اتهمهم بالرجعية والتخلف.. البابا يهاجم الأمريكان (القصة الكاملة)

أثارت تصريحات البابا فرانسيس المثيرة للجدل ضد الكاثوليك الأمريكان كثيرا من الضجة، حيث اتهمهم بالرجعية والتخلف، وأنهم يضعون الأيديولوجية السياسية فوق الدين والإيمان.

أدلى البابا فرانسيس بهذه التعليقات خلال اجتماع خاص الشهر الجاري في لشبونة مع أعضاء من الرهبنة الدينية اليسوعية، التي هو عضو فيها، خلال رحلته بمناسبة يوم الشباب العالمي، وتم نشرها يوم الإثنين في المجلة اليسوعية La Civilta Cattolica، التي يتم مراجعتها من قبل أمانة دولة الفاتيكان.

وانتقد البابا فرانسيس "تخلف" بعض المحافظين في الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة، قائلا إنهم استبدلوا الإيمان بالأيديولوجية السياسية، هذه التصريحات كانت بمثابة اعتراف بالانقسامات في الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية وأن هناك جناحا محافظا وآخر معتدلا داخل مجتمع الكاثوليك الأمريكان، حسب وجهة نظر بابا الفاتيكان.

وفي الوقت نفسه كان قد انتقد المحافظون في الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية في السابق دعوات بابا الفاتيكان المتكررة لتكون أكثر ترحيبا وأقل حكما تجاه قضايا الإجهاض والمثلية الجنسية، وانتقدوه أيضا على تركيزه على قضايا العدالة الاجتماعية مثل البيئة والفقراء.

البابا ينتقد رجعية الكاثوليك الأمريكان

خلال الاجتماع، رد فرانسيس على سؤال حول لقائه العديد من الكاثوليك، بما في ذلك بعض الأساقفة الأمريكيين، الذين انتقدوا قيادة فرانسيس خلال إجازة لمدة عام في الولايات المتحدة.

وقال فرانسيس إن هناك موقفا رجعيا قويا ومنظما للغاية في الكنيسة الأمريكية، ووصفه بأنه "متخلف".

ومضى محذرا من أن مثل هذا الموقف يؤدي إلى مناخ من الانغلاق، وقال: "بهذه الطريقة يضيع التقليد الحقيقي ويلجأ المرء إلى الأيديولوجيات للحصول على الدعم. وبعبارة أخرى، تحل الأيديولوجيات محل الإيمان".

واستطرد: "أريد أن أذكّر هؤلاء الناس بأن التخلف لا فائدة منه، وعليهم أن يفهموا أن هناك تطورًا صحيحًا في فهم مسائل الدين والأخلاق الذي يسمح للعقيدة الكاثوليكية بالتقدم والتوطيد مع مرور الوقت".

وعلى سبيل المثال، قال إن بعض الباباوات كانوا متسامحين مع العبودية منذ فترة طويلة ولكن "الأمور مختلفة اليوم".

البابا يعترف: أفقد صبري أحيانًا

وحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية فقد اعترف فرانسيس في السابق بالانتقادات الموجهة إليه من بعض الكاثوليك المحافظين.

وقال في عام 2021: "حتى أن هناك قساوسة يدلون بتعليقات سيئة عني. أحيانا أفقد صبري، خاصة عندما يصدرون أحكاما دون الدخول في حوار حقيقي. لا يمكنك فعل أي شيء حيال ذلك".

وفي عام 2019، قال مازحًا إنه "شرف" أن يتعرض لهجوم من قبل أمريكيين أثناء وجوده على متن الطائرة البابوية، حسبما أفاد السجل الكاثوليكي الوطني.

وقد تواصلت مجلة نيوزويك مع مؤتمر الولايات المتحدة للأساقفة الكاثوليك عبر البريد الإلكتروني، حول تصريحات البابا اللافتة ضدهم ولكن لم لم يردوا بأي تعليق حتى الآن.