الباحث حاتم الجوهرى يكشف للدستور ملامح "فلسفات التدافع والتعايش الحضارى"
في فلسفات التدافع والتعايش الحضاري .. الذات العربية والدرس الثقافي المقارن للظاهرة العربية"، عنوان أحدث إصدارات دار إضاءات للنشر، من تحرير وإشراف الباحث الدكتور حاتم الجوهري أستاذ الدراسات الثقافية المنتدب بالجامعات المصرية، والمشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب-
شارك في كتابة فصول الكتاب نخبة من الباحثين العرب البارزين من مصر والعراق والجزائر واليمن، وهم كلا من: د.حاتم الجوهري/ مصر- د.خالد أبو الليل/ مصر- د.حاتم الصكر/ العراق- د.سيد فارس/ مصر- د.أريج البدراوي/ مصر- د.عبد القادر بخوش/ الجزائر- د.عمر كامل حسن/ العراق- د.محمد خليفة حسن/ مصر- د.قاسم المحبشي/ اليمن).
ــ إشكاليات مركزية في دراسات الظاهرة الحضارية
وكشف الباحث حاتم الجوهري لــ “الدستور” ملامح "فلسفات التدافع والتعايش الحضاري"، مشيرا إلي: يتناول الكتاب -في ثلاثة أبواب- ثلاث إشكاليات مركزية في دراسة الظاهرة الحضارية وتأثيراتها وممكناتها في السياق العربي، وهي إشكاليات: الموروث الثقافي والمثاقفة الأدبية- القوة الناعمة ومساراتها- الصدام والتعايش ومحدداتهما.
يأتي الكتاب في ثلاثة أبواب، ويشمل كل باب ثلاثة فصول، الباب الأول بعنوان: الحضارة وإشكالية الموروث الثقافي وأدوار المثاقفة الأدبية، ويضم الفصل الأول: الحضارة والتراث.. سياسة ثقافيَّة جديدة لإعادة التوظيف، والفصل الثاني: الحكاية الشعبيَّة مدخلًا حضاريًّا مشتركًا بين الشعوب، والفصل الثالث: المقاربات النقديَّة في السياق الحضاريّ.. التحوّلات والدلالات.
والباب الثاني بعنوان: الحضارة وإشكالية القوة الناعمة بين مسارات التوظيف وأنماطها، ويضم الفصل الأول: الفصل الأول: الكزموبوليتانيَّة والحضارة.. دراسة في قوّة الثقافة الناعمة، والفصل الثاني: جدل الحضارة والثقافة ومستقبل الإنسانيَّة، والفصل الثالث: النموذج الإسلاميّ واستشراف المآلات الحضاريَّة.. مالك بن نبيّ أنموذجًا.
والباب الثالث بعنوان: الحضارة وإشكاليتي الصدام والتعايش ومحدداتهما، ويضم الفصل الأول: محدّدات التدافع الحضاريّ بين الهوياتيّ والبرجماتيّ.. رؤية استشرافيَّة، والفصل الثاني: التنوّع الحضاريّ وأثره على محدّدات الحوار والتلاقي، والفصل الثالث: صدام الحضارات أم حوارها.. دراسة نقديَّة للمفاهيم.
ــ الذيات العربية وسؤال الحضارة
وترجع أهمية الكتاب إلى أن الذَّاتُ العربيَّةُ وسؤال الحضارة وفلسفاتها الممكنة هو سؤال المرحلة بكلّ تأكيد، حيثُ تقفُ الذاتُ العربيَّةُ في مفترق طرق أمامَ عدَّة اختيارات مطروحة عليها أو موروثة بالنسبة إليها، وعليها أنْ تحسمَ قرارها تجاهها وتجاه العديد من القضايا: الكليَّة والفرعيَّة، والداخليَّة والخارجيَّة، والإقليميَّة والدوليَّة، وكلُّ اختيار سيكون له تكلفة، وسيكون له فرصة وفرصة بديلة، تجعل المستقبلَ إمَّا أكثرَ إشراقًا أو تجعله أكثرَ انسدادًا وضيقًا، من هنا تأتي فكرة هذا الكتاب وموضوعه في ظرفيَّة تاريخيَّة شديدة التدافع بالنسبة للذات العربيَّة وبالنسبة للعالم أجمع؛ فالكتاب يتناول موضوعه بعنوان: "في فلسفات التدافع والتعايش الحضاريّ.. الذات العربيَّة والدرس الثقافيّ المقارن للظاهرة الحضاريَّة"، وبعنوان فرعيّ حملَ اسم "دراسة في أنماط التدافع والمقاربات الممكنة"، مهتمًّا بدراسة الظاهرة الحضاريَّة، وأنماط التدافع والتعايش والصدام فيها على مختلف التصوُّرات الممكنة والمقارنة بين معظم وجهات النظر والمدارس الفكريَّة القائمة، وتحديدًا على المستوى الثقافيّ والمقاربات أو الطروحات الممكنة والمحتملة في هذا السياق، لوضعها أمام صنَّاع السياسات العربيَّة والمهتمين عمومًا بالبدائل والسيناريوهات الممكنة للذات العربيَّة في القرن الحادي والعشرين، وفي لحظة تاريخيَّة تشهد استقطابًا داخليًّا وإقليميًّا ودوليًّا..
ــ أنماط التدافع والمقاربات الممكنة للذات العربية
من هنا تتأكد أهميَّة هذا الكتاب لأنَّه يدرسُ الاحتمالات وأنماط التدافع والمقاربات الممكنة للذات العربيَّة والظاهرة الحضاريَّة في القرن الحادي والعشرين، ذلك في وقت عصيب من التاريخ البشريّ حيثُ يمرُّ العالمُ بمرحلة تحوُّلات وتغيُّرات حضاريَّة وثقافيَّة جذريَّة، لعدَّة أسباب منها: جائحة "كورونا" التي استمرَّت عامين تقريبًا، والحرب التِجاريَّة التي كان "ترامب" الرئيس الأمريكيّ السابق قد أشعلها مع الصين، وموضوع "البريكست" وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربيّ، ثمَّ صفقة القرن والاتفاقيَّات الإبراهيميَّة، والحرب الأوكرانيَّة الروسيَّة وأثرها على العالم أجمع، والكثير من التدافعات والمشروعات الإقليميَّة المنافسة للذات العربيَّة.
وهو ما جعل المشهدَ العربيَّ على الصعيد الإقليميّ يزداد التدافع فيه بين القوى الدوليَّة والفواعل العربيَّة والمحليَّة، وكأنَّ العالم يبحث عن إعادة تشكيل خارطته الاقتصاديَّة والسياسيَّة من جديد، مما يجعل المفاهيم الحضاريَّة والإنسانيَّة التي استقرَّت في الفترة الماضية موضعًا للبحث والدراسة لاستشراف السبيل للمستقبل..