بين الرفاهية والعمل الجاد.. أسرار حول طبيعة حياة المصريين القدماء
امتدت مصر القديمة، وهي واحدة من أعظم الحضارات الموجودة على الإطلاق، إلى جدول زمني واسع، حيث استمرت لآلاف السنوات، وفي جزء كبير من حياة هذه المملكة العظيمة، كان يحكم ملوك معروفون للعالم أجمع، كانوا يتمتعون بسلطة هائلة وعاشوا حياة ثروة ورفاهية لا يمكن تصورها تقريبًا.
ولكن كان ثمة مقابل دائمًا لهذه الحياة والحفاظ على واحدة من أكثر ممالك العالم ازدهارًا وتطورًا، حيث تعتبر حياة الفراعنة الشاقة بمثابة شهادة على الطبيعة غير العادية لمصر القديمة والجاذبية الدائمة للحضارة الفرعونية.
وبحسب مجلة "إنشنت أورجنيز" الأيرلندية، فإن حياة الفراعنة الملوك كانت مليئة بالالتزامات والمهام اليومية العادية، الأمر الذي يطرح السؤال ، كيف كان اليوم العادي في حياة فرعون مصري، من الاستيقاظ في الصباح إلى شؤون البلاط، ومن عالم الطقوس المذهل والعبادة إلى الترفيه والتسلية، ومن التأملات في الفناء إلى غروب الشمس، كيف كانت التجارب غير العادية التي شكلت حياة أشهر فراعنة مصر القديمة.
حياة الفراعنة في مصر القديمة بين الرفاهية والعمل الجاد
وأشارت المجلة في تقرير، إلى أن مصر القديمة بدأت حضارتها العظيمة منذ أكثر من 5 آلاف عام، وتحديدًا عام 3100 قبل الميلاد، خلال هذه الفترة مرت بأوقات مختلفة من الصعود والهبوط وشهدت حكم المملكة القديمة والوسطى والحديثة.
ولفتت إلى أنه طيلة هذه العصور حكمت مصر من قبل العديد من الفراعنة المختلفين ومشاهير مثل توت عنخ آمون ورمسيس الثاني وكليوباترا، وعدد لا يحصى ممن فقدت أسماؤهم في التاريخ، وكانت حياتهم اليومية تمليها إلى حد كبير العصر الذي عاشوا فيه وحالة المملكة في ذلك الوقت.
وأضافت أن العلماء يعتقدون أن يوم الفرعون كان يبدأ بالصلاة والطقوس الدينية الفرعونية، والتذكير بالطبيعة الإلهية للفرعون، والاغتسال وتطهير الجسد، فعرف عن المصريين القدماء هوسهم بالنظافة، والاستحمام بشكل دائم، ثم الانخراط في شؤون المملكة، وكان يتعين على الفرعون الاستيقاظ من شروق الشمس، حيث كان يرمز الشروق إلى إلى تجديد الحياة واستمرار رسالتهم الإلهية، وبمجرد انتهاء طقوس الصباح وارتداء الفرعون ملابس مناسبة، يحين الوقت لبدء العمل، كان الفراعنة رؤساء دول وكان جزء كبير من حياتهم اليومية يدور حول الشبكة المعقدة من شؤون البلاط والمسؤوليات الإدارية.
ونوهت بأن الفرعون كان دائمًا محاطًا بحاشية من المستشارين والكتبة والمسؤولين رفيعي المستوى، حيث ترأس الفرعون بيروقراطية معقدة تحكم مختلف جوانب المجتمع المصري، واستهلكت شؤون الدولة يومًا عاديًا، حيث أشرفوا على إقامة العدل، والضرائب، وتخصيص الموارد، كما كان جزءًا من مهمة الفرعون الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع الحلفاء وضمان ولاء العديد من الدول التابعة لمصر، حيث تم إجراء مفاوضات وتحالفات وقرارات إستراتيجية داخل الغرف الفخمة للقصر، لتشكيل مصير المملكة.
وأوضحت أن الفرعون لعب دورًا محوريًا في بناء وتجديد المعابد المخصصة لمختلف الآلهة والإلهات المصرية، هذا يعني أنهم أمضوا قدراً لا بأس به من وقتهم في المساعدة في التخطيط والإشراف على مشاريع البناء الكبرى المختلفة، على سبيل المثال، أمر الفرعون رمسيس الثاني (1279-1213 قبل الميلاد)، ببناء معبد أبو سمبل المكرس له وللآلهة آمون رع ورع حوراختي وبتاح لقد كان مشروعًا ضخمًا، والذي يضم تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني، بما في ذلك التماثيل الجالسة الشهيرة عند المدخل.
وذكرت أنه في ظل هذا العمل الشاق لفراعنة مصر القديمة والذي يكشف السبب الرئيسي في ازدهار المملكة الفرعونية وتطورها وبقاء حضارتها حتى يومنا هذا، كان للفراعنة وقت للرفاهية، ومن خلال حكمهم وإرثهم، ترك الفراعنة بصمة لا تمحى في سجلات التاريخ، وأسر خيال وفضول الأجيال القادمة.