اشتباكات طرابلس| مصير غامض ينتظر انتخابات ليبيا.. والمليشيات المسلحة المستفيد الأول من الفوضى
شهدت العاصمة الليبية طرابلس اليومين الماضيين اشتباكات مسلحة عنيفة على خلفية اعتقال قوة الردع والشرطة القضائية آمر اللواء 444، محمود حمزة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والمصابين.
وفي هذا السياق، قال النائب الليبي إبراهيم الدرسي، إن اشتباكات طرابلس أثبتت أنه لا توجد سلطة عسكرية واحدة تحتكر السلاح وتؤمن المدينة وتحفظ الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وأن العاصمة الليبية مجموعة من الكنتونات والمجاميع المسلحة ذات الطابع الايديولوجي والمناطقي والمصلحي وأن ولاءها ليس للوطن وإنما لأفكارها ومصالحها وأنها العائق الأكبر أمام الاستقرار وعودة الحياة الى العاصمة وليبيا عامة.
وأكد الدرسي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه مع وجود هذه المجاميع المسلحة يستحيل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لأنها ببساطة غارقة في الفساد وسفك الدماء والفوضى، مشيرًا إلى أن قيام دولة المؤسسات والقضاء سيجر أغلبهم إلي المحاسبة والسجون وبالتالي ستظل هذه المليشيات العائق الأول والأكبر أمام أي تسوية سياسية تعيد الاستقرار إلي ليبيا.
كيف أثرت الاشتباكات على حكومة الوحدة
وأضاف الدرسي أن الاشتباكات في طرابلس أثبتت ضعف ووهن وعجز حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية أمام هذه المجاميع المسلحة والتي دعمتها بالمال والسلاح واعطتها الشرعية تحت مسميات عدة الغرض منها حماية الدبيبة ومجموعته الفاسدة من اي تحرك شعبي أو من المناطق المجاورة للعاصمة والتي لا تخفي تذمرها و امتعاضها مما يجري في طرابلس فانقلب السحر علي الساحر وظهر الدبيبة عاجزا وغير قادرا علي فض الاشتباكات المسلحة والتي يسمع دوبها وصداها بأذنيه وظهر يناشد المسلحين لوقف القتال ويستجدي الاعيان للتدخل لفض الاشتباكات.
وأشار الدرسي إلي أن الأهالي المدنيين في العاصمة سئموا عبث وظلم المليشيات وماتقوم به من إجرام وخراب جعل مدينتهم في مصاف المدن الأكثر اجراما والاقل أمنا علي مستوي العالم وهم يرون بأبصارهم إلي المناطق التي تحت سيطرة الجيش الليبي كمدينة بنغازي وهي تنعم بالامن والاستقرار والأعمار والبناء بينما هم لايامنون علي أرواحهم وممتلكاتهم وأطفالهم، لافتا إلي أن الوضع في طرابلس مرشح للتصعيد في اي لحظة وقد تجد نفسك وسط اشتباكات عنيفة بين لحظة واخري.
من المستفيد من اشتباكات طرابلس؟
وأوضح النائب الليبي أن المستفيد الأكبر من هذه الفوضى هى المليشيات المسلحة والتي تسيطر علي مؤسسات الدولة في العاصمة والتي قطعا لن تتنازل عن مكاسبها بسهولة، لافتا إلي أنها قد تجر طرابلس إلي حمام من الدم وأن الدبيبة وحكومته الغارقة في الفساد واهدار أرزاق الليبيين هي من شرعنت ودعمت هذه المليشيات وهي المستفيد الأكبر من هذه الأحداث الدامية لبقاءها في السلطة وعدم إجراء الانتخابات الرياسية والبرلمانية والتي حتما ستلقي به وازلامه في المزبلة.
واختتم الدرسي تصريحاته قائلا "نحمل المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي المسؤولية العظمى لما يحدث في العاصمة ونتهمه بأنه المعرقل الأول للعملية السياسية في ليبيا واصراره علي إشراك الدبيبة في النقاش الحاصل بين مجلسي النواب والدولة وعدم مباركته ودعمه للتوافقات الأخيرة بين المجلسين المعنيين بالعملية السياسية في ليبيا وفق اتفاق الصخيرات هو من يدفع بالأحداث إلى ماهي عليه اليوم".
المجتمع الدولي يحذر من العنف
وأمام هذه الاشتباكات العنيفة التي أسفرت عن مقتل حوالي 27 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين، طالب المجتمع الدولي بالوقف الفوري لأعمال العنف.
فمن جهتها أعربت جامعة الدول العربية، الأربعاء، عن بالغ قلقها إزاء الاشتباكات المسلحة التى شهدتها طرابلس داعية إلي الوقف الفوري لأعمال العنف التي عصفت بالاستقرار النسبي الذى كان يسود العاصمة خلال الأشهر الماضية.
كما أعربت السفارة البريطانية لدى ليبيا أمس، عن قلقها تجاه الاشتباكات في طرابلس، داعية جميع الأطراف إلى وقف التصعيد فورا والدخول في حوار.
أيضا دعت السفارة الفرنسية لدى ليبيا للوقف الفوري للاشتباكات لما لها من تأثير على السكان، كما دعت لحماية المدنيين، كذلك حثت السفارة الأمريكية لدى طرابلس، الأطراف المتحاربة، على وقف التصعيد الفوري للحفاظ على المكاسب الأخيرة نحو الاستقرار والانتخابات.
رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، طالب هو الآخر بالتخفيف من حدة التصعيد وحماية الأرواح في العاصمة طرابلس.