"طوارئ ليبيا": إجلاء المدنيين من درنة واقتصار دخول المدينة على فرق الإنقاذ
أعلن جهاز الطوارئ الليبي، الخميس، إجلاء المدنيين من درنة واقتصار دخول المدينة على فرق الإنقاذ، معلناً رفح حالة الطوارئ في "مدينة الشباح" إلى القصوى بسبب انتشار الجثث بالشوارع، حسبما أفادت قناة العربية الإخبارية.
في السياق، يستخدم أهالي درنة أيديهم العارية للبحث عن الناجين، لكنهم لا يعثرون إلا على الرفات فبعد سنوات من الصراع والحكم الضعيف والإهمال، لم تكن السلطات الليبية ببساطة قادرة على الاستعداد لكارثة بهذا الحجم أو التعامل معها - والشعب الليبي هو الذي قُتل أو تُرك نازحاً في بلده الآلاف، وفق شبكة سكاي نيوز.
نوع جديد من الرعب
ويعاني شعب درنة من الرعب بعد سنوات من الحرب الأهلية والقتال والفساد والجشع وتهريب البشر والآن دمرت الفيضانات مدينة درنة الساحلية والمجتمعات والقرويين المحيطين بها، والأمر الأسوأ من ذلك بكثير هو أن الكارثة الطبيعية التي سببتها العاصفة دانيال، والتي اجتاحت المقاطعات الأوروبية، قد تفاقمت بسبب كارثة من صنع الإنسان ويصفها سكان مدينة درنة الأكثر تضرراً بأنها كارثة ذات "أبعاد توراتية".
كان المدنيون في البلدة يستخدمون أيديهم العارية لمحاولة التنقيب عن الناجين، وبدلاً من ذلك، يعثرون على بقايا الضحايا فقط.
ويعج مطار بنغازي بالأشخاص الذين يحاولون العودة إلى منازلهم أو الذهاب إلى المنطقة بأنفسهم لتعقب أقاربهم المفقودين. وهناك ما يقدر بنحو 10000 في عداد المفقودين.
استمر عدد القتلى بسبب الفيضانات المدمرة في ليبيا في الارتفاع يوم الخميس مع ظهور المزيد من الجثث على الشواطئ على طول ساحل البلاد، وما زال ما لا يقل عن 9000 آخرين في عداد المفقودين.
وفي درنة وحدها – المدينة الأكثر تضرراً من الكارثة – سجلت السلطات الصحية ما لا يقل عن 5,100 حالة.
ونزح ما لا يقل عن 30 ألف شخص في درنة، واضطر عدة آلاف آخرين إلى الفرار من منازلهم في مدن شرقية أخرى، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وبينما يتسابق رجال الإنقاذ لمساعدة الناجين، تظل هناك أسئلة كثيرة حول كيفية تطور الكارثة.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية حجم الدمار بعد أن اجتاحت عاصفة شديدة مباني بأكملها ومن بداخلها في 8 سبتمبر.