عصر ناطحات السحاب.. الدستور تتبع مراحل تنفيذ منطقة الأعمال بالعاصمة الإدارية وحجم الاستثمارات (صور)

• عمرو خطاب: دخلنا عصر ناطحات السحاب بتنفيذ منطقة المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة وحجم استثماراتنا هناك 3.7 مليار دولار ممولة بالكامل من محفظة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وليست من موازنة الدولة
• انتهاء أعمال الخرسانات والواجهات والمرافق بنسبة 100% والتشطيبات الداخلية بلغت 85% ونستعد حاليًا لإعداد مراحل استلام 10 أبراج إدارية
• 70% من المهندسين والفنيين والعمال والمشرفين فى منطقة الأبراج مصريون وهناك مصانع فتحت خصيصًا لتغذية هذه الصناعة
• الهدف الأساسى من إنشاء هذه الأبراج هو جذب استثمارات أجنبية واعدة لن تدخل دون تواجد هذا النوع من البناء على الرغم من توافر كافة الاحتياجات الأخرى
• تعاقدنا مع "أكور" العالمية لتشغيل فندقى "فيرمونت" بالبرج الهلالى و"رافيلز" بالأيقونى والأخير يعد الأول في إفريقيا

لا يستطيع أحد أن ينكر واقعا أصبح ملموسا، لكن يمكن أن يختلف البعض حول ماهية تنفيذ مشروعات ضخمة داخل الدولة المصرية، مثل مشروع العاصمة الإدارية وما يضمه من مشروعات ضخمة داخله كل على حدة، وقد تهكم كثيرون على فكرة تنفيذ أبراج شاهقة الارتفاع فى هذا المشروع الوليد، لكن المسئولين كان لهم رأي آخر.

انتهاء أعمال الخرسانات والواجهات والمرافق بنسبة 100% والتشطيبات الداخلية بلغت 85%

كشف المهندس عمرو خطاب عضو المكتب الفني لوزير الاسكان، المسئول عن متابعة أعمال شركة سى سيك الصينية المنفذة لمنطقة الأبراج بـ العاصمة الإدارية الجديدة، عن أن أعمال الخرسانات في منطقة الأبراج أو ما يعرف بمنطقة المال والأعمال (CBD)، انتهت بنسبة 100%، كما تم تشطيب واجهات الأبراج بنسبة 100%، وتجري حاليا عمليات التشطيبات الداخلية وقد بلغت هى الأخرى نسب متقدمة تتجاوز 75%.

وقال "خطاب" لـ"الدستور" إن منطقة الأبراج بالعاصمة الإدارية تقع على مساحة 153 فدانا، أي ما يوازي نحو 644 ألف متر مربع، تضم 18 برجا بينها الأيقوني وهو الأعلى فى إفريقيا بارتفاع 385 مترا، و5 أبراج سكنية و6 أبراج مكاتب شمالية و4 أبراج مكاتب مركزية و2 برج هلالى.

وأوضح عن متابعة تنفيذ منطقة الأبراح، أن إجمالى المساحة المخصصة للسكن هناك 26 ألفا و660 مترا مسطحا، متنوعة بين وحدات غرفة وصالة حتى 4 غرف، إلى جانب التنوع في الأنشطة التجارية والإدارية، ومساحة 285 ألفا و333 مترا مسطحا أماكن انتظار سيارات، أسفل كل برج دورين لهذا الأمر يتسع لعدد كبير جدا من السيارات حسب النشاط الموجود.

منطقة الأبراج بالعاصمة الإدارية ستكون رمزا لثقافة مصر وتقدمها

وأشار خطاب إلى أن منطقة الأبراج بالعاصمة الإدارية ستكون من أكثر المناطق شهرة وتميزا عالميا، وستكون رمزا لثقافة مصر وتقدمها بسبب الارتفاع الشاهق للبرج الأيقونى، كما يمثل الأمر دخول صناعة ناطحات السحاب وهي صناعة جديدة فى مصر، والبرج الأيقونى بالعاصمة الإدارية يعد النواة الأولى، وعلى أساسها يبدأ القطاع العام والخاص الدخول فيها، بعدما نفذت الحكومة النواة الأولى.

وأكد خطاب أن منطقة الأبراج بالعاصمة الإدارية لن تكون الوحيدة في مصر، فعلى نفس الغرار يجري تنفيذ منطقة مثيلة فى مدينة العلمين الجديدة، وبهذه النواة – يقصد منطقة أبراج العاصمة الإدارية -، دخلت مصر عصر ناطحات السحاب بنواة جيدة جدا استثماريا، وعلى إثره يدخل القطاع الخاص للاستثمار فى هذا المجال.

