العمدة طربوش.. حاكم القعدات العرفية في بياصة الشوام بالإسكندرية
ذاع صيت فض المنازعات من خلال التحكيم في المناطق الشعبية والتي كان يلجأ إليها الناس للفصل في مشاكلهم في مختلف المحافظات.
فعوضًا من الذهاب للسلطات الأمنية أو تصعيد المنازعات للمحاكم القضائية، يفوّض اهالي المناطق الشعبية فيما بينهم ليكون هو المحكّم بين عائلات المنطقة للتصدي لأي تصرف خارج يصل لحد الجرائم، ويكون صاحب كلمه صائبة ومسموعه ومطاعة.
في منطقة بياصة الشوام بمنطقة العطارين بالإسكندرية، نجد الحاج محمد أحمد كما الملقب بالعمدة محمد طربوش" جالسًا داخل محله الذي افترشه بصالون ملون باللون الذهبي، ليكون محل استقبال لأهالي منطقته اصحاب المشكلات ليتبادلا النقاشات والخلافات للتوصل لحلول مرضية تهدي من حده الخلافات.
يحكي العمدة طربوش أن هذا المنصب العرفي توارثه عن والده والذي كان بإختيار اهالي المنطقة نظرا لكون عائلته من أكبر عائلات المنطقة التي حسن صيتها وسمعتها ليتوارثه عن والده منذ وفاته حتى الأن وليختار له اهالي المنطقة لقب العمده طربوش.
تابع طربوش لـ"الدستور" أن تواجده في منصب العمدة لفض المنازعات مسؤولية كبيره ولا بد من التحلي بالقرار الصائب والكلمة المسموعه التي تلقى تقديرًا واحترامًا أهالي منطقته وأصحاب اطراف الخلاف، لهذا لا بد من دراسة المشكلة جيدا وسماع الأطراف للوصول للحل الصائب.
وواصل أن مشكلات فض المنازعات تبدأ من قضاء الديون حتى جرائم القتل بالتجمع في مجلس فض المنازعات، لننهي تلك المشكلات داخليا بين المنطقة دون تصعيد الامر للشرطة او للقضاء اذا لم يحتاج ويتطلب الأمر.
وعلق طربوش على أن التحكيم بين الناس وتهدأة منازعاتهم عمل خيري له مسؤولية كبيرة وضمير حي، لكن بعد انتهاء المشكلات بالهدوء والتراضي بين الناس أشعر أن هذه المسؤولية هي فضل من الله ليكون سبب في أن يعم الخير بين الناس خاصة أهالي المنطقة وفاءً وتقديرًا.