المحافظات الواعدة
فى الوقت الذى تتسارع فيه وتيرة الأحداث السياسية وحركة الأحزاب المصرية والقوى الوطنية للإعلان عن موقفها وإستعداداتها للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.. وكذلك فى متابعة مخرجات الحوار الوطنى والتوصيات الناتجة عنه ومدى تأثيرها على الأوضاع الداخلية للبلاد.. كانت هناك جولات مكوكية مهمة يقوم بها اللواء/ أحمد جمال الدين، مستشار رئيس الجمهورية للمناطق النائية والحدودية لبعض المحافظات الحدودية بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إطار اهتمام سيادته بتلك المحافظات والعمل على تعظيم مواردها والتعامل مع المعوقات التى تحول دون ذلك وتذليلها ووضع الحلول الفورية لعلاجها.
وقد تابعت تلك الجولة التى قام بها مستشار الرئيس والتى بدأها بمحافظة أسوان وزيارة منطقة النوبة التى تشهد حاليًا بناء مجمع صناعى نموذجى على أعلى مستوى من التصميم والتنفيذ والذى يهدف إلى الارتقاء بالصناعات الصغيرة والمتوسطة والحرفية التى تشتهر بها محافظة أسوان لتوفير فرص عمل لشبابها وتعميق التصنيع المحلى ورفع جودة وتنافسية المنتجات وفتح أسواق محلية تصديرية للمشروعات الجديدة هناك.
وقد أعلن اللواء جمال الدين أن الرئيس أعطى توجيهاته بإدراج قرى مركز نصر النوبة ضمن المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة وأن هناك تعليمات بتقديم كافة التسهيلات التحفيزية للإقبال على الورش الحرفية لتشجيع الإتجاه نحو العمل الحر لأبناء أسوان وكذلك تقديم تيسيرات وحوافز غير مسبوقة لهم منها حوافز إجرائية ومالية حتى تتمكن المحافظة من الدخول بقوة على خريطة الاستثمار الصناعى فى مصر.
وفى أعقاب ذلك قام مستشار الرئيس بزيارة ميدانية لمنفذ"أرقين" الحدودى مع السودان الشقيق وذلك للوقوف على تنفيذ التعليمات الصادرة من مجلس الوزراء الخاصة بتسهيل إجراءات حركة الشاحنات ومنع التكدس خاصة على ضوء ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة والتى أدت إلى وفاة 15 سائقًا مصريًا نتيجة ضربات الشمس والاختزان الحرارى خلال الفترة من 10 إلى 20 من شهر أغسطس .
وقد طمأن سيادته السائقين والعاملين بهذا المنفذ الحيوى وقام بالاتفاق مع الجانب السودانى على الإسراع فى إجراءات التخليص الجمركى لمنع التكدس، حيث كان فى الانتظار حوالى 125 شاحنة...كما تم الإتفاق على توفير استراحات ومناطق خدمات للسائقين، بالإضافة إلى تواجد جهاز طبى لتقديم الرعاية الصحية وصرف الأدوية بالمجان مع توفير المياه والأغذية وخدمات الإعاشة للسائقين المتواجدين بالمنافذ الحدودية، سواء ناحية الجانب المصرى أو الجانب السودانى وسوف يستمر تقديم هذه الخدمات والرعاية الصحية بصفة مستمرة فى إشارة واضحة إلى مدى الإهتمام الذى توليه القيادة السياسية المصرية لمحافظة أسوان وحدودها والتى تمثل العمق الجنوبى للبلاد.
وقد تزامن مع تلك الزيارة التى قام بها مستشار السيد الرئيس تنظيم جولة لعدد من الإعلاميين والمحررين العسكريين لمشروع توشكى بجنوب أسوان والذى يعد الأكبر من نوعه فى مجال الاستصلاح الزراعى فى الشرق الأوسط وأحد المشروعات القومية العملاقة التى يولى الرئيس عبدالفتاح السيسى لها إهتمامًا بالغًا من منطلق أنه يمثل مستقبل مصر للاستثمار الزراعى فى الخير والنماء...وهنا أيضًا كانت التوجيهات الرئاسية بتذليل كافة الصعوبات التى كانت تعوق تنفيذ المشروع عن تحقيق أهدافه.
