دلائل جولات البرهان.. هل هى حشد لتحرك أكبر ضد قوات الدعم السريع؟ خبراء يجيبون للدستور
بدأ رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، قبل يومين بزيارة عدد من المدن والولايات السودانية بدأت من بورتسودان، واليوم زار كان في ولاية كسلا.
تأتي جولات البرهان الداخلية والخارجية إذ قام بزيارة القاهرة، وهناك أنباء عن زيارات خارجية يجريها البرهان خلال الأيام المقبلة لكل من الكويت وقطر.
نرصد في التقرير التالي من خلال مجموعة من الخبراء السودانيين دلائل زيارة البرهان وأسبابها وهل هي خطوة لتحرك وحشد أكبر ضد قوات الدعم السريع.
المغربي: حشدا لتحرك عسكري هو الأكبر من نوعه ضد قوات الدعم السريع
في هذا السياق، قال مكي المغربي الكاتب والباحث السياسي السوداني: جولات البرهان في مدن السودان بعد خروجه من العاصمة تعتبر حشدا لتحرك عسكري هو الأكبر من نوعه ضد قوات الدعم السريع، هو تحرك مسنود برغبة جماهيرية غير مسبوقة.
وأضاف المغربي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذه الجولة تأتي في سياق استئناف الدولة لخدماتها في الجوازات والرقم الوطني، بعد استعادة كل البيانات التي حاولت قوات الدعم السريع تخريب قاعدتها وبنوك المعلومات الخاصة بها، ولكن فشلت، وكانت هذه العملية التخريبية في سياق نسف كل المعلومات عن السودانيين بطرف الشرطة السودانية.
وتابع المغربي في تصريحاته "يمكننا أن نقول هنالك إحساس عام بعودة الدولة واقتراب الحسم الكامل واستئناف الحياة الطبيعية".
حسب الرسول: البرهان اتجه لتحقيق قدر من التوازن بين مهامه كرئيس للدولة
من جانبه، قال محمد حسب الرسول الكاتب والباحث السياسي السوداني: انشغل البرهان بالمعركة العسكرية خلال شهور الحرب الأربعة الأولى، وهو رأس الدولة وقائد الجيش، والآن بعد أن حقق الجيش تقدما كبيرا في الملف العسكري والأمني، اتجه البرهان لتحقيق قدر من التوازن بين مهامه كرئيس للدولة عليه مسؤولية كبيرة تجاه الدولة بكل مكوناتها، وبين جزئية رئيسية من مهامه خصها بالاهتمام الأكبر خلال عمر الحرب.
وأضاف حسب الرسول في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أنه بعد خروج البرهان من الحرب بدأت ملامح التوازن بين مسؤولياته الدستورية تتضح من خلال تفقده ولايات السودان ومدنه وقراه، ومن خلال تدارس قضايا الحكم المختلفة مع مؤسسات الدولة المعنية، وبشكل خاص مع المؤسسات ذات الصلة بخدمة الشعب، وفي ذات الوقت يزور المناطق العسكرية المختلفة وبكل تأكيد يتابع مع نائب القائد العام وهيئة الأركان سير المعارك العسكرية.
وأكد حسب الرسول أن هذا هو التوازن المطلوب منه استكماله بتسريع حسم المعركة مع التمرد، واستكمال بناء واحدة من أهم مؤسسات الدولة من خلال تشكيل حكومة وطنية مستقلة تعمل على مخاطبة قضايا المعاش والأمن والاستقرار وتوفير الخدمات وإجراء انتخابات تنهي مرحلة الفوضى التي عاشها السودان خلال سنوات الانتقال الأربع الماضية والتي تعتبر أطول فترة انتقال في تاريخ السودان منذ عام 1964.
وشدد حسب الرسول علي أن طول فترة الانتقال تسبب في إضعاف الدولة ومؤسساتها وقدراتها وجعلها مكشوفة أمام التدخلات الخارجية التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في مجال السيادة والاستقلال الوطني.
