تغيرات المناخ تضرب العالم| زلزال بالمغرب وعاصفة دانيال تضرب ليبيا واليونان ومصر
على مدار الأيام القليلة الماضية شهد العالم أسوأ الكوارث الطبيعية من عاصفة دانيال التي ضربت اليونان وليبيا ومصر وحتى زلزال المغرب وأعاصير الولايات المتحدة، لتكشر الطبيعة عن أنيابها للعالم وفي أحد أسوأ الآثار السلبية لتغيرات المناخ، لتشهد المغرب أكثر من 2800 ضحية بينما أعلنت ليبيا عن وفاة وفقد عدة آلاف من المواطنين مع اختفاء معظم أحياء وقرى مدينة درنة المنكوبة.
وأكدت صحيفة "اكسبرس" البريطانية، أن حصيلة أقوى زلزال يضرب المغرب منذ 120 عامًا بلغ أكثر من 2800 ضحية بحلول صباح يوم الثلاثاء، حيث كان الناجون في المناطق النائية يحفرون بين الأنقاض بحثاً عن أفراد عائلاتهم بأيديهم العارية.
وتابعت أن الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة، والذي وقع يوم الجمعة، كان هو الأحدث في سلسلة من الكوارث الطبيعية المدمرة التي وقعت في العالم خلال الأسبوع الماضي.
وأضافت أن العاصفة دانيال تسببت في هطول الأمطار الأكثر غزارة منذ بدء التسجيل في عام 1930 على وسط اليونان على مدار ثلاثة أيام اعتبارًا من يوم الثلاثاء - وهي الفيضانات التي تأتي مباشرة بعد صيف حارق ملئ بحرائق الغابات القاتلة، بينما تواجه ليبيا الآن وطأة العاصفة نفسها، والتي مرت بسلام من مصر بعد أن فقدت قوتها في ليبيا، لتخلف أمطار غزيرة في السواحل الشمالية الغربية لمصر.
وأشارت إلى أنه على الجانب الآخر من العالم ثمة إعصار آخر، وهو إعصار لي، الذي يشق طريقه نحو الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بعد أقل من أسبوعين من إحداث الدمار في فلوريدا وجورجيا وكارولينا.
المغرب تواجه تداعيات كارثية للزلزال المدمر
وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن مركز الزلزال المغربي كان في عمق جبال الأطلس بإقليم الحوز.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الصعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق المتضررة تؤدي إلى ارتفاع عدد الضحايا - الذي تقدره وسائل الإعلام الحكومية المغربية حاليًا بـ 2862 قتيلاً و2562 جريحًا - أكثر من ذلك، ومع إغلاق الطرق، لا يمكن نشر الآلات المتطورة، مما لا يترك للسكان سوى أيديهم العارية.
وتابعت أنه في صباح يوم الاثنين الماضي، أعلنت وزارة التعليم في البلاد مقتل سبعة معلمين وإصابة 39 آخرين وتضرر أكثر من 500 مدرسة، كما شهدت مدينة مراكش، التي تعد مدينتها القديمة أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، انهيار العديد من متاهة الأزقة التاريخية، من المتوقع أن تؤدي الهزات الارتدادية إلى عرقلة جهود الإنقاذ بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة.
اليونان وفيضانات تاريخية
وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه على بعد أقل من 2000 ميل عبر البحر الأبيض المتوسط، تعرضت اليونان لـ "ظاهرة طبيعية متطرفة تحدث مرة واحدة كل ألف عام"، وفقًا لأكاديمي إدارة الكوارث إفثيميوس ليكاس.
وأكدت خدمات الإطفاء اليونانية أنه تم إجلاء أكثر من 3500 شخص من منطقة ثيساليا الوسطى، ويعتقد أن 15 شخصًا لقوا حتفهم بعد سقوط ثلاثة أقدام من الأمطار على مدار 72 ساعة فقط.
وتابعت الصحيفة أن شدة الفيضانات المفاجئة تعود إلى عدم قدرة الأرض الجافة بشكل استثنائي على امتصاص الماء، بعد صيف شهد حرارة قياسية بسبب تغيرات المناخ.
