الكلية ليست نهاية المطاف.. تجارب ناجحة لطلاب عاندهم التنسيق
عشق يحيى محمد، 33 عامًا، منذ صغره، عالم الحاسبات، وذلك بعدما جلب له والده، وهو في المرحلة الإعدادية، حاسبا آليا ضخما، حيث كان يقضي عليه ساعات طويلة دون ملل، حتى بلغ مرحلة الثانوية العامة وبات حبه لعالم الحاسبات والمعلومات يأخذ منحنى آخر.
ترك يحيى مذاكرته في الثانوية العامة وبدأ يقرأ المجلات الخاصة بالبرمجة والكمبيوتر، ثم يطبق ما تعلمه على الحاسب الآلي الخاص به: «كانت المشاجرات بيني وبين أمي تسير دومًا في ذلك الاتجاه لأنني أترك المذاكرة وأتفرغ للغات البرمجة».
هو حلم واحد ظل عالقًا في طفولة يحيى وشبابه، أن يلتحق بكلية الحاسبات والمعلومات، لذلك تخصص في الشعبة العلمية للرياضة خلال مرحلة الثانوية العامة، من أجل الالتحاق بها، إلا أن أمله خاب بعدما حصل على 80% واضطر للالتحاق بكلية الحقوق.
يقول: «التحقت بالحقوق لكني تمسكت بحلمي، كانت الجامعة بالنسبة لي مجرد شهادة فقط أريد الحصول عليها، لذلك اجتزت عددا ضخما من كورسات البرمجة والحاسبات والمعلومات من أجل أن أكون مؤهلًا للعمل في ذلك المجال، وهو ما مكنني بعد ذلك من العمل في كُبرى الشركات».
بعد التخرج مباشرة عمل يحيى في شركة كبرى للبرمجة وانتقل منها لشركات أعلى، وبات يسافر ويحضر مؤتمرات تخص الحاسبات والتقنيات في الخارج: «الكلية مجرد مرحلة ضرورية لكنها لا تحقق حلم الطالب يمكن للجميع الحصول على الشهادة والعمل في مجال مختلف يحبه والنجاح فيه».
نسبة الرسوب في الثانوية العامة
يحيى ليس الوحيد الذي التحق بكلية وعمل في مجال آخر ونجح فيه، فهناك كثيرون من طلاب ثانوية عامة سابقون، التحقوا بكليات بحكم التنسيق فقط ولكنهم تخصصوا في مجالات أخرى وكانت لهم مشاريع خاصة بعيدًا عن الكلية والتعليم.
واتساقًا مع ذلك، ظهرت نتيجة الثانوية العامة وأعلنت التعليم عن أن نسبة الرسوب في الصف الثالث الثانوي 2023 بلغت 5.54%، من إجمالي النسبة العامة لطلاب الثانوية بالعام الدراسي الحالي، مقارنة بالناجحين الذين بلغت نسبتهم 78.81%، بينهم 78,74 من الشعبة الأدبية، 78,78% علمي رياضة، و78,62% علمي علوم.
وأعلنت الوزارة عن فتح باب التظلمات للطلاب الراغبين في التظلم على مادة أو أكثر من مواد الثانوية العامة، بداية من يوم الخميس 3 أغسطس 2023 عبر موقع وزارة التربية والتعليم، مقابل سداد رسوم بقيمة 200 جنيه على كل مادة متظلم منها، وذلك للطلاب الراسبين والناجحين على حد سواء، على أن يتاح ذلك إلكترونيًا وفي حال حصول الطالب على درجات يحق له استعادة قيمة الرسوم المدفوعة.
نفس الأمر مرت به هبة أحمد، 32 عامًا، صاحبة مكتب تسويق عقارات الآن، بعدما دفعها المجموع في الثانوية العامة بالالتحاق بكلية الآثار جامعة القاهرة: «كنت أحب التاريخ ولكن كهواية ودراسة وليس للعمل والتخصص والنجاح فيه، فكانت أقرب كلية له هي الآثار».
ظلت هبة 4 سنوات تدرس في كلية الآثار، إلا إنها بعد التخرج مباشرة وجدت ذاتها في مجال التسويق، خاصة العقاري، لذلك التحقت كإحدى المتدربات في شركة تسويق، ثم تدرجت في المسمى الوظيفي، حتى استطاعت فتح مكتب خاص بها.
تقول: «كانت البداية في شركة صغيرة، ثم تطور الأمر والتحقت بشركات كبرى في مجال التسويق العقاري وبات اسمي يتم طلبه في الشركات، حتى استطعت بتمويل ذاتي فتح مكتب تسويق عقاري، أقوم فيه بمشاريع خاصة بجانب الشركة التي أعمل بها».
تنصح طلاب الثانوية العامة الحاليين بألا تكون الكلية هي المحطة الأخيرة لهم، أو التي يتحطم عليها طموحاتهم، ولكن عليهم السعي في المجال الذي يحبونه بعيدًا عن الكلية، بعد الحصول على الشهادة يقومون بالتخصص فيه والعمل والنجاح.