هل يستطيع «الذكاء الاصطناعى» سرقة كلمات المرور؟.. خبير تكنولوجيا يوضح طرق الأمان
أثبتت دراسة حديثة أعدها باحثون في بريطانيا بأن تقنية الذكاء الاصطناعي قادرة على سرقة كلمات المرور الخاصة بالأجهزة والحواسيب عن طريق الاستماع لأصوات النقر على لوحة المفاتيح.
واستخدم الباحثون نموذج الذكاء الاصطناعيّ تم تدريبه على شدة وطول النقرة على لوحة المفاتيح فاستطاع إعادة تنفيذ النقرات التي استمع إليها، أي كتابة الكلمات نفسها بنسبة دقة تبلغ خمسًا وتسعين بالمائة.
الباحثون، أيضًا، اختبروا النظرية نفسها خلال مكالمات عبر تطبيقي «زوم» و«اسكاي»، واستطاع نموذج الذكاء الاصطناعي إعادة كتابة عن طريق الاستماع للنقرات بنسبة دقة تجاوزت التسعين بالمائة، هذا يعني أنه يمكن للذكاء الاصطناعي سرقة كلمات المرور والبيانات الحساسة فقط عن طريق الاستماع لنقرات الأصابع على لوحات المفاتيح حتى من دون أن تكون بمشاركة الشاشة خلال اتصال بالفيديو.
من جهته، أكد المهندس شاكر محمد الجمل، المتخصص في أمن المعلومات والتكنولوجيا، أن الذكاء الاصطناعي بات قادرًا على اختراق «داتا المعلومات» الخاصة بالأشخاص من خلال الأجهزة والحواسيب الإلكترونية، خاصة سرقة كلمات المرور.
وقال الجمل إن الباحثون أجروا هذه النظرية عن طريق تطبيق يُسمى «ماك بوك»، الذي يتكون من ستة وثلاثين مفتاحًا، استغرقت العملية خمسة وعشرين دقيقة فقط.
أضاف المتخصص في أمن المعلومات والتكنولوجيا في تصريحات خاصة لـ«الدستور» أن الذكاء الاصطناعي أصبح مصدر قلق وتخوف للعديد من المواطنين، خاصة من يمتلكون بيانات هامة عبر هواتفهم الخاصة والحواسب الإلكترونية.
وأشار الجمل إلى أن الأشخاص الذين لا يؤمنون حواسبهم الخاصة والأجهزة الشخصية المستخدمة، أصبحوا مهددين بشكل كبير في اختراق بيانتهم الشخصية، بل كل ما يدار داخل أجهزتهم الخاصة، لذلك يجب أن تكون عمليات المتابعة وبرامج الأمان محل اهتمام، خاصة مع التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي.
وبالنسبة لحماية الأشخاص من هجمات الذكاء الاصطناعي وسرقة كلمات المرور من خلال النقرات على لوحات المفاتيح، نصح الخبير التكنولوجي بتنزيل البرامج التي لها علاقة بفحص وحماية الأجهزة والحواسيب من أي تطبيقات ضارة، وذلك من خلال البحث عن برامج مضادة للفيروسات والتطبيقات المعادية عبر الموقع الشهير «بلاي استور».
كما نصح المهندس شاكر محمد الجمل الأشخاص بإعادة تعيين كلمات المرور المختلفة من وقت لآخر لضمان استكمال عملية الأمان على الأجهزة والحواسيب الخاصة، مشيرًا إلى أن هناك بعض التطبيقات التي تقوم بحماية تطبيقات التواصل الاجتماعي «فيسبوك- انستجرام- واتس آب- ثريدز»، وغيرها عن طريق تزامنها بأرقام مختلفة تصل إلى الشخص عن طريق الإيميل أو رسالة عبر رقم الهاتف، يستطيع من خلال له التحكم في عملية الدخول والخروج من كافة تطبيقات التواصل.
ونوه خبير أمن المعلومات والتكنولوجيا على ضرورة عدم استخدام شبكات الإنترنت المفتوحة أو العامة، مشيرًا إلى أصحاب هذه الشبكات يمكنهم التجسس على الهواتف والأجهزة المتصلة على شبكة الإنترنت وتتبع ما يفعله الشخص على جهازه الخاص، معلقًا: «بلاش نفتح نت من شبكات عامة علشان سهل أصحاب الشبكة دي يتجسسوا على كل حاجة بتحصل في التليفون أو اللاب اللي موصلين عليه نت».
وطالب الجمل بضرورة إنشاء برامج آمنة تعمل على تغيير أصوات لوحات المفاتيح لمنع سيطرة الذكاء الاصطناعي على سرقة كلمات المرور من خلال تسجيل النقرات، فضلاً عن برامج توعية يقدمها خبراء أمن معلومات وتكنولوجيا بأهمية التعامل من الأجهزة والحواسيب وتفادي الهجمات الاختراقية من قِيل البعض والذكاء الاصطناعي.