"أسوشيتد برس": ليبيا غارقة فى الفساد السياسى والإهمال ومياه الفيضانات
قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن ما حدث من نتائج كارثية في ليبيا جراء فيضانات درنة إثر إعصار دانيال كان بسبب تراكم عقود من الإهمال في ليبيا التي مزقتها الحرب.
ليبيا غارقة في الفساد
وقالت الصحيفة: كانت ليبيا غارقة في الفوضى والفساد لسنوات عديدة، وذهبت التحذيرات من احتمال انفجار سدود درنة أدراج الرياح، وقال الخبراء منذ فترة طويلة إن الفيضانات تشكل خطرًا كبيرًا على السدين، اللذين يهدفان إلى حماية ما يقرب من 90 ألف شخص في شمال شرق ليبيا، وطالبوا مرارًا وتكرارًا بإجراء صيانة فورية للمبنيين الواقعين على أعلى التل من مدينة درنة الساحلية، ولكن الحكومات المتعاقبة في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا التي تعصف بها الفوضى لم تبدِ أي رد فعل.
فيضان درنة
وسبق وقال عبدالونيس عاشور، أستاذ الهندسة المدنية، في دراسة نُشرت العام الماضي بمجلة جامعة سبها للدراسات البحتة والتطبيقية، إنه "في حالة حدوث فيضان كبير ستكون العواقب وخيمة على سكان الوادي والمدينة".
وتحققت هذه التحذيرات في الساعات الأولى من يوم 11 سبتمبر، عندما استيقظ سكان درنة على أصوات انفجارات مدوية، قبل أن تضرب مياه الفيضانات المدينة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط. ووجدوا أن سدين قد انهارا، مما أدى إلى إطلاق جدار من المياه بارتفاع طابقين، مما أحدث دمارًا وجرف أحياء بأكملها إلى البحر.
وأدى الطوفان إلى مقتل الآلاف في ثوانٍ معدودة، حيث اقتلعت المباني السكنية وجرفت الطرق والجسور. وتم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 11300 شخص، بينهم أجانب، وظل أكثر من 10000 في عداد المفقودين بعد أسبوع من الكارثة، وفقًا للهلال الأحمر الليبي والأمم المتحدة.
وينتشر الإهمال والفساد في ليبيا، البلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 7 ملايين نسمة، والذي يقع على ثروة من احتياطيات النفط والغاز الطبيعي المؤكدة، واعتبارًا من عام 2022، احتلت البلاد المرتبة 171 من أصل 180 دولة على مؤشر الشفافية الذي أعدته منظمة الشفافية الدولية.