في ذكرى ميلاده.. فلسطينيون لـ"الدستور": أبو عمار سيبقى رمزا للوطنية الفلسطينية
"يريدوني طريدًا أو أسيرًا أوقتيلًا، لا، وأنا أقول لهم شهيدًا.. شهيدًا.. شهيدا"، كانت تلك كلمات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أثناء الاجتياح الإسرائيلي لرام الله ومحاصرة الاحتلال للمبنى الذي كان دائم الوجود به، ونال الشهادة في نوفمبر 2004.
يصادف اليوم الرابع من أغسطس ذكري ميلاد أبو عمار، الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1929، وفي ذكري يوم مولده تواصل الدستور مع عدد من الفلسطينيين الذين بعثوا رسائل وكلمات بحق أبو عمار علي الرغم من مرور سنوات طويلة عن استشهاده الا أنه ما زال حاضرا في أذهان وقلوب الفلسطينيين.
قال الدكتور جهاد ملكة: “الرابع من أغسطس، هو اليوم الذي أنارت فيه شمعة بزغت من القدس أرجاء الكون وأضاءت فيه دروب الكفاح لعشاق الوطن، هو ميلاد قائد غير تقليدي أصبح مع الأيام رمزا يعرفه الأحرار والثوار بكوفيته التي شكلها لتكون خريطة وطن محتل، يحملها على رأسه ويجوب بها العالم ليذكرهم بالوطن المحتل والشعب المهجر، وجعل من كوفيته رمزا يرتديه كافة أحرار العالم ومناصري قضايا السلم والعدالة العالميين”.
وأضاف “ملكة” في تصريحات لـ"الدستور": “قائد الثورة الفلسطينية المعاصرة الذي أثبت للعالم بأن بندقية الفدائي هي ليست قاطعة طريق بل هي بندقية ثائر هدفها تحرير وطن محتل من غاصبين، وكانت تجتذبه أرض المعارك حيثما كانت، فكان مقاتلاً شرسا خاض معارك عسكرية ومعارك سياسية ومعارك ثقافية من أجل هدف واحد وهو تحرير الأرض والإنسان وحول الفلسطيني من لاجئ إلى ثائر يقاتل من أجل حريته وحرية وطنه، وأجبر العالم كله على الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني”.
وأكد أن أبو عمار صنع تجربة نضالية خاصة اتسمت بسماته وانطبعت بطباعه، في ميادين النضال، داخل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.
وأشار إلى أن الشهيد الرمز ياسر عرفات كان رجل سياسة من طراز خاص وصنع مدرسته السياسية الخاصة به، وكانت لغة الحوار عنده حتى في أكثر لحظات الخلاف والافتراق السياسي، وكان حريصا على الموقع السياسي والتمثيلي والقانوني لمنظمة التحرير، جامعا لكل قوى الحركة الوطنية الفلسطينية، ومد جسور الصداقة مع الجميع بما يخدم القضية الوطنية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأوضح ملكة أن أبو عمار أرسى خلال حياته، خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها، وكانت القدس الشرقية، بأقصاها وكنيستها، وبظاهر أرضها وباطنها، على رأس هذه الخطوط، ومعها كذلك قضية اللاجئين، وكل ذرة تراب من أراضي عام 1967 التي حددت وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ حل الدولتين كفضاء جغرافي وسياسي وديمغرافي، يبني فيه الفلسطينيون دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، ومعهذه الخطوط التي اعتبرها مرحليه لم ينسى فلسطين من النهر للبحر، ولكن ترك تحريرها للأجيال القادمة، والان جميع أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، يسيرون على ذات النهج الذي خطه الشهيد الراحل، ولن يتنازلوا عن الحقوق الفلسطينية المشروعة التي أقرتها الأعراف والمواثيق الدولية.
وشدد ملكة علي أن ذكرى ميلاد الزعيم الراحل ستبقى خالدة على صفحات التاريخ المجيد للشعب الفلسطيني ونضالاته، باعتباره واحدا من كبار الرجالات، الذين أعادوا صناعة الهوية الوطنية الفلسطينية.
حنتولي:نتذكره قائدا وزعيما عاش من أجل فلسطين وافنى عمره من أجله
فيما قال الدكتور فادي ثمين حنتولي من مدينة جنين، في ذكرى مولد الشهيد الرمز ابو عمار رحمه الله وادخله فسيح جنانه فإننا نتذكره قائدا فتحاويا مغوارا، نتذكره قائدا وزعيما عاش من أجل فلسطين وافنى عمره من أجلها.
وأضاف حنتولي في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، عاش أبو عمار واستشهد ومازال حيا في قلوبنا وسيبقى دائما في قلوبنا الاسطورة والبطل والقائد والأب والزعيم والرمز الذي لن يتكرر .
وأكد حنتولي أن أبو عمار تاريخ نضالي مشرف، جعل من قضيتنا الفلسطينية محط انظار العالم جميعا، قائلا "لن ننساك ابدا شهيدنا وقائدنا ابا عمار ستبقى في قلوبنا ما حيينا".
بكر: عرف العالم عن القضية الفلسطينية بكوفيته
ومن قطاع غزة، قال زكريا بكر: “الزعيم الفلسطيني الخالد ياسرعرفات ايقونه ثورية جامعة للكل الفلسطيني عرف العالم عن القضية الفلسطينية بكوفيته اينما تتواجد الكوفية الفلسطينية تكون القضية الفلسطينية حاضره له كاريزما خاصة لغته بسيطة وعميقة كما حياته بسيطة ومتواضعة”.
وتابع بكر في تصريحات لـ"الدستور": “اختلف معه واختلف مع الكثيرين لكن لم يختلف عليه وعلى زعامته استطاع أن يبني جسور الثقة مع كافة الزعماء حتى المتخاصمين، كما أنه اعتبر مصر وجيشها بوابة التحرير ارتبط بعلاقات وثيقة مع كل الرؤساء المصريين السابقين”.
وأكد بكر أن أبو عمار سيبقى على الدوام رمزاً وطنياً عالياً شامخاً، سجل نضاله الوطني لصالح القضية طوال ما يزيد عن نصف قرن من الزمان قضاها مناوراً ومحاوراً، وستظل كلماته تزين جدار ذاكرة التاريخ حينما خاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 "إنني جئتكم بغصن الزيتون وبندقية ثائر، فلا تسقطوا غصن الزيتون الأخضر من يدي..الحرب تندلع من فلسطين والسلام يبدأ من فلسطين".
زبيدات: أبو عمار سيبقى رمز الوطنية الفلسطينية وكوفيته ستبقى رمزا للفلسطيني اينما حل ونزل
ومن مدينة أريحا، قال محسن زبيدات موظف في وزارة التربية والتعليم: “ذكرى ميلاد القائد الرمز ياسر عرفات، منارة أضاءت للفلسطيني طريق العودة على خارطة الجغرافية العالمية وبعثت الأمل بالتحرر والاستقلال”.
وأضاف زبيدات في تصريحات لـ"الدستور" أنه في ذكرى ميلاد أبو عمار نستذكر كل ساحات المجد والقتال في كل أماكن النضال الفلسطيني على الأراضي العربية والعالمية، مستدركا "ياسر عرفات حول الفلسطينيين من خيم اللجوء الى ثوار يدافعون عن حقهم في تقرير مصيرهم، ياسر عرفات حمل بندقية الثائر عند القتال وغصن الزيتون في السلام".
وأكد زبيدات أن الرئيس الراحل سيبقى رمزا للوطنية الفلسطينية وكوفيته ستبقى رمزا للفلسطيني أينما حل ونزل.