ورطة الملك تشارلز.. دول الكاريبى تطالب العائلة المالكة بتعويضات عن جرائم العبودية
تستعد دول الكاريبي لتقديم رسائل رسمية لمطالبة العائلة المالكة البريطانية بالاعتذار وتقديم تعويضات عن العبودية وجرائم تجارة الرقيق، وهو الأمر الذي يضع الملك تشارلز الثالث في ورطة جديدة وتحدٍ يواجهه للمحافظة على الكومنولث.
تورط بريطانيا في تجارة الرقيق والعبودية تحرج الملك تشارلز الثالث
وبحسب صحيفة "تليجراف" البريطانية، فإنه من المتوقع أن تتوجه لجان التعويضات الوطنية في المنطقة إلى شركة لويدز لندن وكنيسة إنجلترا لمطالبتها بمدفوعات مالية وتحقيق العدالة التعويضية عن دورهما التاريخي في تجارة الرقيق.
وتابعت أن اللجان تخطط لإرسال الرسائل إلى المؤسسات بحلول نهاية العام الحالي، وقال أرلي جيل، المحامي ورئيس لجنة التعويضات في الدولة الجزيرة: "نأمل أن يعيد الملك تشارلز النظر في مسألة التعويضات وأن يصدر بيانًا أكثر عمقًا يبدأ بالاعتذار، وأن من شأنه أن يجعل الموارد من العائلة المالكة متاحة للعدالة التعويضية.
وتابع: "يتعين على الملك تشارلز الثالث توفير بعض المال، نحن لا نقول أنه يجب أن يجوع نفسه وعائلته، ولا نطلب الحلي، ولكننا نعتقد أنه يمكننا الجلوس حول طاولة ومناقشة ما يمكن توفيره للعدالة التعويضية".
وأضاف أن واجب تقديم التعويضات يقع "على جميع المستويات، البنوك والكنائس وشركات التأمين مثل لويدز والجامعات والكليات المستفيدة".
وفي وقت سابق من هذا العام، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن أن أجداد الملك تشارلز الثالث والعائلة المالكة اشتروا واستغلوا العبيد في مزارع التبغ في فرجينيا.
وكشفت الأبحاث التي أجرتها الكاتبة المسرحية ديزيريه بابتيست عن وثيقة تأمر قبطان السفينة بتسليم الأفارقة المستعبدين إلى إدوارد بورتيوس، صاحب مزرعة التبغ في فرجينيا، ورجلين آخرين، حيث ورث روبرت، نجل بورتيوس، ممتلكات والده قبل أن ينتقل بعائلته إلى إنجلترا في عام 1720، وفي وقت لاحق، تزوج سليل مباشر، فرانسيس سميث، الأرستقراطي كلود باوز ليون، وكانت حفيدتهم إليزابيث باوز ليون، والدة الملكة إليزابيث الثانية الراحلة.
كما عثرت صحيفة الجارديان على وثائق تربط تاجر العبيد إدوارد كولستون بالنظام الملكي البريطاني.
وردًا على تقرير الجارديان، أشار الملك تشارلز للمرة الأولى إلى دعمه للبحث في الروابط بين النظام الملكي البريطاني وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.
وقال متحدث باسم قصر باكنجهام في ذلك الوقت إن الملك أخذ مسألة العبودية "على محمل الجد"، والتي وصفها بأنها "فظائع مروعة".
وتابع أن دعم البحث كان جزءًا من عملية تشارلز لتعميق فهمه لـ"التأثير الدائم للعبودية"، والذي "استمر بقوة وتصميم" منذ انضمامه.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه بالرغم من تأكد الملك تشارلز الثالث من دور المملكة المتحدة في تجارة العبودية، فإنه لم يعتذر رسميًا بعد عن تورط بريطانيا الكبير في تجارة الرقيق، حيث تم نقل ما يقدر بنحو 3.2 مليون إفريقي مستعبد حول العالم عن طريق صناعة الشحن البريطانية الضخمة بين عام 1640 وأوائل القرن التاسع عشر.
وقالت شركة لويدز لندن، التي كانت المركز العالمي لتأمين تلك الصناعة، إنها "تأسف بشدة" لمشاركتها في التجارة.
وذكرت الشركة على موقعها على الإنترنت: "إنه جزء من تاريخنا المشترك الذي تسبب في معاناة هائلة ولا يزال له تأثير سلبي على مجتمعات السود والمجتمعات المتنوعة عرقيًا اليوم".