رحلة البحث عن الدواء.. مرضى الغدة الدرقية يتحدثون لـ«الدستور»
منذ أن علمت أسماء خالد، عشرينية، بأنها مريضة باضطراب في الغدة الدرقية وهى لا تتناول سوى عقار (التروكسين) الذي يعوض النقص في هرمون الثيروكسين وهو الهرمون الرئيسي الذي تنتجه الغدة الدرقية في الدم.
تقول أسماء: «منذ عام وأنا لا استخدم سوى هذا الدواء المستورد؛ لأن المادة الفعالة به هي المناسبة ليّ، لاسيما أني أجريت جراحة استئصال الغدة الدرقية منذ فترة بسبب الاضطرابات الشديدة بها، وهو الذي يعوضني عن هرمونات الغدة».
وتوضح أنها منذ شهر لا تجد الدواء الذي ترتاح عليه، والبدائل تعاني من الاختفاء أيضًا، نتيجة استخدام نفس المادة الفعالة: «الدواء المصري والمستورد بهما نقص شديد، لأن المادة الفعالة واحدة إلا أنها تشعر بالفرق مع تغيير الدواء».
تضيف: «بعد عملية الاستئصال لم أخذ سوى هرمون ثيروكسين، وهو الدواء الأساسي الذي ارتاح عليه، وكتبه لي طبيب الغدد الصماء الخاص بي، وعدم توافره يصيبني بتعب شديد ولا تصلح معي البدائل الأخرى».
ما حدث مع أسماء هي أزمة يواجهها مرضى الغدة الدرقية في مصر، بسبب النقص الحاد الذي أصاب الأدوية الخاصة بهم سواء الذي يعاني من فرط في الغدة الدرقية أو الخمول فيها.
«الدستور» تحدثت مع بعض المرضى الذي يعانون من ذلك النقص.
نقص أدوية الغدة الدرقية
طالب د.حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة الأطباء كافة بكتابة الدواء والمادة المثيلة له، لكي يحصل المريض على الدواء حال عدم تواجد المادة الأساسية، مشيرًا إلى أن الأدوية المثيلة بنفس المادة الفعالة والتركيبة والتناول".
وأشار إلى أن هناك شحًا في أدوية الغدة الدرقية المستوردة، ويوجد له نوعان من الدواء المثيل ينتج محليًا، بنفس المادة الفعالة ونفس التركيب وأرخص في السعر، موضحًا أن الأدوية البديلة هي التي تحتوي على نفس الوظيفة العلاجية، لكن بمادة فعالة مختلفة ومرض الغدة له أدوية مثيلة تصنع في مصر وبنفس المادة الفعالة للدواء المستورد.
ونفى عبدالغفار حقيقة وجود نقص في الأدوية أو البدائل أو المثيل لهذه الأدوية، مضيفًا أنه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فنقص الأدوية يعني أنه لا يمكن توفير الاحتياجات للمرضى من الدواء الذي لا يوجد له المثيل أو البديل.
تعتبر نسبة اﻻصابة بأمراض الغدة الدرقية في تزايد مستمر وتصل نسبتها إلى 10٪ تقريبًا من السكان في مصر.
شيماء: «الدواء ناقص والبدائل مرتفعة الثمن»
تعاني شيماء من فرط نشاط الغدة الدرقية منذ ما يقرب من عام ونص والتي أثرت على وزنها ما بين النقصان والزيادة، حتى كتب لها الطبيب علاج «كاربيمازول» الخاص بالغدة الدرقية ورغم زهد ثمنه الذي لا يتخطي الـ25 جنيهًا، إلا إنه يعاني من النقص في السوق.
وخفضت شيماء من جرعتها تماشيًا مع الأزمة الحالية إلا أن الأمر أثر عليها بطبيعة الحال، لاختلاف المادة الفعالة التي تستخدم في الدواء المستورد عن المحلي: «الدواء مختفي في كل الصيدليات وأماكن بيع الأدوية في مصر».
تشير إلى أنها وجدت بديل، لكنه ليس بنفس الكفاءة وفي نفس الوقت سعره مرتفع للغاية: «باضطر أجيبه لأن مفيش بدايل أخرى عنه، وحاليًا أبحث عن صديق يأتي من الخارج كم أجل جلب الدواء معه بنفس المادة الفعالة».
فرط نشاط الغدة الدرقية يعني أن الغدة تفرز الكثير من الهرمون الدرقي، ويؤدي إلى تسريع عملية الأيض في الجسم، يمكن أن يسبب ذلك العديد من الأعراض، مثل فقدان الوزن ورُعاش اليد وسرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.