تنظيم الوقت.. أبرز أسرار الإبداع عند نجيب محفوظ
هل يعني أن تكون شخصًا متعدد المواهب أن تكون فوضويًا؟ وهل يحكم على الفنان المُبدع بالفشل في جوانب حياته الأخرى؟ كلها أسئلة كانت تطارد أديبنا الكبير نجيب محفوظ، ومن في موهبة "نجيب محفوظ" حتى يحدثنا ويُجيبنا عن الإبداع؟.
أسرار التنظيم في حياة صاحب “نوبل”
ففي لقاء تلفزيوني قديم، تحدث صاحب جائزة نوبل، الأديب الراحل نجيب محفوظ عن أسرار تنظيم وقته حتى يمكنه أن ينجز مشروعه الكبير نحو أكثر 50 رواية وقصة وعمل إبداعي، فبلا الانضباط وتخصيص الوقت لكل ما يريد إنجازه، لم يستطع الموظف البسيط في وزارة الأوقاف، أن يكون "نجيب محفوظ".
فقال نجيب محفوظ: كثيرون يقولون لي، إن الفنان ما هو إلا شخص فوضوي وغير منظم، والحقيقة أنا "فُرض عليا التنظيم" ويضيف: حتى وأنا طالب كنت منظم، لأنني كنت أريد أن أصبح طالب ناجح، لأن ظروفي حياتي لم تكن تسمح بالرسوب.
وعن هوايات نجيب محفوظ المتعددة وحكمته في تنظيمها جميعًا، وأشار إلى إلى "أنا راجل لعيب كرة، فيجب ممارسة اللعبة، وأحب السينما، فيجب علي الذهاب للسينما يوم الخميس، وأحب سماع أم كلثوم،.. وغيرها فكيف يمكن الجمع بين كل هذه الهوايات الإجابة "بالتنظيم".
"بدون التنظيم يمكن أن تصبح لعيب فاشل أو موظف فاشل، فالتنظيم كان من أساس تعدد الهوايات" هكذا أرسى محفوظ سر نجاحه في الحياة.
ولم يكن نجيب محفوظ متفرغًا فقط للكتابة، وإنما الكتابة كانت جزءً من حياته، فقال: بعد الوظيفة، كان كل الوقت المتاح لي الفترة التي هي بعد الظهر، فإما أن أنظمها أو ذهبت، خاصة أن حب الثقافة والقراءة لم ينقطع لحظة واحدة في حياتي، فكان لا بد من التنظيم وهو "فُرض عليا فرض".
ويروي محفوظ، عن حبه الشديد للتنظيم حتى في أوقات قلقه ليلًا، قائلًا: أنا كان ساعات أقلق الساعة 3 ليلًا، وأنا أعلم إنني سأذهب الصباح إلى وظيفتي في وزارة الأوقاف، فكنت "أترك نشوة الكتابة وأجلها".
توقيت الكتابة المثالي لـ نجيب محفوظ
"الكتابة يجب أن تكون بين 4 و7 مساء، وبالتعود أصبحت تأتي إلي رغبة الكتابة في هذا التوقيت وأصبحت تأتي النشوة، مثلما تعود نفسك على ميعاد الغذاء، خطأً أنك تظن إنني أكتب وأنا ليس لدي رغبة للكتابة، وإنما الرغبة دخلت أيضًا التنظيم فأصبحت تأتي في وقتها"..
واعرف أصدقاء نجيب محفوظ، دقة مواعيده، فكان يلقبوه بـ 'الرجل الساعة'، وقد ذكر الكاتب جمال الغيطاني الذي كان في مرحلة من المراحل يصطحب معه الأديب الراحل في السيارة للذهاب إلى مكان التقائهم اليومي، فيروي موقف معه، إنه في السادسة إلا خمس دقائق ينتظر صديقه نجيب، وفي السادسة تماما يخرج من باب العمارة، ويقصد جمال الغيطاني أنه اعتاد على دقة مواعيد نجيب محفوظ، حتى في جلسته مع أصدقائه كان الوقت بين عينيه، فقال عنه الغيطاني "يمضي في المقهى ساعتين بالضبط' ثم يغادر إلى منزله كعادته".