«الدستور» فى «سرادق عزاء» قرى وعزب ضحايا إعصار «دانيال» المدمر
بلاء عظيم أصاب ليبيا الشقيقة ومصر، فالأولى جرفت مياه السيول الناتجة عن إعصار «دانيال» المدمر الآلاف من مواطنيها وابتلعت مئات الأبنية، والثانية فقدت العشرات من شبابها الذين استقر بهم المقام فى ليبيا للعمل وتدبير نفقات أسرهم، وغالبيتهم من سكان قرى الوجهين القبلى والبحرى ومطروح.
البحيرة.. عزبة عجوة تؤدى صلاة الغائب على أرواح اثنين من الضحايا
شارك المئات من أهالى عزبة عجوة بقرية المسين مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة عائلة الشهيدين أحمد جمعة عبدالشافى عجوة، وأحمد عسران عبدالشافى عجوة، صلاة الغائب، بعد أن تأكدوا من دفنهما فى ليبيا.
وقال عماد عجوة، محامٍ، من أبناء عمومة الشهيدين، إنهما كانا يعملان فى مدينة درنة الليبية المنكوبة، فى أعمال التشييد والبناء والسباكة، وإنهما كانا على اتصال دائم بأسرتيهما وغالبية أبناء العزبة، حيث يشهد لهما الجميع بحسن الخلق والاحترام.
وأضاف، لـ«الدستور»، أن أحد الأشخاص كان محاصرًا معهما فى مياه السيل، وشهد وفاتهما، وهو مَن أبلغ الأسرة بنبأ الوفاة، والدفن، نظرًا لصعوبة شحن الجثمانين من ليبيا إلى مصر بسبب الدمار الهائل الذى أصاب شبكة الطرق والبنية التحتية.
قنا.. 20 شهيدًا من قرية الصياد.. وأحدهم كان يخطط للاحتفال بـ«الخطوبة»
خيم الحزن على قرية الصياد بمركز نجع حمادى فى قنا، بعد أن تأكدت من استشهاد ٢٠ شابًا من أبنائها العاملين فى ليبيا.
من بين الضحايا أحمد محمد، وعبدالله محمود، وهما أبناء عمومة سافرا قبل عامين للعمل فى ليبيا، لكنهما فارقا الحياة قبل أن يتمكنا من العودة مرة أخرى، وكان أحمد، ٢٢ سنة، عقد العزم على إعلان خطبته والاحتفال بها فور عودته، وأرسل مبلغًا من المال لأسرته للإعداد للحفل وشراء الشبكة لخطيبته. أما أحمد الشيمى، ٢٠ سنة، فسافر وتغرب قبل عامين لتدبير نفقات أسرته، وقبل ١٥ يومًا كان أبلغ أسرته بأنه يستعد للعودة لقضاء إجازته السنوية.
أسيوط.. 6 ضحايا من «التتالية».. وأم خميس تونى: لم أره منذ خمس سنوات
يعيش أهالى محافظة أسيوط فى حزن عميق، بعد إعلان وفاة ٨ من أبناء المحافظة، خلال إعصار «دانيال» الذى ضرب ليبيا، الألم الأكبر كان من نصيب قرية «التتالية» بمركز القوصية، التى مات منها ٦ شباب، بينهم شقيقان و٤ من عائلة واحدة، وبمجرد ورود أنباء عن حدوث الإعصار فى ليبيا، بدأ القلق يأكل قلوب الأهالى فى أسيوط، قبل أن يأتى اتصال لأهالى قرية عرب التتالية، يؤكد وفاة كل من: خميس على تونى، وخليل إبراهيم عبدالمجيد تونى، ووفاة شقيقه عبدالرازق إبراهيم عبدالمجيد تونى، ووفاة أحمد محمد خميس على تونى، ٢١ سنة، وقالت والدة خميس تونى إن ابنها اعتاد السفر إلى دولة ليبيا منذ كانت سنه ١٢ عامًا، وأوضحت الأم: «لم أرَ ابنى منذ ٥ سنوات، لم يستطع أن يأتى، لأن مصاريف السفر كثيرة.. نحمد الله على مصابنا، وندعو أن يعيد المصريين الموجودين فى ليبيا سالمين إلى أسرهم».
مطروح.. مجموعات شعبية لتقديم الدعم والإغاثة لأهالى درنة المنكوبة
قال العمدة عز العمدة، أحد عواقل مدينة السلوم، وأحد كبار قبيلة القطعان أنه فى أثناء الإعصار كان هناك اجتماع مهم للعائلة، يضم ٨١ شخصًا، ماتوا جميعًا، مشيرًا إلى أن ابنة عمه من المقيمين فى درنة، وعقب وقوع الإعصار حاول التواصل معها بشتى الطرق، والآن أصبحت من المفقودين، وتم إنقاذ نجلتها وزوجها.
وأشار إلى أن هناك عائلات كاملة فُقدت فى الكارثة، لافتًا إلى أنه جار التنسيق مع لجنة الأزمة فى درنة لإرسال وفد من المتطوعين من شباب محافظة مطروح، لمساعدة المتضررين من إعصار دانيال.
وقال: «جميع الليبيين أشادوا بتعاون مصر وتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى لدعمهم.. إحنا إيد واحدة وكيان واحد.. وتدخل القوات المصرية وقت الأزمة هوّن كثيرًا على الشعب الليبى».
بنى سويف.. 68 شهيدًا من قرية الشريف.. وأم: دفنت 3 من أبنائى بجوار والدهم
فى بنى سويف سيطر الحزن على أرجاء قرية الشريف بمركز ببا، بعدما فقدت القرية ٦٨ شابًا من أبنائها فى ليبيا.
وأمام منازل الضحايا وقف الأهل والأقارب لتلقى واجب العزاء من أهالى القرية والقرى المجاورة.
وافترشت والدة ٣ أشقاء من ضحايا الإعصار الأرض ترثى أبناءها: محمود وأحمد التوأمين، بعمر ٢٥ عامًا، وعبدالرحمن، ٢١ عامًا، بعد أن دفنتهم بجوار زوجها الذى توفى قبل ٣ سنوات، وقالت: «الحبايب كلهم ماتوا ورحلوا ورصيتهم جنب بعض، ولم يبق معى سوى يوسف بعمر ١١ عامًا».