سفارة فنزويلا فى فلسطين
جمهورية فنزويلا البوليفارية قررت رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسى لدى دولة فلسطين من «مكتب تمثيل» إلى مستوى سفارة، وهى الخطوة التى رحب بها «البرلمان العربى»، فى بيان، ورآها ترجمة لاعتراف الدولة الصديقة بدولة فلسطين، سنة ٢٠٠٩، مؤكدًا أنها تعطى مؤشرات مهمة على توجهات وتغيرات دول العالم، ومواقف المجتمع الدولى، نحو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
أيضًا، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بالقرار، وقالت إنه يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين. وباسم دولة فلسطين، عبّرت الوزارة، فى بيان، «عن امتنانها وشكرها للجمهورية الفنزويلية البوليفارية، رئيسًا وحكومة وشعبًا، على دعمهم اللا محدود للشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، ولهذا القرار الشجاع الذى يسهم فى تجسيد دولة فلسطين على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية». وأشارت الوزارة، فى بيانها، إلى أن القرار جاء فى ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات تهميش وتصفية وما يتعرض له الشعب الفلسطينى من انتهاكات واضطهاد وظلم جراء استمرار الاحتلال الذى طال أمده.
الدولة الفلسطينية، بحكم الأمر الواقع والقانون الدولى، هى دولة ذات سيادة، ويعترف بها أكثر من ثلثى الدول الأعضاء فى «منظمة الأمم المتحدة»، التى اعترفت هى الأخرى بدولة فلسطين، سنة ٢٠١٢، ومنحتها صفة «مراقب غير عضو»، وسمحت برفع علمها، وتسمية مكتبها التمثيلى لديها باسم «بعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة». كما أن دولة فلسطين عضو فى جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامى، واللجنة الأوليمبية الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، و... و... وفى ٣ يناير ٢٠١٣ أصدرت «السلطة الوطنية الفلسطينية»، التى تشكلت سنة ١٩٩٤ بموجب اتفاقات أوسلو، عدة «مراسيم رئاسية» تقضى باعتماد اسم «دولة فلسطين»، رسميًا، فى الوثائق والأختام والأوراق الحكومية والمعاملات ذات العلاقة.
إلى جانب الاتحاد الأوروبى، تقيم ١٤٨ دولة علاقات دبلوماسية مع الدولة الفلسطينية: منظمة التحرير، والسلطة الوطنية، من بينها ٣٩ دولة لديها بعثات، تقع غالبية مقارها فى رام الله، العاصمة الإدارية المؤقتة لدولة فلسطين، وهناك عدة دول تتعامل مع بعثاتها فى «تل أبيب» على أنها بعثات لدى السلطة الفلسطينية، ودول أخرى لديها قنصليات عامة فى القدس، من بين مسئولياتها الاتصال مع دولة فلسطين ومنظمة التحرير، والطريف أن مسئولى هذه البعثات لا يقدمون أوراق اعتمادهم للرئيس الفلسطينى أو للرئيس الإسرائيلى!.
المهم، هو أن الدولة الصديقة، الواقعة على الساحل الشمالى لأمريكا الجنوبية، كانت قد أعلنت، أواخر سنة ٢٠٠٨، عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع «إسرائيل»، إثر العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. ثم اعترفت رسميًا بدولة فلسطين فى ٢٩ أبريل ٢٠٠٩، وفى ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢، كانت إحدى الدول الـ١٣٨ التى وافقت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتغيير وضع فلسطين من «كيان مراقب» إلى «دولة مراقب غير عضو»، الذى لم تعترض عليه غير ٩ دول، بينما امتنعت ٤١ دولة عن التصويت.
بين ذلك الاعتراف وهذه الموافقة، تأسست «الممثلية الدبلوماسية العُليا الفنزويلية لدى دولة فلسطين»، سنة ٢٠٠٥، و... و... وبعد أنجيل رافاييل ليل، ولويس دانييل إيرنانديس لوجو، تسلّم رياض المالكى، وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينى، فى ١٩ يناير ٢٠١٦، أوراق اعتماد ماهر طه صافى، رئيس مكتب تمثيل فنزويلا الحالى، الذى صار بموجب القرار الجديد سفيرًا لبلاده لدى دولة فلسطين، والذى زار مقر وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بمدينة رام الله، أمس الأول الخميس، وأبلغ المالكى، رسميًا، بقرار رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى لبلاده، ونقل تحيات الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو إلى نظيره الفلسطينى محمود عباس، أبومازن، وتحيات وزير الخارجية الفنزويلى إلى المالكى، ووجّه الدعوة إلى رئيس دولة فلسطين ووزير الخارجية والمغتربين لزيارة فنزويلا، مؤكدًا استمرار بلاده فى تقديم الدعم لدولة فلسطين.
.. وتبقى الإشارة إلى أن «البرلمان العربى» دعا دول العالم المختلفة إلى اتخاذ خطوات مماثلة، دعمًا ووقوفًا بجانب حقوق الشعب الفلسطينى العادلة والمشروعة، بما فيها حقه فى إقامة دولته المستقلة.