وتابع أن هذه الصناعة – صناعة ناطحات السحاب -، ستكون صناعة مؤثرة لما تضمه من صناعات مكملة لها، وستدخل ضمن الصناعات التي سيعتمد عليها الاقتصاد القومي، وبالفعل بدأ القطاع الخاص فى الاتجاه نحو هذا النهج.

الأبراج ستضم مجموعة فنادق رافيلز وهو الأول فى إفريقيا

وكشف عن أنه سيكون لأول مرة فى مصر فندق لـ رافيلز وهو براند عالمي، يدار بواسطة شركة "أكور" العالمية، ويعد هذا الفندق الأول فى إفريقيا وسيكون بالبرج الأيقوني، وهو نوع من التميز تشهده المنطقة والعاصمة الإدارية الجديدة، إضافة لفندق فيرمونت بالبرج الهلالي، وتم التعاقد مع شركة "أكور" لإدارة وتشغيل الفندقين، وهو ما يعني أن هذه الفنادق مملوكة للدولة المصرية، لكن التعاقد على التشغيل فقط. 

وأضاف خطاب أن هناك شركات محلية وعالمية كثيرة، طلبت أن يكون لها مقار فى منطقة المال والأعمال (منطقة الأبراج)، وذلك منذ بدأنا تنفيذها وحتى اليوم، وبسبب صدارة التخطيط يطلب الكثيرين أن يكون لهم حظوة فى التواجد فى هذه المنطقة، وهو ما يعني الاقبال عليها، لكننا لم نطرح شيئا فيها حتى الآن.

وتابع أن لدينا أيضا فى منطقة المال والأعمال، أطول برج بنشاط إداري فى مصر بارتفاع 174 مترا، وهناك أيضا أعلى برج  فى مصر بنشاط سكني بارتفاع 200 متر، وهو ما يعني أن هناك أكثر من نقطة تميز موجودة فى هذا المكان

العلمين الجديدة على الرغم من اختلاف الطيبوغرافية للمكان عن العاصمة الادارية، إلا أن هذا النوع من الأنشطة مطلوب، وعلى أساس الدراسة التى قمنا بها على هذا المكان، ننفذ هناك 5 أبراج سكنية بينهم برج أيقوني بارتفاع أكثر من 200 متر و4 أبراج سكنية مقابلة له، وستكون أيضا نواة لنشاط ناطحات السحاب فى العلمين الجديدة وهى الأولى من نوعها فى منطقة الساحل الشمالي، وهو ما سيسمح بانتشار هذا النشاط وهذه الصناعة فى هذا الموقع، بحيث يكون هناك تكامل.

خطاب: نسعى لمضاعفة الغرف الفندقية المتاحة حاليًا

ولفت عضو المكتب الفنى لوزير الإسكان، إلى حاجتنا لغرف فندقية زائدة عن الموجود حاليا – نسعى لمضاعفة الموجود-، فى القاهرة نحتاج والساحل الشمالي أيضا، وكلنا نتابع ونعرف جيدا أن كل الغرف الفندقية فى منطقة الساحل الشمالي كاملة العدد ومحجوزة بنسبة 100%، وبالتالي هو مؤشر ممتاز وأننا فى الاتجاه الصحيح.

وأوضح أن إنشاء كل هذه الأبراج سواء فى القاهرة (العاصمة الإدارية) أو فى العلمين الجديدة، يدخل ضمن خطة الدولة فى تحقيق هدفها بمضاعفة الغرف الفندقية والوحدات السكنية من هذا النمط، وعندما يكون هناك إقبال كما نرى هذا يعنى أننا فى احتياج لذلك، أيضا ما نقوم به كوزارة إسكان يهدف أيضا لتشجيع القطاع الخاص على الدخول فى هذه الصناعة وتغطية هذا الاحتياج سواء للمصريين أو العرب أو الأجانب.

70 % من العاملين فى تنفيذ الأبراج مصريون

 وحول دخول صناعة ناطحات السحاب لأول مرة فى مصر، قال عمرو خطاب، إن 70% من العاملين فى تنفيذ منطقة أبراج العاصمة الإدارية الجديدة مصريون، بينهم مهندسون وفنيون ومشرفون وعمال، تعلموا جيدا كيف يديرون مشروعات ناطحات السحاب، ومع الوقت ستكون الصناعة بالكامل بأياد مصرية.

وأضاف المسئول عن متابعة تنفيذ منطقة الأبراج بالعاصمة الإدارية، أنه كان هناك أيضا شرط فى التعاقد مع المقاول الصيني (شركة سى سيك) على استخدام نسبة معينة من المواد المستخدمة فى المشروع من المكون المحلى، وهو ما تحقق بالفعل، بل تخطى النسبة المتفق عليها فى العقد.

