الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديس ريموندو نوناتو

تحيي الكنيسة الكاثوليكية بمصر، ذكرى القديس ريموندو نوناتو، و روي الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني سيرته، موضحا أنه ولد فى عام 1204م في بورتيل التابعة لإقليم  كتالونيا وكانت عائلته مرتبطة بعائلة كاردونا النبيلة، وتعمق في الدراسة والقراءة منذ حداثته. فلما كبر ارسله ابوه الى البرية.

 وأضاف أنه كان هناك كنيسة صغيرة للقديس نيقلاوس وفيه صورة لمريم العذراء فكان يقضي أكثر النهار قدام صورتها، فنال نعماً جزيلة منها، ثم بإلهام العذراء قصد مدينة برشلونة فانضم الى رهبنة السيدة أم الرحمة.

و تابع وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني ، ارتدي ثوب الرهبنة على يد بيترو نولاسكو مؤسس الرهبنة، وفى مدة يسيرة أجاد في السيرة الرهبانية، وسيم كاهناً وبرع في الوعظ.

ومع ذلك انفرد في الخلوة وأكثر من الصلاة واماتة النفس وحياة التقشف، ثم ذهب في ذلك الحين الطوباوي سرابيون معلم ريموندو الى بلاد العرب ليعالج أمر تحرير العبيد، فطلب إليه أن يشاركه في هذا العمل، فصحبه وأتم هذا العمل عن نشاط وهمة، ثم قرر سرابيون أن يرجع الى بلاد الانجليز، فأناط أمر الرسالة الى ريموندو، وبهمته نال الكثير من عباد الأوثان سر المعمودية.

 مساهمته في تحرير العبيد

 وأضاف الفرنسيسكاني، ثم عاد منتصراً الى أوروبا فبعثه بطرس نولاسكو الى روما بصفة وكيل عام، ثم ذهب إلى إسبانيا، ثم أرسل ثانية الى بلاد العرب لقضاء أمر تحرير العبيد، وبذل في ذلك جزيل همته وأنفق لتحرير العبيد الذين تمكن من تحريرهم جميع ما كان قد جمعه من الدراهم، ولأنه كان يبتغى ان يحرر جميع العبيد ورهن نفسه بدل الآخرين الذين بقوا في العبودية، إلى أن يتيسر له مقدار من الدراهم يكفي لذلك، واحتمل إذ ذاك في السجن إهانات وشدائد وضيقات كثيرة وهو صابر على ذلك بفرح وسرور.

ونفذ القديس ريموندو العديد من المهمات وعلى الأقل في ثلاث مهمات اعتبرت أكثر صعوبة واحدة في فالنسيا التي وقعت في أيدي العرب واثنتان في الجزائر قام بتخليص أكثر من 700 رجل، واهتم أيضا بهداية الوثنيين إلى الديانة المسيحية، فربح منهم الكثيرين. ولما سمع الملك بذلك احتد غضباً عليه، وضربه ضرباً شديداً.

 عودته للتبشير 

ولكنه عاد الى التبشير مرة أخري، فتضاعف غيظ الملك وساءه ذلك جداً وحنق عليه فأمر أن تثقب شفتاه وتقفلان بقفل من حديد ويجعل في القفل سلسلة يقاد بها ويسحب كما تسحب البهائم، فاحتمل ريموندو هذا كله بصبر وإيمان، وذاع خبر ما كان يقاسيه لأجل الإيمان القويم في البلاد حتى وقف عليه البابا غريغوريوس التاسع، فرأى أن يدخله في سلك الكرادلة فجعله كاردينالاً في سنة 1237م.

وانتشر الخبر الى بلاد الوثنيين وعملت كل حيلة حتى استنقذ من يد الملك وعاد الى اسبانيا. ولم يغير شيئاً البتة مما كان عليه من حياة التقشف والزهد، فلما سمع البابا غريغوريوس عن اعماله الجليلة في سبيل التبشير أرسل اليه ليدعوه لرؤيته، فأمره بالحضور الى روما.

فشرع ريموندو يتجهز للسفر وذهب الى قلعة كاردونا ليوادع اميرها الذى كان من افضل المحسنين إليه، فلما حصل في دار الأمير اعترته حمى شديدة اشرف بها على الموت، فتزود بالأسرار المقدسة، ورقد في الرب في 31 أغسطس سنة 1240م.