"الممرات الخضراء".. بدائل أوروبا لنقل الحبوب الأوكرانية بعد تحذيرات روسيا
أعلن الاتحاد الأوروبي عن "ممرات تضامن" تمكنه من استيراد الحبوب من أوكرانيا منها السكك الحديدية البرية والطرق والممرات المائية الداخلية التي يمكن لأوكرانيا تصدير الغذاء على طولها ، بينما عرضت كرواتيا استخدام ميناء رييكا، وعرضت دول البلطيق موانئها الخاصة، ومع ذلك، فإن الطرق البرية باتجاه الغرب معقدة ومكلفة، حيث ورثت أوكرانيا خطوط سكك حديدية من الاتحاد السوفيتي أوسع من معظم تلك الموجودة في أوروبا، لذلك يجب نقل البضائع بين القطارات على الحدود.
تكلفة عالية وبدائل غير فعالة
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن ثمة نقاش حول إنشاء "ممرات خضراء" من شأنها أن تسمح بنقل الصادرات الأوكرانية بدون جمارك أو فحوصات صحية أو بيطرية حتى تصل إلى ميناء وجهتها، لكن لم يتم الاتفاق عليها بعد، كما يواجه برنامج الأغذية العالمي تكاليف كبيرة للشحن من موانئ البلطيق أو غيرها من موانئ أوروبا الغربية إلى إفريقيا أو آسيا.
وقالت لألكسندر كوروليوف، مدير شركة Transferry، وهي شركة تخزين مقرها أوديسا، فإن التكلفة الإضافية لتصدير الحبوب عبر ألمانيا تصل إلى 150 يورو (130 جنيهًا إسترلينيًا) للطن. مضيفة: "التكلفة اللوجستية مرتفعة للغاية، وبالتالي فإن هذه التجارة غير مربحة على الإطلاق".
وتابعت كوروليوف، إنه لا توجد بدائل جيدة لـ BSGI لأنها الوحيدة التي كان لها معنى اقتصادي من خلال استخدام موانئ نهر الدانوب في أوكرانيا، إسماعيل وريني، أو في رومانيا ، في Galați وBrăila، حيث يمكن تحميل الشحنات على المراكب والسفن، وتمر السفن بعد ذلك عبر القنوات الملاحية الثلاث لدلتا الدانوب أو فرعين من قناة الدانوب - البحر الأسود إلى الجنوب، لنقلها إلى سفن شحن أكبر بكثير عبر المحيط في ميناء كونستانتا الروماني في المياه العميقة ، القادرة على استيعاب سفن الشحن من 50000 طن، من هناك يمكن لمراكب الشحن أن تعانق الساحل، وتبقى بأمان داخل المياه الإقليمية الرومانية والبلغارية والتركية حتى تصل إلى مضيق البوسفور.
في العام الماضي، شهد هذا الخط نقل قرابة 20 مليون طن، ومن الناحية النظرية ومع بعض الاستثمارات، يمكن أن تصل طاقتها الإنتاجية إلى 35 مليون طن سنويًا، أي أكثر من إجمالي الصادرات عبر BSGI.
وتابعت: "في الممارسة العملية، هناك مضاعفات خطيرة، لأن الروس يدركون أن طريق الدانوب بديل ممكن ويسعون جاهدين لقطعه، حيث دمرت ضربات الطائرات بدون طيار على ريني وإسماعيل في شهري يوليو وأغسطس المستودعات والصوامع والحبوب بداخلها - وهو ما يكفي لإطعام 66 مليون شخص ليوم واحد، وفقًا لمسؤولي الأمم المتحدة".
وقال مسؤول في الأمم المتحدة: "نحن نتفهم أن شركات التأمين مترددة تمامًا في استكشاف أي حركة للسفن بدون ضمانات من الاتحاد الروسي، وهو ما قدمته مبادرة البحر الأسود".
وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه توجد حاليًا اختناقات مرورية كبيرة للسفن قبالة الساحل من دلتا الدانوب وكونستانتا، في انتظار قرارات بشأن ما إذا كان من الآمن المضي قدمًا، حتى هناك، في المياه الساحلية، يواجهون خطر الألغام وغيرها من الحطام العائم الذي خلفه تفجير سد كاخوفكا.
وقال مستثمر أوروبي: "يمكن توسيع ميناء كونستانتا بسرعة كبيرة، هناك مساحات مفتوحة، وهي منطقة عمل آمنة وهناك إمكانية لبناء صوامع ووصلات سكك حديدية".
وأضاف المستثمر أن هناك مناقشات بين الاتحاد الأوروبي وبوخارست حول توسيع الميناء، لكن كونستانتا لديها مشكلة الجريمة المنظمة، ووصف عملية التوسع بأنها بطيئة وفاسدة".
يقع مسار الدانوب أيضًا تحت وطأة مستويات المياه، ما يحد من حجم السفينة التي يمكنها الوصول إلى موانئ النهر، ولكي يعملوا بشكلٍ فعَّال، يتطلب الأمر من دول المنبع - ألمانيا والنمسا والمجر وصربيا - فتح ممراتها.
