كيف يرى أولياء الأمور خطة "التعليم" لتطوير مناهج المرحلة الابتدائية؟
محاولة الحصول على تعليم جيد يتوازن فيه الكم والكيف معًا، ويستطيع الطالب استيعابه والوصول إلى الاستفادة القصوى منه، هو الشغل الشاغل للقائمين على العملية التعليمية، وأولياء الأمور في آن واحد.
أولياء أمور: يجب الاهتمام بالكيف وليس بالكم.. وتطوير المناهج ضروري من الصف الأول الابتدائي
مها هشام، هي أم لثلاثة أطفال، أحدهم بالمرحلة الإعدادية، واثنان منهم يدرسون في المرحلة الابتدائية، خاصة مع الكثير من الأمهات مثلها تجربة المناهج التعليمية الحديثة التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، بداية من الصف الرابع الابتدائي.
وقت اعتماد نظام التعليم الحديث كانت ابنتها الكبرى في الصف الخامس الابتدائي، ومن ثم حمدت الله أنها نجت بواحدة من هذا النظام المجهول والذي يصفه كل من تعرض له على أنه "البعبع" بحسب ما وصفته مها، وما وصفه لها أصدقائها.
هذه الحالة عاشتها الأم الثلاثينية، حتى خاضت التجربة كاملة مع ابنتها الوسطى، تقول مها "النظام بتاع طارق شوقي حلو، مكنش زي ما كنا خايفين أو متوقعين، بس كم كبير جدًا على وقت الدراسه فبيجروا فى المنهج بشكل مش طبيعى".
وتابعت مها، لـ"الدستور": "طبعًا الجري في الشرح دا مش بيخلي المدرسين يدو المنهج حقه عشان يخلصوا، فالمفروض يخففوا فى المنهج عشان الولاد نفهم مش حشو وخلاص، يخففوا المناهج للنصف يعنى يلغوه نصف الدروس أهم حاجه اكيف مش الكم هما بيعملوا العكس".
تتفق صباح توحيد مع رأي مها، في كون المنهج أكبر بكثير من قدرة الطالب على تحصيله في الفترة الزمنية البسيطة التي هي مدة الدراسة في العام الواحد، خاصة إن كان الطالب لديه بالفعل صعوبة في التحصيل.
وأضافت توحيد، لـ"الدستور" أن هذه المناهج كان يفترض بها أن تطبق منذ بداية الصف الأول الابتدائي وليس من الصف الرابع حتى يعتاد الطالب عليها من البداية، فإذا ما قامت الوزارة بإجراء هذا التعديل بداية من الصف الأول فإن هذه الخطوة ستكون أفضل بكثير من السابق، خاصة وأن الكثير من الأمهات لم تكمل تعليمها، ولن تتمكن هي الأخرى من مواكبة هذا التغير المفاجئ، بالإضافة إلى الكثير من أولياء الأمور غير القادرين على توفير معلمين لتدريب أولادهم بدلًا منهم.
وزارة التربية والتعليم: تطوير المناهج يتوافق مع خطة 2029.. ومشاركة أولياء الأمور ضرورة قصوى
الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، قال إن الوزارة انتهت بالفعل من وضع خطة تطوير المناهج للطلاب في المراحل التعليمية من رياض الأطفال، وحتى الصف السادس الابتدائي، وذلك بما يتوافق الخطة الاستراتيجية لوزارة 2024,2029.
وضمن الوزير، وضع أراء أولياء الأمور في تطوير هذه المناهج، بل وشدد على أن الاستماع إلى أرائهم ووضعها بعين الاعتبار هي ضرورة قصوى.
هذه المناهج الجديدة تتضمن تنمية القيم واحترام الآخر واكتشاف وتنمية الموهوبين وتنمية الوعى السياسى والانتماء والمواطنة لدى الأطفال الصغار في هذه المراحل التعليمية.
خبير تعليم: تطوير التعليم خطة الرئيس السيسي للارتقاء بالطالب المصري
قال حسن شحاته، الخبير التعليمي، إن الوزارة في موقف الحالي تحاول أن توازن بين دعم وتقوية مسيرة تطوير التعليم، وفي الوقت ذاته عدم الإخلال بمبادئ التطوير، وكذلك تخفيف المناهج الذي هو الرغبة الأولى لأولياء الأمور.
وأضاف شحاته، لـ"الدستور" أن الوزارة حددت الانشطة والتدريبات، وتمكنت من زيادتها بما لا يخل بالمواد الأساسية التي حرصت الوزارة على الإبقاء عليها منذ تجربة الدكتور طارق شوقي، وزير التعليم والتعليم السابق، تجربه الأولى، بحيث يكون الكتاب من رياض الأطفال للابتدائي مناسب لوقت التدريس والاهتمام بالكيف واليس الكم.
وأشار الخبير التعليمي، أنه يدرك حرص الوزارة على الاستماع إلى أولياء الأمور ووضع أرائهم بعين الاعتبار ولكنه يخشى أن يزداد الاهتمام بهذه الأراء إلى الحد الذي يخل بقيمة هذه المناهج.
وتابع أن المناهج التي وضعتها الوزارة في الوقت السابق، اهتمت بالأنشطة والتدريبات، والكم والكيف معًا وتساعد على تثقيف الطلبة وتحويل العلم المجرد إلى ثقافة، ويضع التعليم المصري بين صفوف الرواد، لكن الكثير من أولياء الأمور لا يهتمون إلا بتقليل الكم وتيسير الامتحانات.
وأكد شحاته، أن الوزارة الآن، في موقف لا تحسد عليه لأنه لابد أن تلتزم بمسيرة تطوير التعليم لأن هذا التطوير هو فكر الرئيس السيسي، ورغبته الشديدة في تطوير الطالب المصري والارتقاء به وهو الأمر الذي يجب الالتزام به.