كيف تسببت موجة الحر القياسية فى تدمير بحار العالم؟
كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن أن ذوبان الجليد وفقدان الشعاب المرجانية بسبب موجة الحر القياسية، ما تسبب في تدمير بحار العالم من القارة القطبية الجنوبية إلى فلوريدا.
وقال التقرير إنه خلال الأسابيع القليلة الماضية كانت عملية إنقاذ واسعة النطاق جارية قبالة سواحل فلوريدا ومناطقها الرئيسية، بدأت عندما كانت درجات حرارة المياه ترتفع نحو 38.4 درجة مئوية.
أوضح التقرير أن الحرارة كانت أعلى بكثير من المستوى الذي يمكن أن تتحمله الشعاب المرجانية، وشعر علماء الأحياء في مؤسسة "إنقاذ المرجان" في كي ويست، بأنه ليس لديهم خيار سوى إخلاء العينات إلى الخزانات البرية، حيث تشكل الشعاب المرجانية استجابة من مرحلتين للإجهاد الحراري، تبيض أولًا ثم تموت.
يقول أليكس نيوفيلد، عالم الأحياء البحرية لدى المؤسسة: "لقد أخذنا مستعمرات تمثيلية لجميع الأنواع وجميع السلالات العامة التي عملنا معها ونقلناها إلى منشآت أرضية، حيث يمكن التحكم في درجة حرارتها وتثبيتها".
ويقول ستيفان رامستورف، أستاذ فيزياء المحيطات في جامعة بوتسدام في ألمانيا: "هذه سنة غير عادية حقًا، فإذا نظرت إلى درجات حرارة المحيط الأطلسي والجليد البحري في القطب الجنوبي، فإن التغييرات خارج المخططات، حيث ارتفع متوسط درجات حرارة سطح البحر في جميع أنحاء العالم بما يزيد قليلًا عن 0.1 درجة مئوية لكل عقد منذ عام 1970، حوالي نصف سرعة الغلاف الجوي".
وأيضًا اقتربت الزيادة الإجمالية في العام الماضي من 0.2 درجة مئوية، مع موجات حرارة بحرية أكثر كثافة في بعض المناطق، ففي الأول من أغسطس، وصل متوسط درجات حرارة سطح البحر العالمي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، وهو أقل بقليل من 21 درجة مئوية، وفقًا لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ في أوروبا.
وقال التقرير إن هذا الرقم القياسي مثير للقلق بشكل خاص لأن شهر مارس هو عادة أكثر الشهور سخونة بالنسبة لمحيطات العالم.
يقول العلماء إن السبب الكامن وراء ارتفاع درجة الحرارة هو الأنشطة البشرية التي تضخ ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى في الغلاف الجوي.