"100 عام على رحيله".. حفيد أحمد باشا كمال: سعيد بإهداء أندر أعماله لمكتبة الإسكندرية
تقدم المهندس عبد الحميد كمال زكريا ، حفيد شيخ الآثريين العلامة الراحل أحمد باشا كمال، بالشكر لكل من ساهم في ترميم ورقمنة معجم اللغة المصرية القديمة، وإصدار هذا العمل الفريد وعرضه بالصورة التي يستحقها.
جاء ذلك خلال ندوة "مائة عام على رحيل أحمد باشا كمال" التي استضافتها مكتبة الأسكندرية، بمناسبة الانتهاء من ترميم ورقمنة معجم اللغة المصرية القديمة لأحمد باشا كمال، مؤسس المدرسة المصرية الوطنية في علم المصريات وشيخ الآثاريين المصريين، وذلك بحضور أسرته التي أهدت المعجم إلى مكتبة الإسكندرية.
وأكد حفيد شيخ الأثريين، أن جده هو أول مصري يدرس تاريخ قدماء المصريين دراسة علمية بعد أن كان قاصرًا على الأجانب، وحارب لسنوات لإنشاء مدرسة للآثار لتوعية أبناء وطنه بعظمة أجداده، كما أنه أول مصري يلتحق بالعمل في مجال الآثار بعد كفاح عشرات السنين وذلك لغزارة علمه ودماثة خلقة.
وأضاف ، أن أحمد باشا كمال ، هو الوحيد الذي ألف بمفرده بدون معاونة أحد، أول قاموس هيروغليفي فرنسي عربي الذي نحن بصدد الاحتفال بخروجه للنور، إلى جانب تقديم أكثر من 70 مؤلف باللغتين الفرنسية والعربية، كما أنه المصري الوحيد الذي أؤتمن من قبل مسئول الآثار على المشاركة في عملية توثيق ونقل توابيت خبيئة الدير البحري ونقل محتويات المتحف المصري القديم ببولاق إلى مقره بميدان التحرير.
واختتم كلمته قائلًا: "أشكر الله الذي هداني إلى إهداء هذا العمل الفريد إلى مكتبة الإسكندرية، ذلك الصرح العلمي الكبير، راجيًا من الله أن يوفقها لنشر هذا الإنجاز محليًا ودوليًا".
ومن جانبه ، قال الدكتور أسامة طلعت رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، إن أحمد باشا كمال هو رائد من رواد الفكر والحضارة والتاريخ، كرس حياته للبحث ودراسة الحضارة المصرية القديمة في وقت كان للأجانب اليد الطولى في هذا المجال.
ولفت ، إلى أن أحمد باشا كمال ، ولد في القاهرة وأجاد العديد من اللغات الأجنبية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية، وتعلم ودرس وترجم العديد من الكتب بلغات مختلفة، وتعلم اللغة المصرية القديمة والعديد من اللغات السامية، وعمل في متحف القاهرة إلى أن تقلد منصب أمين المتحف المصري. وأكد أن أحمد باشا كمال هو أول عالم عربي يتخصص في علم المصريات والحضارة المصرية القديمة، وفتح طريقًا لمن جاء بعده من المصريين ليدرسوا أكاديميًا ويؤسسوا المدرسة المصرية في علم الآثار.
وأشار ، إلى أن دار الكتب والوثائق تحتوي على العديد من كتب العالم الجليل؛ ومنها: كتاب مترجم بعنوان "العلوم وعلاجها عند قدماء المصريين عن قراطيسهم"، وكتاب مخطوط بعنوان "معجم اللغة المصرية القديمة"، وكتاب بعنوان "الحضارة المصرية القديمة". وأضاف أن دار الكتب تضم أيضًا كتب عن أحمد باشا كمال ودوره في ترجمة وكتابة العلوم المصرية القديمة.
وأعرب الدكتور أسامة طلعت، عن خالص شكره وتقديره لمكتبة الإسكندرية على تنظيم الندوة وعلى التكريم المستحق لشخص وعلم أحمد باشا كمال وهي سنة تتبعها المكتبة منذ نشأتها.
ومن جانبها، تحدثت الدكتورة فايزة هيكل أستاذ الآثار المصرية بالجامعة الأمريكية القاهرة، عن الصعوبات التي واجهها أحمد باشا كمال للعمل في مجال الآثار، لافتة إلى أن مصر في تلك الحقبة كانت تعاني من "استعمار ثقافي" من جانب الفرنسيين، حيث أرادوا ألا يتدخل المصريين في علم الآثار.
ولفتت هيكل ، إلى أن أحمد باشا كمال استطاع أن يفتح مدرسة في المتحف المصري، والتي تخرج فيها أهم آثاريين الجيل الأول، مؤكدة أنه أول من اهتم بخلق متاحف إقليمية في المنيا وأسيوط وغيرها، مضيفه أنه شارك في أعمال الحفائر، وكتب مقالات علمية باللغات الأجنبية وأيضًا العربية حتى يتمكن من نشر علم المصريات بين المصريين، كما أشرف كمال على نقل مومياوات الملوك من خبيئة الدير البحري إلى القاهرة.