مواطن ليبيى يكشف لـ"الدستور" تداعيات إعصار دانيال على مدينة درنة
قال عثمان المير السنوسي، أحد الشهود عيان في ليبيا، إن ما حدث في مدينة درنة الليبية لا يحدث حتى في أفلام هوليوود، حيث كان الحدث فاجع بكل المقايس، حيث أن بالمنطقة حوالي أربعة كيلومتر تم جرفها بالسكان، إضافة إلى الأسواق والعمارات.
وأضاف "السنوسي" في تصريحات خاصة لـ الدستور، أن عدد القتلى غير المعلن كبير، حيث وصل الضحايا لأكثر من 50 ألف شخص، كما أنه من المقرر ارتفاع مدينة درنة أو الجبال التي وراء مدينة درنة الذي يصدر من ناحية الوادي حوال 800 متر، مما يدل على قوة الدفع من أعلى الجبال.
ثمانية أيام على الحادث
بعد مرور ثمانية أيام على تحويل جدار من المياه يبلغ ارتفاعه 10 أمتار مدينة يبلغ عدد سكانها 100 ألف شخص إلى أرض قاحلة، لا يزال بعض الناس يرتدون ملابس النوم التي استيقظوا فيها في تلك الليلة الرهيبة، ومع فقدان أحبائهم، فإن العثور على ملابس جديدة والغسيل والنوم وتناول الطعام لا يعد من أولويات الناجين من درنة.
وهرع الليبيون من جميع أنحاء البلاد للمساعدة، ومن بينهم فرق الإنقاذ من الهلال الأحمر الليبي، بعضهم يرتدون سترات قرمزية، والبعض الآخر يرتدي بدلات بيضاء وقفازات وأقنعة، وتمتلئ الطرق المؤدية إلى درنة بسيارات الإسعاف والشاحنات التي تحمل الغذاء والماء.
وبعد مرور أكثر من أسبوع على الكارثة، ما زالوا يعثرون على أحياء، على الرغم من أن الموتى يملأون المدينة التي غمرها الطين والمباني المدمرة، وأفاد أحد الفرق يوم الأحد أنهم أنقذوا أسرة مكونة من خمسة أفراد من واد بالقرب من المدينة.
ولم يكن لدى الآخرين أي فرصة، ولقي ما لا يقل عن 11300 شخص حتفهم في درنة وأكثر من 10000 في عداد المفقودين، وفقًا للهلال الأحمر الليبي، وتحذر وكالات الأمم المتحدة من أن أكثر من 30 ألف شخص من درنة أصبحوا الآن بلا مأوى.
ويقول السكان إن التهديد الذي تتعرض له المدينة من السدود المنهارة فوقها كان معروفًا على نطاق واسع.