الفنان محمد خميس: مبادرة "مصر جميلة" هدفها إبراز معالم القاهرة للجميع
حظى الفنان محمد خميس باهتمام كبير من جمهور منصات التواصل الاجتماعي بعد أن أطلق مبادرة "مصر جميلة" عبر منصات التواصل التي تتحدث عن حضارة وجمال مصر من خلال فيديوهات أثرية تناولت جوانب مخفية ومعلومة عن تاريخ أم الدنيا عقب حقب مختلفة في العصور اليونانية والقبطية والإسلامية والقديمة.
وكثير من المواطنين ربما لا يعرفون أن الأثري الذي يقوم بسرد قصص وحكايات من تاريخ مصر هو فنان ومسرحي في الأصل مواليد مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة في العام 1976.
وعلى مدار مشواره الفني، شارك في العديد من الفرق المسرحية منها فرقة الفنون المسرحية بكلية طب الأسنان وفرقة مركز الاسكندرية للإبداع وفرقة الإسكندرية المستقلة للفنون المسرحية.
كما شارك محمد خميس في عدد من الأفلام السينمائية والتليفزيونية منها 1000 مبروك، عسل أسود، الكبير قوي، فاصل ونعود، ميكروفون، إضافة إلى تأليفه كتاب "مهد كيميت".
وعن فكرة مبادرة مصر جميلة قال خميس لـ"الدستور":"في بعض الأوقات كنا نعاني من ضغوط اقتصادية عنيفة ربما لازالت موجودة حتى الآن، من ضمن هذا الضغط وجدت أن العديد من المثقفين يقولون كلامًا سلبيًا عن مصر وهو ما أحزنني كثيرًا، فالكثير لا يعرفون قيمة هذه الحضارة العظيمة التي أنجبتهم ولا يعرفون الجمال الذي يحيط بهم سواء جمالهم التاريخي أو الطبيعي ومقدرات هذا البلد العظيم".
أضاف خميس: لما وجدت هذا الانطباع انتشر، أردت أن أقوم بدور ولو بسيط أركز فيه مع الناس عن جمال ربما لا يرونه بسهولة، الجمال يحيط بنا والتاريخ يحيط بنا، نسير من القاهرة إلى الجيزة مرورًا بجزيرة المنيل والسرايا فنجد سورًا فلو تخطيناه ودخلناه لوجدنا قصر الأمير محمد على مزين بكل الجمال الذي يحتويه، فنحن نمر بجوار كل هذا الجمال كل يوم ولا نراه نسير في ميدان عابدين ولا ندخل لنرى المتحف الذي يحتويه وهو متحف شديد الأهمية.
واستكمل: "على بعد كيلو مترات قليلة نجد سقارة ودهشور وهذه الأهرامات العظيمة التي لا نلاحظها بسهولة، ولا أتحدث عن المعالم الشهيرة مثل أهرامات الجيزة وهى رائعة جدًا ولا أتحدث عن قلعة صلاح الدين شديدة الروعة، بل نشاهد الشوارع والحواري فيما يحيط بالقلعة وصحراء المماليك والدرب الأحمر، وما نراه ممتلئًا بالجمال المعماري والآثار والحواديت والقصص.
وتابع "أردت أن أقوم بجولات أرى الناس بالجمال الذي يحيط بهم، ونحكى لهم حواديتها سواء من خلال الجولات أو الفيديوهات التي أقص فيها قصص الأماكن، وأقول للناس كيف أن لهم كل هذه الحضارة والرقي المبني بداخلها.
التوفيق بين العمل الفني والأثري
وأكد محمد خميس أن المبادرة تضغط بعض الشئ على عملي الفني، لأن العمل الفني يتطلب بعض الشئ تكوين بعض العلاقات، والعلاقات تتطلب التواصل الدائم مع صناع العملية الفنية وهو ما يتسبب في التقصير مني في المجال، لكني اعتمد على قيامي بكل ما أستطيع في المجالين الفني والأثري، وأحب دائمًا أن أرى الناس أن هناك فنانين يمتلكون الوعى والحد الأدنى من الثقافة والشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه.
أشار إلى أن التاريخ يقوم على الحكايات ولا أدري لماذا يكره بعض الناس التاريخ، ربما لأننا عندما كنا صغارًا في المدارس يتم تلقين التاريخ لنا بشكل ليس محببًا، لكن الاعتماد على الحكاية، خاصة أننى امتلكت بعض أدوات الحكى من خلال فن التمثيل والمسرح، والاعتماد على الحكاية يعطينا الفرصة لتقريب التاريخ للناس واللعبة الفنية تقوم على الحكى في الأساس، ونشر التاريخ ونشر المعرفة بقيمة الأثر ربما كان للحكى دورًا هامًا.
مصادر تاريخية
أضاف خميس أن حكايات التاريخ جاءت من مصادر عدة، فلا اعتمد على مصدر وحيد في الكتابة وفي مصر القديمة نجد كتبًا هامة مثل موسوعة "مصر القديمة" للدكتور سليم حسن أو كتابات الدكتور نور الدين محمود، بل الكتابات المترجمة عدديدة للغاية ومهمة وأصيلة، مثل كتابات هنري بريست، وعلماء المصريات الشهرين، العديد والعديد منهم، نجد كتبًا للدكتور حسين عبدالبصير.
وتابع بينما التاريخ الإسلامي اعتمد فيه على كتابات الجبرتي والمقريزي والدكتورة سعادة ماهر، وحسن قاسم، وحسن عبدالوهاب، وهى جعبة كبيرة تحتوى العديد من المصادر، لن نستطيع إغفالها أو إهمالها ويوجد مصادر هامة مثل السوشيال ميديا وويكيبيديا فهى مصادر استدلالية وليست قطعية، وممدوح الدماطي له كتب هامة، والدكتور ياسر شحاته أيضًا.
الهدف من مبادرة مصر جميلة
واختتم تصريحاته قائلاً: "أريد أن يعرف الجميع قيمة هذا البلد، نحن نحتوى بداخلنا وعى جدودنا وانجازاتهم، فهذه الحضارة مبنية بداخلنا، ووعينا بأننا امتداد لهذه الحضارة ما جعلنا نتعامل بشكل حضاري وهو ما أسعى إليه وأن أنزع هذه القشرة السيئة التي أحاطت بنا وغطت حضارتنا وجعلتنا ننسى كم نحن متحضرون وأتمنى أن تتيح لى الفرصة تقديم هذا بشكل أوضح وأكبر وأن تصل الأفكار للناس.