"درع جارودا".. مناورات أمريكية آسيوية تثير مخاوف الصين وتشعل التوترات
شارك آلاف الجنود من الولايات المتحدة وإندونيسيا وأستراليا وقوات دول أخرى في مناورات "درع جارودا" اليوم الأحد ضمن تدريبات قتالية بجزيرة جاوة الإندونيسية في وقت يتزايد فيه تهديدات الصين لدول المنطقة.
وبحسب تقرير لوكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على تعزيز تكتل من التحالفات العسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لطمأنة الحلفاء المنزعجين من تصرفات بكين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، والذي أصبح ساحة معركة للمنافسات الأمريكية الصينية.
تفاصيل مناورات درع جارودا
وخلال التدريبات، نشرت القوات الأسترالية خمس دبابات قتالية من طراز M1A1 أبرامز، ونشر الجيش الإندونيسي دبابتين من طراز ليوبارد 2 في التدريبات القتالية التي تستمر أسبوعين في بانيوانجي، وهي منطقة ساحلية في مقاطعة جاوة الشرقية والتي بدأت في الأول من سبتمبر.
وقالت "أسوشيتيد برس" إن هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها أستراليا دبابات قتالية خارج أراضيها منذ حرب فيتنام.
وتجرى مناورات درع جارودا سنويا بين الولايات المتحدة وإندونيسيا منذ عام 2009، وانضم العام الماضي إليهم دول أخرى وهي أستراليا واليابان وسنغافورة، وتوسعت القائمة لتشمل المملكة المتحدة وفرنسا الذين يشاركون هذا العام لأول مرة في المناورات ليصل العدد الإجمالي للقوات المشاركة في المناورات إلى 5000 جندي.
مخاوف الصين من مناورات درع جارودا
وترى الصين أن التدريبات الموسعة تشكل تهديدا، وتتهم الولايات المتحدة ببناء تحالف في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مماثل لحلف شمال الأطلسي "الناتو" للحد من نفوذ الصين العسكري والدبلوماسي المتزايد في المنطقة، بحسب "أسوشيتيد برس".
وتتمتع إندونيسيا والصين بعلاقات إيجابية بشكل عام، لكن جاكرتا أعربت عن قلقها بشأن ما تعتبره تعديا صينيا على منطقتها الاقتصادية الخالصة في بحر الصين الجنوبي، حيث تتداخل المنطقة الاقتصادية الخالصة مع "خط النقاط التسع" الذي أعلنته بكين من جانب واحد والذي يحدد مطالباتها هناك.
وأدت الأنشطة المتزايدة التي تقوم بها سفن خفر السواحل الصينية وقوارب الصيد في المنطقة إلى إثارة قلق جاكرتا، مما دفع البحرية الإندونيسية إلى إجراء مناورة كبيرة في يوليو 2020 في المياه المحيطة بناتونا.
الجيش الأمريكي يشارك في درع جارودا
وقال الميجور جنرال ماركوس إيفانز، القائد العام لفرقة المشاة الخامسة والعشرين بالجيش الأمريكي، لوكالة "أسوشيتد برس" إن إدخال قدرة المدرعات في تدريبات واسعة النطاق من شأنه أن يمنح القوات المتحالفة وشركاء الدفاع فرصة لاختبار قدراتهم.
فيما رفض إيفانز التعليق على معارضة الصين الطويلة الأمد للتدريبات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في آسيا.
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك خطط للجيش الأمريكي للقيام بدوريات بحرية مشتركة مع حلفاء مثل اليابان والفلبين في المياه المتنازع عليها أو بالقرب منها، قال إيفانز "من المهم أن نحافظ على التواصل المستمر مع شركائنا وحلفائنا الإقليميين من الناحية العسكرية".
وأوضح المسؤول الأمريكي أن التدريبات القتالية بين القوات الأمريكية وحلفائها الإقليميين وشركاء الدفاع، مشيرا إلى أن حلفاء الولايات المتحدة يدركون الأهمية الاستراتيجية وفرصة المشاركة في التدريبات متعددة الجنسيات، التي تهدف إلى تعزيز الاحتراف العسكري إلى جانب تعزيز الاستعداد القتالي وتعزيز قدرة القوات المتحالفة على العمل معًا.
من جهته قال دججونو، المتحدث باسم الجيش الإندونيسي، إن التدريبات الميدانية تهدف إلى تعزيز الاستعداد القتالي وصقل القدرات القتالية للجنود من الدول المشاركة.
وكشفت الوكالة أن كل من بروناي والبرازيل وكندا وألمانيا والهند وماليزيا وهولندا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة والفلبين وكوريا الجنوبية وتيمور الشرقية أرسلوا مراقبين فقط إلى مناورات "درع جارودا" المتعددة الأطراف.