"لا وقت للحداد".. آلاف المغاربة ينتظرون الغذاء والماء والكهرباء (صور)
في المغرب لا وقت للحداد أو الحزن، حيث ينتظر آلاف السكان الخروج من عزلتهم والحصول على الماء والغذاء والكهرباء، في الوقت الذي أغلقت فيه الصخور العملاقة الطرق الجبلية شديدة الانحدار.
دمار وخراب غير مسبوق وجهود مكثفة لإنقاذ السكان
وأكدت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، أن الزلزال المدمر تسبب في حدوث دمار وخراب غير مسبوق في المغرب، حيث استمرت أعداد القتلى والجرحى في الارتفاع حتى صباح اليوم الثلاثاء في الارتفاع، في ظل مواصلة فرق الإنقاذ انتشال الناس من تحت الأنقاض، أحياء وموتى، في القرى التي تحولت إلى أنقاض.
واصل عمال إنفاذ القانون والإغاثة – المغاربة والدوليون – وصولهم أمس الاثنين إلى المنطقة الواقعة جنوب مدينة مراكش الأكثر تضررا من الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة مساء الجمعة والعديد من الهزات الارتدادية.
وتابعت أن آلاف السكان ينتظرون الحصول على الغذاء والماء والكهرباء، فيما أغلقت الصخور العملاقة الطرق الجبلية شديدة الانحدار.
وذكرت وزارة الداخلية أن غالبية الوفيات – ما لا يقل عن 2862 حتى يوم الاثنين، مع إصابة 2500 آخرين – وقعت في مراكش وخمس ولايات قريبة من مركز الزلزال، وخرجت فرق البحث والإنقاذ وإزالة الحطام مع الكلاب للبحث عن الناجين والجثث.
وأوضحت الشبكة أن الزلزال أسفر عن انهيار المباني التي لم تستطع تحمل الهزات، ما أدى إلى حبس المواطنين تحت الأنقاض ودفع الآخرين إلى الفرار في حالة من الرعب، وتعرضت المنطقة لهزة ارتدادية بقوة 3.9 درجة على مقياس ريختر يوم الأحد، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وتابعت أنه لم يكن هناك أي وقت للحداد أو الحزن في المغرب، حيث حاول الناجون إنقاذ ما في وسعهم من المنازل المتضررة أو البحث عن أي ناجين من أسرهم تحت الأنقاض بعد مرور 4 أيام على الكارثة.
وأوضحت أن وجه خديجة فيروج كان منتفخًا من البكاء عندما انضمت إلى أقاربها وجيرانها وهم ينقلون ممتلكاتهم في الشوارع المليئة بالحجارة، إذ فقدت ابنتها وثلاثة أحفاد تتراوح أعمارهم بين 4 و11 عامًا عندما انهار منزلهم أثناء نومهم قبل أقل من 48 ساعة، وفي الوقت الذي كانت تبكي فيه حزنًا على فراق ابنتها وأحفادها، كانت تحاول نقل الحجارة وإخراج ممتلكاتها من تحت الأنقاض.
وقالت شقيقتها حفيظة فيروجي: "لم يبق شيء.. سقط كل شيء".
ذكرت الشبكة الإخبارية أن زلزالاً ضرب منطقة أمزميز في المغرب، وأدى إلى دمار قرى بأكملها، وتأخر وصول المساعدات إلى تلك المنطقة بسبب التضاريس الصعبة، وبدا أن جزءاً كبيراً من منازل البلدة، التي بنيت من الحجر الرملي البرتقالي والأحمر المنحوت في سفح الجبل، قد انهار، بما في ذلك مئذنة أحد المساجد. وقال صلاح أنشيو (28 عاماً)، وهو قروي: "إنها كارثة لا نعرف ما هو المستقبل، ولا تزال المساعدات غير كافية".
حداد وطني وإقليمي
وأكدت الشبكة الأمريكية، أنه تم تنكيس الأعلام في جميع أنحاء المغرب، حيث أمر الملك محمد السادس بإعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم الأحد، بينما أعلنت مصر الحداد الوطني 3 أيام على ضحايا الكوارث الطبيعية في المغرب وليبيا.
ووقع أسوأ الدمار في المجتمعات الريفية التي يصعب الوصول إليها بسبب الطرق الملتفة فوق التضاريس الجبلية التي كانت مغطاة بالصخور المتساقطة.
وأكدت الشبكة الأمريكية أنه تم تنكيس الأعلام في جميع أنحاء المغرب، حيث أمر الملك محمد السادس بإعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من يوم الأحد، في حين أعلنت مصر الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على ضحايا الكوارث الطبيعية في المغرب وليبيا.
وأفادت الشبكة أن فرق الإنقاذ حشدت قوتها لإنقاذ الناجين، بينما كان المئات ينامون على الأرصفة في الشوارع أو على المقاعد في حديقة بمراكش، وتصطف السياح والمقيمون للتبرع بالدم. وقالت جليلة جورينا: "لم أفكر في الأمر مرتين، خاصة في الظروف التي يموت فيها الناس، في هذه اللحظة التي يحتاجون فيها إلى المساعدة"، وأشارت إلى واجبها كمواطنة مغربية.
وقالت جليلة جورينا: "لم أفكر في الأمر مرتين، خاصة في الظروف التي يموت فيها الناس، في هذه اللحظة التي يحتاجون فيها إلى المساعدة" وأشارت إلى واجبها كمواطنة مغربية.
وقام رجال الإنقاذ، مدعومين بالجنود والشرطة، بتفتيش المنازل المنهارة في بلدة أداسيل النائية للبحث عن الممتلكات وتسليمها لأصحابها، بالقرب من مركز الزلزال. وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن مركبات عسكرية جلبت جرافات ومعدات أخرى لتطهير الطرق.
ونقلت سيارات الإسعاف عشرات الجرحى من قرية تيخت التي يبلغ عدد سكانها 800 نسمة، إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، وكان العديد منهم محاصرين تحت الأنقاض منذ عدة أيام.
كان هذا أقوى زلزال يضرب الدولة الواقعة في شمال إفريقيا منذ أكثر من 120 عامًا، وفقًا لسجلات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية التي يعود تاريخها إلى عام 1900، لكنه لم يكن الأكثر دموية، ففي عام 1960، ضرب زلزال بقوة 5.8 درجة بالقرب من مدينة أغادير، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص، ودفع هذا الزلزال المغرب إلى تغيير قواعد البناء، لكن العديد من المباني، وخاصة المنازل الريفية، لم يتم بناؤها لتحمل مثل هذه الهزات.