الانقراض الجماعى السادس.. هل تختفى الحياة البرية قبل البشر بسبب تغيرات المناخ؟
بدأت موجة جديدة من الانقراض في الحياة البرية، بعد اختفاء مجموعات من الأنواع الحيوانية بمعدل 35 مرة أعلى من المتوسط بسبب النشاط البشري وتغيرات المناخ، وفقًا للباحثين، الذين يقولون إن هذا دليل إضافي على أن الانقراض الجماعي السادس في تاريخ الأرض يحدث ويتسارع، وسط توقعات من العلماء بأن الحياة البرية قد تختفي قبل البشر بسبب تغيرات المناخ، لتتبع نفس النموذج الذي حدث في عهد الديناصورات.
معدلات انقراض أسرع للحياة البرية
وأفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية، بأن العلماء الذين قاموا بتحليل معدل انقراض الأنواع الحيوانية ذات الصلة الوثيقة بها خلال الـ500 عام الماضية، وجدوا أنها كانت ستستغرق 18 ألف عام لتختفي في غياب البشر، وأن معدل فقدانها آخذ في الازدياد.
ووجدت الدراسة، أن ما لا يقل عن 73 مجموعة من أنواع الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات قد انقرضت منذ عام 1500، وإذا اتبعت الاتجاهات متوسط معدلات تأثير الانقراض قبل الإنسان، فكان من المتوقع أن يختفي اثنان فقط من هذه الحيوانات، حسب تقديراتهم، ومن بين الطيور المفقودة طيور الفيل من مدغشقر، والموا من نيوزيلندا، وأكلات العسل من هاواي.
وتابعت أنه بسبب تدمير الموائل وأزمة المناخ والتجارة غير المشروعة في الحياة البرية، من المتوقع أن تتسارع الخسائر في السنوات المقبلة. وفي أسوأ السيناريوهات ــ أن تختفي كل مجموعات الأنواع المهددة بالانقراض حاليا بحلول نهاية هذا القرن ــ فإن المعدل سيكون أعلى بنحو 354 مرة من المتوسط على مدى المليون سنة الماضية.
توقع الباحثون أن يكون معدل انقراض الأجناس أقل من معدل انقراض الأنواع الفردية. ووجدوها متشابهة، وقد قدرت الأبحاث السابقة حول السجلات الأحفورية أنه قبل تأثير البشر، كان ما يقرب من واحد من كل 10 آلاف جنس سيختفي كل قرن، ونظرًا لوجود حوالي 5400 جنس فقاري معروف، باستثناء الأسماك، فمن المتوقع أن ينقرض جنس واحد كل 250 عامًا إذا استمرت هذه المعدلات، وفقًا للورقة البحثية.
وقد اكتشف المؤلفان، البروفيسور جيراردو سيبالوس والبروفيسور بول إيرليك، في السابق أن الأنواع تنقرض على نطاق يشبه الحدث الذي قضى على الديناصورات، وحذرا من أن الخسارة تشكل تهديدًا لاستمرار الحضارة البشرية.
في حين أن بعض العلماء يشككون في حدوث انقراض جماعي سادس، فقد وجد تقييم الأمم المتحدة لعام 2019 لصحة الكوكب أن مليون نوع معرض لخطر الانقراض بسبب الضغوط البشرية على البيئة.
وقال العلماء في دراستهم: "مثل هذا التشويه لشجرة الحياة وما ينتج عن ذلك من خسارة لخدمات النظام البيئي التي يوفرها التنوع البيولوجي للبشرية يشكل تهديدًا خطيرًا لاستقرار الحضارة والبشرية، حيث وجدت الدراسة أن الجهود السياسية والاقتصادية والاجتماعية الفورية على نطاق غير مسبوق ضرورية إذا أردنا منع هذه الانقراضات وآثارها المجتمعية".