ليبيا.. مشهد لم يتحرك «قيد أنملة»
المشهد السياسي الليبي، خلال السنوات العشر الأخيرة، أثبت أنه لا يتحرك “قيد أنملة”، مهما كانت الأحداث أو التحولات التي تظل مجرد تحولات شكلية لا تؤثر على الأوضاع الملتهبة بأي شكل من الأشكال.
اللافت في المشهد السياسي الليبي في الفترة الماضية، هو سقوط خالد المشري، أحد أوجه الإخوان التي استمرت لسنوات، وخسارته منصبه بمجلس الدولة السيادي، وربح مكانه الدكتور محمد تكالة.
واللافت أيضًا في خسارة "المشري" الذي احتل واحدًا من أهم المناصب في ليبيا، خروجه المفاجئ من الساحة، و ظهور تكالة بدلًا منه، التطور غير العادي حدث فجأة، في تطور ينذر بتطورات أخرى.
خروج "المشري" من مشهد ليبيا، أثار ارتياحًا عامًا في الأوساط السياسية هناك، خاصة وأنه واحد من أسباب ما يحدث هناك، وكونه كادر إخواني، فإن من مصلحته بقاء الأمور كما هى.
الليبيون والمهتمون بالشأن الليبي، لديهم قناعات بأن تغيير الأسماء في الفترة الماضية، لا يعنى بالضرورة تغيير الأوضاع المتأزمة، أو حتى المشتعلة، "المشري" رحل بدون مقدمات كما جاء، و"تكالة" هو الآخر هبط على المسرح السياسي الليبي مرة واحدة.
الكثيرون من المهتمون بالأزمة الليبية، يرون أن سبل انفراجة الأزمة دولية أكثر منها محلية، كون أن دور اللاعبين بالداخل ليس أساسيًا، وخروج "المشري" من الملعب ليس بالضرورة خروجه من الكواليس السياسية للعبة.
اللعبة السياسية في ليبيا منذ سنوات قائمة على إرجاء أي انتخابات رئاسية كانت أو برلمانية، لتسير الأمور كما يجب أن تسير وتعود الأوضاع لنصابها الصحيح، وتتخلص البلد "الجار" من الفسدة المهيمنين على مشهدها السياسي.
خسارة "المشري" أو فوز "تكالة" وما حدث من انتخابات "صورية" ليست أكثر من فصل من فصول المسرحية الدائرة هناك، و قد يكون الفائز فيها للعيان هو "تكالة"، إلا أن الأكثر ربحًا بفوزه أشخاص آخرون.