وأضافت أن هذا وحده ترك خدمات الطوارئ في البلاد تترنح، وأدت سلسلة حرائق الغابات التي اندلعت في أواخر أغسطس إلى حرق 230 ألف قطعة أرض بحلول أوائل سبتمبر الحالي، وإحدى هذه الحرائق، الواقعة في منطقة داديا الشمالية الشرقية، واعتبرت أكبر منطقة سجلها نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي على الإطلاق.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن الخسائر في الأرواح الناجمة عن الفيضانات، بالإضافة إلى 28 حالة وفاة مؤكدة بسبب حرائق الغابات خلال الصيف، يواجهون "معركة غير متكافئة للغاية" مع الطبيعة.
ليبيا المنكوبة
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن العاصفة دانيال تحركت غربًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، ووصلت إلى اليابسة في ليبيا يوم الأحد، حيث تم إغلاق أربعة من موانئ النفط الرئيسية في البلاد مقدمًا وتم فرض حظر التجول لمدة 24 ساعة يوم الأحد، لكن الحجم الحقيقي للدمار أصبح واضحًا.
وظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا يتسلقون أسطح السيارات بينما ضربت الفيضانات الغزيرة مدن بنغازي وسوسة والبيضاء والمرج ودرنة.
وأعلن رئيس وزراء الحكومة المكلف من قبل البرلمان أسامة حماد مدينة درنة منطقة منكوبة، فيما قال رئيس حكومة الوحدة المقال من البرلمان عبد الحميد الدبيبة، إنه تم توجيه جميع أجهزة الدولة بـ "التعامل الفوري" مع أضرار الفيضانات في هذه الأماكن.
وأفادت الصحيفة بأنه بحلول يوم الثلاثاء، لقي أكثر من 2000 شخص حتفهم وفقد ما يقرب من 6 آلاف آخرين في درنة، وفقًا لعثمان عبد الجليل، وزير الصحة الليبي بحكومة حماد، وبحسب ما ورد انهار سدان في منطقة واحدة، ما أدى إلى جرف أحياء بأكملها.
وتابعت أنه ومن المتوقع أن يتجه ما تبقى من العاصفة ببطء شرقا نحو شمال مصر، وقد يصل معدل هطول الأمطار خلال اليومين المقبلين إلى 50 ملم، في منطقة يبلغ متوسطها أقل من 10 ملم خلال شهر سبتمبر بأكمله.
الأعاصير تضرب الولايات المتحدة
وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه في 30 أغسطس، ضرب إعصار إداليا من الفئة 3 منطقة بيج بيند على ساحل خليج فلوريدا برياح بلغت سرعتها 125 ميلًا في الساعة، وغمرت المياه مساحات واسعة من المدن الساحلية المنخفضة، وترك أكثر من 200 ألف من سكان فلوريدا بدون كهرباء.
وتابعت أنه مع استمرار عمليات التنظيف، وتقديرات إجمالي خسائر التأمين التي تصل إلى 5 مليارات دولار (4 مليارات جنيه إسترليني)، اكتسبت عاصفة أخرى قوة الإعصار في المحيط الأطلسي.
وأضافت أن شدة الإعصار لي تقلبت حتى الآن فوق المحيط المفتوح، ولكن من المتوقع أن يصبح خطيرًا جدًا من الفئة الرابعة بحلول وقت متأخر من يوم الأحد أو في وقت مبكر من صباح الاثنين، وفقًا للمركز الوطني للأعاصير.
ويستعد الساحل الشرقي للولايات المتحدة لنفس الأمواج الكبيرة والتيارات الساحقة التي دمرت فلوريدا وجورجيا وشمال وجنوب كارولينا قبل أقل من أسبوعين، والتي واجهتها منطقة البحر الكاريبي خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتتحرك العين بشكل جيد شمال بورتوريكو وجزر فيرجن وجزر ليوارد الشمالية، وعلى الرغم من أن مسارها على المدى الطويل غير مؤكد، إلا أن برمودا شمال الولايات المتحدة، بينما تستعد أستراليا وكندا للأسوأ.