وأوضح أنه فى السنوات الأولى لتنفيذ المشروع كان هناك مكونات مستوردة وبعضها مصري، وعندما وصلنا نسب متقدمة فى التنفيذ وبعد سنوات قليلة، بدأت مصانع للصناعات المغذية لهذه الصناعة فى الافتتاح والتشغيل، مثل صناعات الألومنيوم والخشب والإكسسوارات والحمامات، هناك مصانع مصرية بالكامل تعمل حاليا فى هذه الصناعة.

توطين صناعة الأبراج فى مصر

ومع الوقت ستزيد الصناعات المغذية لصناعة ناطحات السحاب فى مصر، مع زيادة الخبرات الفنية المدربة جيدا، وهو ما يعرف بتوطين الصناعة، حتى لو كان هناك بعض الخامات البسيطة التي نستوردها ونقوم بتجميعها هنا، ليست هناك أي مشكلة، لكن أصبح هناك اهتمام بفتح مصانع مغذية لهذه الصناعة، وهو ما يعنى أنك سيكون لك دور محوري فى المنطقة.

وتابع أنه عندما تفتتح شركة سى سيك مصنعا لتجميع الواجهات فى المنطقة الصناعية بالعين السخنة، هذا يعني أن هناك سوقا واعدة لهذه الصناعة خلال الفترات المقبلة، وهذا المصنع سيخدم فى مصر والمناطق المجاورة لها، وبالطبع سيعمل فى هذا المصنع عمالة مصرية، لنقل الخبرات لهم، وهو ما سيترتب عليه فتح مصانع أخرى لتغذية هذه الصناعة، والجميع سيسعى لاستخدام الخامات المصرية لتقليل فاتورة الاستيراد، وهو ما من شأنه تحريك السوق والاقتصاد المصري.

3.7 مليار دولار حجم استثمارات منطقة أبراج العاصمة الإدارية ممولة بالكامل من محفظة هيئة المجتمعات

تقدر حجم استثمارات مشروع منطقة الابراج بالعاصمة الإدارية بـ3.7 مليار دولار، وهذه الاستثمارات بالكامل من موازنة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وليست لها أي علاقة بموازنة الدولة، ما يعنى أن التمويل من محفظة هيئة المجتمعات، ويجري حاليا التجهيز لمراحل استلام الـ10 أبراج الإدارية كاملة التشطيب، ويمكن أن نقول إن الخرسانات والواجهات والمرافق مكتملة بنسبة 100% والغاز بنحو 85%، والمنطقة المركزية للتكييف وصل نسب متقدمة جدا، وهناك نسب بسيطة متبقية فى التشطيبات الداخلية البرج الأيقوني والبرجين الهلالي.

الغرض من إنشاء مراكز ريادة المال والأعمال هو جذب الاستثمارات الأجنبية لعمل مقار لشركاتها وبالتالي يترتب عليه دخولهم فى المناطق الصناعية والتجارية فى مصر، لدينا مجموعة من المطارات والموانئ الجافة والمائية، ومجموعة من الأسواق وشبكة الطرق، إذا ما ينقص الشركات الأجنبية العملاقة هو المقر الإداري والفنادق والمرافق الذكية وشبكات خدمات رجال الأعمال لاستخدامها فى الادارة.

وعندما نحتاج لإنشاء مناطق لريادة الأعمال ننظر للإطار المحلي والإقليمي، وعندما ننظر لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تحديدا نجدها تفتقر لهذا النوع من المراكز الريادية للمال والأعمال، وعندما يبحث مستثمر أجنبي أو شركة أجنبية عن هذا النوع بحيث يجد كل الشبكات الذكية والطرق المؤهلة جيدا والموانئ والمطارات وكل احتياجاته، بالطبع سيقبل على الدخول فى السوق الإفريقية من خلال مصر، حيث تتوافر كل احتياجاته.

الهدف الأساسى لإنشاء مناطق ريادة المال والأعمال

بالتالي يأتى الهدف الأساسي من إنشاء مراكز ريادة المال والأعمال لجذب الاستثمارات الأجنبية الواعدة، وبالتالي سيكون له كبير الأثر على حركة الاقتصاد المصري، لأنه بالطبع سيعود على السوق بتوفير فرص عمل، ومثال بسيط على ذلك ونحن نتحدث حاليا هناك 16 ألف عامل مصري يعملون داخل منطقة الأبراج تحديدا، وهي ما تعرف بفرص العمل المباشرة، أي أن هناك فرص عمل أخرى غير مباشرة مثل التي تعمل فى المصانع المغذية لهذه الصناعة بخلاف العاملين فى المحاجر والحديد والسيراميك والصرف الصحي ومصانع الكهرباء والأبواب والخشب والإكسسوارات وكل الخامات التي تدخل فى هذه الصناعة، أيضا ضمن فرص العمل، عند التشغيل والفرش.