وكذلك توفير جميع المقومات اللازمة لنجاحه، سواء من الجانب الإنشائى والبنية الأساسية أو الفنى وما يتعلق بتوفير مياه الرى ومصادر الطاقة وكذلك إنشاء المحاور لربط المشروع بشبكة الطرق القومية وتوفير الموارد المالية لكافة تلك العناصر لتصبح أراضى زراعية جاهزة للإستغلال الأمثل والتى يمكن أن تحقق طموحات الشباب فى توفير فرص عمل حقيقية لهم.
وقد صدق الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما تواصل مع الوفد الإعلامى وأعرب عن تقديره لكل من ساهم بجهوده وعرقه فى هذا المشروع وأن هناك رجالًا موجودين يعملون وسط ظروف مناخية صعبة ولا يراهم أحد من أجل تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا المشروع العملاق الواعد بالخير للدولة المصرية وأبنائها.
وفى إطار استكمال متابعتنا لجولة اللواء أحمد جمال الدين فقد توجه بعد انتهاء زيارته لأسوان إلى محافظة البحر الأحمر، حيث عقد عدة لقاءات مع مستثمرى مدن القصير ومرسى علم وحلايب وشلاتين لمناقشة مطالبهم والمعوقات التى يواجهونها ثم عقد لقاء آخر مع ممثلى قبائل المحافظة للاستماع إلى مطالبهم ومشاكلهم.
فى اللقاء الأول أكد أن هناك إهتمامًا كبيرًا بتذليل كافة المعوقات التى تعترض المستثمرين فى المدن المشار إليها وذلك من أجل النهوض بحركة السياحة بها بحسبانها أحد موارد الدخل القومى للبلاد..وكذلك الحال فيما يتعلق بالمعوقات التى تعترض مجال التعدين فى المحافظة.. وقد تمحورت مطالب المستثمرين فى مراجعة القوانين واللوائح التنفيذية التى تعوق حركة التنمية وسرعة تشغيل مطار برانيس وإزالة كافة المعوقات به ورفع كفاءة بعض الطرق بجنوب المحافظة، حيث أكد اللواء جمال الدين على إهتمام الدولة بالاستماع إلى آراء ومقترحات المستثمرين وأفكارهم للنهوض بكافة المشروعات الاستثمارية بمدن الجنوب.
وفى اليوم الثانى للزيارة التقى وفد من ممثلى قبائل المحافظة والذين يمثلون أهمية كبيرة فى حماية المدن والحدود الجنوبية للبلاد، حيث أكد إهتمام القيادة السياسية بهم والتوسع فى إقامة المشروعات الخدمية والتنموية تماشيًا مع إستراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 وأن الدولة وضعت خططًا تنموية طموحة لتلك المناطق.
وقد عرض الأهالى والمشايخ الذين يمثلون أهمية كبيرة فى حماية حدودنا الجنوبية مع قوات الجيش المصرى هناك بعض مطالبهم والتى تمثلت فى مشكلة المياه وعدم التحاق أبنائهم بمدرستى تحلية المياه والتمريض بشلاتين وعدم الإهتمام بالتأمين الصحى وعدم تسليم مساكن بديلة للعشوائيات لمستحقيها...وقد وعد اللواء جمال الدين بإيجاد حلول سريعة وناجزة لتلك المشاكل فى أسرع وقت، مؤكدًا الإهتمام الرئاسى بالمناطق الحدودية والنائية لما يمثلونه من مجتمعات واعدة ومهمة على صعيد الاستثمار والسياحة والأمن والتأمين...علاوة على سهولة تواصلهم مع دولة السودان الشقيقة والتى تمر بظروف أمنية عصيبة تحتم علينا ضرورة اليقظة والإنتباه لما يحدث فيها خاصة على ضوء زيادة أعداد السودانيين الفارين من ويلات الحرب الدائرة هناك.
إن إهتمام القيادة السياسية بالمحافظات الحدودية يدل على مدى الرؤية الثاقبة والبعد الاستراتيجى والقراءة الصحيحة لأهمية المناطق الحدودية والنائية، وكذلك تلك المحافظات التى تمثل إمتدادًا استراتيجيًا لحماية الأمن القومى للبلاد، كما أنها تمثل الأمل فى تحقيق مستقبل زاهر لما تتضمنه تلك المناطق والمحافظات من كنوز حقيقية فى مختلف المجالات، خاصة السياحية والزراعية والتعدينية بحسبانها من المحافظات الواعدة بإذن الله.. وتحيا مصر.