معجب يطلب يد "كوكا" من زوجها .. حكايات فنانين زمان مع المصايف

حكايات فنانين الزمن الجميل مع الصيف والمصايف، حكايات طريفة، رصدتها عدسة مجلة الكواكب الفنية، وحملها العدد رقم 56 والمنشور بتاريخ 26 أغسطس من العام 1952، وهو التاريخ الذي يفصل عن ساعة الصفر لانطلاق ثورة يوليو بأقل من شهر ونصف الشهر.

أبطال حكايات الصيف ومصايفه من فناني الزمن الجميل، الفنانة كوكا، وزوجها المخرج نيازي مصطفي، وسوء الفهم الذي وقع بينه وبين أحد المعجبين بزوجته. منها أيضًا حكاية الفنانة المنتجة الكبيرة آسيا وما فعله معها جيران المصيف، نستعرض لكم كل هذه الحكايات في هذا التقرير.

ــ معجب كوكا يرسل إليها خطاب مع زوجها

 كان المخرج نيازي مصطفي وزوجته الفنانة كوكا من زائري الإسكندرية، ومنذ أن ظهرت كوكا على شواطئ الثغر أصبحت مقصد جامعي التوقيعات من المعجبين والمعجبات. أما نيازي مصطفي فلا يكاد يعرفه سوي عدد قليل من هؤلاء المعجبين بالقياس إلى كوكا، ولذلك ينتهز الفرصة كلما التف المعجبون بكوكا فيهرب إلى مكان يمارس فيه العزلة ليكتب سيناريو فيلمه المقبل، وإن كانت كوكا في بعض الأحيان تفوت عليه هذه الفرصة، إذ تسلط عليه المعجبات اللائي ما إن يعرفن شخصيته حتى يحاصرنه حصارًا محكمًا، لا لشىء إلا ليتفرجن على الرجل الذي يخرج الأفلام.

ــ معجب كوكا يطلبها للزواج من زوجها

وقد حدث ذات يوم بسبب جهل أحد المعجبين بشخصية نيازي مصطفي أن وقع حادث ظريف. فقد ذهب الشاب إلى نيازي مصطفي، وقال له: أنا بشوف حضرتك بتتمشي مع كوكا كتير، إنت تقرب لها؟ وأراد نيازي أن يقوم بدور تمثيلي فقال له: أيوه من بعيد. وهنا ناول الشاب رسالة معطرة إلى نيازي وطلب إليه أن يتكرم بتوصيلها إلى كوكا، وفض الرسالة أمامها وقرأها، فإذا هي تفوق رسائل غرام نابليون إلى جوزفين، وقد طلب كاتب الرسالة في النهاية أن تعطيه كوكا موعدا لمقابلته لأنه يريد أن يعرض عليها الزواج.

وبعد أن ضحك نيازي مصطفي وكوكا من غفلة ذلك المعجب، كتب نيازي رسالة يرد فيها على المعجب المدله- بلسان كوكا طبعا- وحشاها بألفاظ الغرام وطلب من المعجب أن ينتظر كوكا عند محطة سكة حديد أبو قير، وبعدئذ ذهب إلى المعجب الذي كان ينتظر على البلاج وأعطاه الرسالة. ويعقب محرر الكواكب: وأغلب الظن أن مجنون كوكا مازال في محطة أبو قير إلى الآن.

ــ جيران آسيا يضيفون شكوكو والقصري

حكاية أخري بطلتها المنتجة آسيا، والتي كانت تمتلك فيللا في المندرة تقضي فيها أشهر الصيف، وحدث أن دعت بعض الفنانين إلى تناول الغداء في فيلتها، بعد أن وصفت لهم الطريق إليها، وكان من هؤلاء الفنانين شكوكو وعبدالفتاح القصري، وعبد الغني السيد. وفي الموعد المحدد استقل الجميع سيارة عبدالغني السيد وتوجهوا إلى المندرة، وهناك أخذوا يبحثون عن فيللا آسيا فلم يهتدوا إليها، ثم سألوا أحد البوابين عنها فدلهم على فيللا أنيقة تقع على طريق الكورنيش.

ودق عبد الغني السيد الجرس، فخرج إليهم شاب ما إن رآهم حتي رحب بهم ترحيبا بالغا ودعاهم إلى الدخول. وسأله القصري: "مش دي فيللا الست آسيا؟"، فقال الشاب: "أيوه هي.. اتفضلوا". وفين الست؟ زمانها جاية. وبعد أن جلس الجميع في الصالون بعض الوقت تساءل شكوكو: إذا كانت الست هتغيب نأجل العزومة لوقت تاني. فقال المضيف: أزاي وده معقول.. على العموم هي الست قالت لو اتأخرت اقعدوا اتغدوا أنتم. 

وإزاء إصرار المضيف على أن يتناول المدعوون الغداء، نهضوا إلى المائدة التي كانت قد أعدت بأطيب الطعام.. فأكلوا حتى شبعوا. وبعد أن شرب الجميع القهوة وأرادوا الانصراف قال لهم المضيف: الحقيقة بقي يا جماعة الفيللا بتاعة الست آسيا هي اللي جنبنا.. لكن أنا حبيت إني مضيعش الفرصة السعيدة دي وخليتكم تشرفونا بالغدا معانا، ابقوا اتفضلوا. وخرج الجميع وقد تبخر الطعام عرقا على أجسامهم، ولكنهم ضحكوا من هذا المقلب اللذيذ.

ومن الحوادث الطريفة التي وقعت أيضًا في الإسكندرية، ما حدث للمطربة شهرزاد، فقد استأجرت كابينة في شاطئ "استانلي باي"، ورغم أنها استعملتها بضعة أيام، فإنها لم تستطع أن تتذكر رقمها، اعتمادا على أنها تعرف مكانها لوقوعه إلى جانب الدرج الموصل من شارع الكورنيش إلى الشاطئ. 

وذهبت شهرزاد في صباح أحد الأيام لتستمتع بالجلوس أمام الكابينة كالعادة، ونسيت أن أحد مفتاحي الكابينة كانت قد أعطته لبعض أقاربها لاستعمالها، لذلك أخطأت فحسبت إحدى الكبائن المغلقة هي كابينتها وأخرجت المفتاح وأخذت تعالج القفل لكي تفتحه ولكن بلا جدوي، وكان كلما مر واحد عليها تقدم ليعاونها في فتح الكابينة عبثا، حتى ازدحم الناس حول الكابينة. 

وفي هذه الأثناء تقدم رجل وأفسح لنفسه طريقا بين الزحام، وبكل هدوء أخرج من جيبه مفتاحا وقال لــ شهرزاد: تسمحي أفتحهالك أنا، وشكرته شهرزاد على أريحيته بينما بدت عليها الدهشة لاستعمال الرجل مفتاحا آخر، لكنها دهشت أكثر حينما فتح الرجل القفل بسهولة، ثم فتح الكابينة وقال لها: اتفضلي استعملي الكابينة وأنا هاروح أقعد في كابينة جماعة أصحابي.

وألقت شهرزاد نظرة دهشة وذهول بين الرجل وبين الكابينة، ثم أبدت أسفها لوقوعها في هذا الخطأ المخجل، وأسرعت تبحث عن كابينتها.