم في طرد الأرواح الشريرة، كما تنوعت أشكال المباخر وكانت تختلف بحسب الطبقة الاجتماعية في مصر القديمة.