أخوة ودعم غير محدود.. تاريخ العلاقات السياسية بين مصر والسودان
توجّه رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى مصر في زيارة يجري خلالها مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، يرافقه خلال الزيارة وزير الخارجية المكلف السفير على الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، والفريق أول ميرغني إدريس سليمان، مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية.
وترصد "الدستور" العلاقات السياسية بين مصر والسودان.
تتصف العلاقات بين مصر والسودان بالقوة والصلابة في مواجهة المتغيرات، حيث إن العلاقات المصرية السودانية على الصعيد السياسي هي ترجمة للعديد من العوامل الأخرى المتجذرة بين البلدين، وهي ترجمة لتاريح مشترك حافل، ولحقائق الجغرافيا الطبيعية والبشرية، وهي ترجمة لروابط الشعبين التي لايستطيع أحد في اي من البلدين القفز عليها.
في جميع الحقب والمراحل، كانت العلاقة المباشرة بين القيادتين هي الأقرب والأيسر دائما، والطريق بين مقر الحكم في القاهرة والخرطوم، لم يكن في أي وقت يحتاج إلى مراحل أخرى أو تمهيد أو وسطاء.
“التنسيق في مختلف المجالات”
تتميز العلاقات بين البلدين في المجال السياسي بالتنوع وتعدد الملفات المشتركة التي تتطلب تنسيقا دائما بين البلدين، ففضلاً عن العلاقات الثنائية متعددة المجالات، فإن هناك الكثير من الملفات والقضايا الإقليمية التي يعد تنسيق مواقف البلدين بشأنها أمرا حيويا لصالح الشعبين والأمة العربية والقارة الإفريقية والمنطقة بكاملها، ملف الأمن والاستقرار في حوض البحر الأحمر والقرن الأفريقي، ثم ملف التنسيق بشأن القضايا الإفريقية سواء من خلال الاتحاد الأفريقي والمنظمات القارية والاقليمية الأخرى أو من خلال التعامل مع بعض القضايا المؤثرة مثل مكافحة الإرهاب والتطرف.
“مصر تحترم خيارات الشعب السوداني”
منذ اندلاع الثورة السودانية في 19 ديسمبر 2018 ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير، أكدت مصر على احترام خيارات الشعب السوداني وتطلعاته لواقع أفضل، حيث أظهرت مصر الدعم الكامل للحكومة السودانّية الجديدة في سعيها إلى تحقيق تطلعات الشعب السوداني.
بادرت مصر باستضافة قمة تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان في 23 أبريل 2019 بهدف رأب الصدع وحلحلة الخلافات بين كافة الأطراف السودانية بشقيه المدني والعسكري، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته على "بالغ تقدير الدول المشاركة، للشجاعة والعزيمة التي أبدتها جموع الشعب السوداني، في سعيها السلمي نحو تحقيق آمالها وطموحاتها المشروعة، في تدشين عملية شاملة للتحول الديمقراطي السلمي، بما يحقق الاستقرار والتنمية والرفاهية للسودان."
“الرئيس السيسي يدعم السودان”
كما شارك الرئيس السيسي في مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان في 16 مايو 2021 حيث ركز الرئيس السيسي على أهمية تكاتف المجتمع الدولي لمساندة السودان خلال المرحلة التاريخية الهامة التى يمر بها، و أكد الرئيس السيسي إن مشاركة مصر في هذا المؤتمر الهام، إنما تأتي انطلاقاً من اقتناع راسخ لدينا بأن أمن واستقرار السودان هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة، كما تعكس التزام مصر وإرادتها السياسية الثابتة بألّا تدخر جهداً لدعم استدامة السلام والتنمية والاستقرار في السودان، والحفاظ على وحدة أراضيه، وهو ما يأتي بالتوازي مع ما تشهده العلاقات الثنائية من قفزات متسارعة لتحقيق التكامل الفعلي بين البلدين في عدد من المجالات الحيوية.
كما شدد السيسي على ضرورة قيادة الأطراف السودانية نفسها لجميع جهود إحلال السلام والاستقرار على أراضيها، طبقاً لتوافق وطني شامل يستند إلى الأولويات الوطنية للشعب السوداني، مشيداً في هذا السياق بالإنجازات الملموسة التي حققتها الحكومة الانتقالية، وأبرزها التوصل لاتفاق شامل للسلام في أكتوبر 2020، والذي يتطلب مساندة المجتمع الدولي لتنفيذ استحقاقاته بالكامل.
في 7 مايو الماضي، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعًا مع مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، والفريق كامل الوزير وزير النقل، اجتماعا، اطلع خلاله على مستجدات عملية إجلاء المواطنين المصريين من السودان وتسهيل عودتهم لأرض الوطن دون عوائق.
كما تم عرض الجهود المكثفة التي تقوم بها أجهزة الدولة لتنظيم عملية التوافد إلى مصر من السودان عبر المعابر الحدودية بين البلدين، سواء من المواطنين المصريين، أو الأشقاء السودانيين، أو في إطار المساعدة في إجلاء رعايا عدد من مختلف دول العالم.
وجه الرئيس بضمان العودة الآمنة للمصريين من السودان، وكذا توفير ما يلزم من خدمات، إغاثية وطبية وغذائية، في المعابر البرية بين مصر والسودان، وذلك في ضوء الدور الذي تقوم به مصر، حكومة وشعبًا، في الوقوف بجانب الشعب السوداني الشقيق في الأزمة الراهنة التي يمر بها، بالإضافة إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها، للدفع في اتجاه التوصل لحل سلمي للأزمة، يعيد الأمن والاستقرار للسودان.