"الحالمات".. كتاب عن أربع نساء جسدن قوة الفلسفة في أوقات مظلمة

صدر عن دار النشر الأمريكية "بنجوين بريس" كتاب "الحالمات: أرندت، بوفوار، راند، ويل.. وقوة الفلسفة في الأوقات المظلمة" لـ ولفرام إيلنبرغر، وبترجمة وشون وايتسايد.

في صيف عام 1933، كانت أربع نساء، جميعهن في العشرينات من العمر، منشغلات بالتفكير في معنى وجودهن وأهمية الآخرين فيه. لم تكن كلمة الوجودية قد ظهرت بعد، لكن المجموعة الرباعية كانت مفتونة بفكرة إيجاد فلسفة جديدة. وباستخدام ذكائهن الخاص لتغيير أنفسهن والعالم، غطى الكتاب 10 سنوات من حياة هؤلاء النساء حيث واجهن الاغتراب والمخاوف على المستقبل وخيبة الأمل في أثناء البحث عن إطار فكري للعيش من خلاله.

أربع فيلسوفات

يمزج الكتاب القصص المثيرة مع الفلسفة المعقدة بروايته لقصة أربع فيلسوفات هن (سيمون دي بوفوار وحنة أرندت وأين راند وسيمون ويل)، إذ طرحت كل منهن رؤية لمجتمع حر ومفتوح في زمن الاستبداد والحرب؛ بالفترة من عام 1933 إلى عام 1943 التي كانت واحدة من أكثر الفترة ظلمة وفوضى في تاريخ البشرية. 

 شهدت تلك الفترة اندلاع الحرب العالمية الثانية بقسوة لا يمكن تصورها، كما كانت عقدًا حاسمًا في الحياة الدرامية المتقاطعة لبعض أعظم فيلسوفات التاريخ، وتحديدًا أربع منهن ستهيمن أفكارهن على القرن العشرين في حوار ضروري وفي تناقض شديد مع بعضهن البعض.

كانت سيمون دي بوفوار، التي دخلت بالفعل في شراكة عاطفية وفكرية عميقة مع جان بول سارتر، تضع الأسس لمستقبل النسوية، كما هاجرت آين راند، التي ولدت في سانت بطرسبرج، إلى الولايات المتحدة في عام 1926، ووصلت رواياتها إلى قلوب وعقول ملايين الأمريكيين في العقود التالية، لتصبح نصوصًا تحررية أساسية لا تزال تتردد حتى اليوم بين نخبة التكنولوجيا في وادي السيليكون. 

أما حنة أرندت فقد طورت بعض من أهم الأفكار الليبرالية الحالية، وبلغت ذورة شهرتها بصفتها مثقفة استثنائية مع نشر كتابها "أسس التوتاليتارية". 

ربما كانت سيمون ويل أعظم مفكرة على الإطلاق، فقد ابتعدت عن الشهرة لتكرس نفسها بالكامل لمساعدة اللاجئين وحركة المقاومة أثناء الحرب. في النهاية، وفي عام 1943 ، كادت أن تموت جوعاً في إنجلترا.

في هذا الكتاب، يتمكن المؤلف من نقل ليس فقط الحياة المعقدة لشخصياته ولكن أيضًا التدفق المعقد لعقولهم المضطربة بلا نهاية. قد تظهر راند على أنها أنانية بشكل لا يطاق، بينما تبدو دو بوفوار أفضل قليلاً، لكن السعي الفكري المتواصل للفيلسوفات الأربع يجعل القراءة رائعة.