باحث لـ«الدستور»: النمسا أكثر دول أوروبا وعيًا بخطورة الجماعة الإرهابية
قال هشام النجار الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إنّ النمسا تعد من الدول الأوروبية المتقدمة في ملف مكافحة نشاطات جماعة الإخوان الإرهابية المريبة في قلب القارة العجوز، حيث تعمل جادة على وقف تمدد التنظيم الإرهابي وخلاياه هناك.
وأضاف النجّار، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنّ النمسا على قناعة تامة بأن هناك مشروع معد من قبل جماعة الإخوان الإرهابية للهيمنة بعيدة المدى وإقامة دول موازية تلتئم في خلافة عالمية، لذلك تتكاثر الاخبار بين الحين والآخر بشأن توقيف خلايا إخوانية نشطة وكامنة؛ مؤكدًا أن الأجهزة النمساوية الأمنية والاستخباراتية ومشرّعوها وسياسيوها ومراكز بحثها، أكثر وعيًا بخطورة تغلغل تنظيم الإخوان الإرهابي وتمدده في عمق الدول والمجتمعات الأوروبية.
ضغوط النمسا على الإخوان
وتواصل النمسا ضغوطها على جماعة الإخوان الإرهابية لوقف أنشطتها الإرهابية ووأد أفكارها المتطرفة قبل التغلغل في الداخل الأوربي، حيث لا تزال التحقيقات جارية في أروقة الادعاء العام، ولم تتوقف مثلما يردد العناصر المحسوبة على الإخوان في الأراضي النمساوية، بل تحدث تطورات جديدة فيها، حيث قلّص الادعاء العام في النمسا تركيزه على (59) مشتبهاً به في ملف الإخوان، بعد أن كانت دائرة الاشتباه تطال (70) مشتبهاً به وقت المداهمات، و(105) في وقت سابق من التحقيقات.
ويخضع التقرير الذي بدت ملامحه وفق صحيفة "دي برسه" النمساوية، أن فيينا مهمة للغاية بالنسبة للإخوان، وتعتبر رابطة الثقافة أهم منظمة تابعة للجماعة في الأراضي النمساوية؛ للتقييم القضائي للأدلة في إطار التحقيقات ضد جماعة الإخوان الإرهابية، حيث عيّنت المحكمة الإقليمية في (غراتس) خبيرًا جديدًا "غيدو شتاينبرغ" من مؤسسة العلوم والسياسة في برلين، وطلبت منه إعداد تقرير جديد عن أنشطة الإخوان في النمسا، بدلا من التقرير السابق، عقب استبعاد الخبيرين "نينا شوتس" و"هايكو هاينش" بعد أن قدم عناصر الإخوان في النمسا طعنًا عليهما فور تقديمهما تقريرًا كان أساسا للتحقيقات عند بدايتها، متهمًا إياهم بالتحيز ضدهم وضد المنظمات الإسلامية في النمسا وأوروبا، وطالبوا بإبعادهما عن القضية، وعدم استعانة الادعاء العام في غراتس، بالتقرير الذي أعده الخبيران في القضية.