بعد مرور 4 أشهر على الحرب.. خريطة الصراع فى السودان
على مدار أربعة أشهر لا تزال الحرب في السودان مشتعلة، بسبب الخلافات على السلطة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، وسط تحذيرات دولية وأممية من مخاطر استمرار هذا الصراع، سواء على المستوى الإنساني المتدني الذي دفع قرابة الثلاثة ملايين شخص إلى النزوح، أو المستوى الاقتصادي في البلد الذي يعاني بالفعل من ويلات الانقسامات السياسية.
وبعد 4 شهور على الحرب الدستور ترصد خريطة الصراع والأضرار التي يشهدها السودان.
الوضع الإنساني
وفقا لتقرير صادر مؤخرا عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية OCHA، نزح أكثر من 3 ملايين شخص في جميع ولايات السودان الثماني عشرة بسبب النزاع المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وذلك حتى الأول من أغسطس.
وفرَّ من ولاية الخرطوم حوالي 2.2 مليون من مجموع النازحين، فيما فر حوالي 880,000 شخص من النزاع عبر حدود السودان إلى دول الجوار، بما في ذلك جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجمهورية جنوب السودان وذلك حتى الثالث من أغسطس.
وأشار التقرير إلى مواجهة أكثر من 42% من السكان، أي نحو 20.3 مليون شخص في السودان، مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بين يوليو وسبتمبر 2023. وأكثر من 6.2 مليون شخص على بعد خطوة من المجاعة.
وأضاف التقرير:" لم يتمكن العديد من المحاصرين بسبب القتال- وفي بعض الحالات منعوا فعليًا- من البحث عن الأمان في مكان آخر. وأولئك الذين يمكنهم الهروب يواجهون مخاطر أخرى: فهم معرضون لسوء المعاملة والسرقة والمضايقات أثناء رحلاتهم إلى مناطق أكثر أمانًا".
خريطة السيطرة بين قوات الدعم السريع والجيش
حسب تقارير محلية سودانية، مازالت قوات "الدعم السريع" تحاول السيطرة على "سلاح المدرعات"، فيما تشهد أحياء "جبرة" و"الصحافة" و"الشجرة" و"الرميلة" جنوبي العاصمة الخرطوم، أوضاعا إنسانية كارثية جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".
وتشهد مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم أيضا اشتباكات عنيفة باستخدام كافة الأسلحة خاصة في منطقة "وادي سيدنا" العسكرية، التي شهدت تحليق مكثف للطيران الحربي والقصف المدفعي.
وما زالت أحياء "جبرة" و"الصحافة" و"الشجرة" و"الرميلة" جنوبي العاصمة الخرطوم، تشهد أوضاعا إنسانية كارثية جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".
فيما تشهد بأن مدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم، أيضا قصفا مدفعيا، وتبادلا للنيران بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض.
كما أفاد شهود عيان ان سكان مدينة نيالا ثاني مدن السودان وعاصمة الولاية جنوب دارفور استيقظوا على "دوي قصف مدفعي"، يوم الاثنين.
وفر المئات يوم الأحد من الهجمات شبه العسكرية في المدينة مع اشتداد القتال في الأيام الأخيرة في المنطقة المضطربة على الحدود مع تشاد.
تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 6 ملايين شخص "على بعد خطوة واحدة فقط فقطمن المجاعة" ، حيث تكافح مجموعات الإغاثة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة من خلال العقبات البيروقراطية والتحديات الأمنية والهجمات المستهدفة.
سيناريوهات الوضع في السودان
على الرغم من استمرار الحرب، لا يُعتقد أن أيًا من الطرفين على وشك تحقيق النصر أو تحقيق مكاسب كبيرة في ساحة المعركة، ومع ذلك يرى الكثيرون أن الحوار الذي يليه تقاسم السلطة هو السبيل الوحيد لتحقيق خفض التصعيد على المدى القصير أو الطويل، حسب جريدة arab news.
ووضع مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مؤخرًا خارطة طريق اقترحتها الحكومة لإنهاء الصراع، بدءًا بفصل الأطراف المتحاربة وتبلغ ذروتها في عملية سياسية شاملة.
أعطى اقتراح عقار، الذي تم تحديده في 6 أغسطس، الأولوية لإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين مع تحول لاحق في التركيز نحو عملية سياسية شاملة مع اتفاقيات تقاسم السلطة.
ومع ذلك، يظل المحللون حذرين بشأن أي مبادرات سلام من هذا القبيل، مشيرين إلى عدة عوامل تمنع الجيش وخصمه شبه العسكري من إلزام أنفسهم بتسوية دائم ، وبالتالي إطالة أمد الصراع.
كما يعتقد المراقبون أن هناك حاجة إلى بذل جهود لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع إذا كان لا بد من إيجاد حل مستدام، بما في ذلك خطوات للحد من االقبلية مع إحياء الاهتمام المتضائل للمجتمع الدولي.
