الحاجة نفيسة تبرعت بأرضها لإنشاء وحدة إسعاف بالمنوفية: نفسى تشتغل قبل ما أموت
"ربنا مرزقنيش بالأولاد يدعو لي بعد وفاتي، وعلشان كده اتبرعت بالأرض لتكون صدقة جارية عني وعن أبويا وعن جدتي"، بتلك الكلمات البسيطة بدأت الحاجة نفيسة أبو شنب حديثها لـ"الدستور"، بعد أن وقعت عقود التبرع بقطعة أرض تمتلكها على طريق شبين الكوم طنطا، أمام قرية بتبس التابعة لمركز شبين.
وقد قررت الحاجة نفيسة أبو شنب التبرع بقطعة أرض بأول القرية ورثتها عن والدها الذي ورثها عن جدتها، والتي تبلغ قيمتها الآن 5 ملايين جنيه، وخصصتها لتكون وحدة إسعاف تخدم القرية والقرى المجاورة، والتي تنازلت عنها رسميًا، وتحلم أن تراها تعمل لخدمة الأهالي قبل أن ترحل وتلقى ربها.
الحاجة نفيسة أبو شنب روت تفاصيل حياتها وأسباب تبرعها بتلك الأرض، ولماذا أبدت رغبتها في تخصيصها لتكون وحدة إسعاف، تخدم رواد الطريق وأهالي قريتها والقرى المجاورة.
وأشارت الحاجة نفيسة أبو شنب ابنة قرية بتبس، إلى أنها مسنة تبلغ من العمر 85 عامًا، تزوجت في سن متأخرة من رجل فاضل تكن له كل الاحترام والمودة، ربت له أبناؤه الثلاثة بعد وفاة والدتهم، وأصبحوا في مراكز مرموقة، عاشت معه أجمل أيام عمرها وتذكره بكل الخير ولم يبخل عنها بأي شيء كانت له سندًا وكان لها معين.
وأضافت الحاجة نفيسة، أنها أدت مع زوجها الراحل فريضة الحج مرتين، واعتمرت 20 مرة معه، موضحة أنهما كان يذهبان سويًا من منتصف شعبان ويأتيان بعد العيد، ويستمعان بأجواء العمرة في شهر رمضان الكريم، وبعد وفاة زوجها طلب من شقيقها العودة مرة أخرى للقرية وعدم الجلوس بمفردها داخل شقتها بالقاهرة أن تستقر بمسقط رأسها حولها أهلها وعزوتها.
وعادت الحاجة نفيسة لتعيش مع شقيقتها الصغرى البالغة من العمر 55 عامًا تونسان بعضهما البعض، وذلك منذ 13 عامًا، عاشت ومر الزمان وفي كل لحظة تفكر فيها بعد موتها من سيدعو لها، سيتذكرها البعض لأوقات معينة ولكن ليس بكافٍ، فإنها تريد أن يظل عملها مستمر وثوابه مستمر ولا ينقطع، فكان الحل أمامها بصدقة جارية.