الوثائقية.. كيف نسج أسامة أنور عكاشة شخصياته؟
كل ما نشاهده على الشاشة من "ريأكشنات" لا يعود دائمًا للمؤلف أو المخرج، بل إن بعضها وليد اللحظة ارتجال من الممثل يعجب المخرج فيبقيه ضمن العمل، لكن أي من هذا لم يحدث في أعمال أسامة أنور عكاشة، الذي أجمع الكل أنه يرسم شخصياته بدقة متناهية، يرسمه الشخصية بهمساتها، وأنفاسها.
الفنانة لوسي، إحدى بطلات رائعته ليالي الحلمية، قالت إن أسامة أنور عكاشة، كان يكتب هوامش لكل شخصية، وعلى هامش شخصية نازك السلحدار، كتب بجوار كل مشهد، تسريحة شعر الشخصية، لأن الشكل الخارجي، يبين الشكل الداخلي للشخصية.
ووافقتها صابرين، التي قدمت شخصية شيرين، وقالت: "لم يكن يكتب كلمات، بل كان يضع معان، ويعطي الريأكشن، متى تسكت، ومتى تتكلم، ومتى يأخد نفس".
وقالت الفنانة إلهام شاهين، إن "الست" عند أسامة أنور عكاشة، محركة للأحداث، لديه كم بطلات في ليالي الحلمية، وكلهن مؤثرات، وكل واحدة لها طعم مختلف، وستايل مختلف، ولغة حوار مختلفة، وأحداث مختلفة تمامًا.
شخصية زهرة بين آثار الحكيم وإلهام شاهين وحلم صابرين
وأردفت: "كل الأدوار، أحلى من بعضها، لو بيعرض عليا سيناريو لأنور عكاشة ولم يخبرني بالدور، هأحتار لأن كل شخصياته أجمل من بعض، أي فنان كان يتمنى يشترك في ليالي الحلمية من أول جزء، لأنه عمل عملاق ومهم، ومكنتش أعرف إن ممكن تجيلي شخصية زهرة، لأن في الجزئين الثاني والثالث عملته آثار الحكيم، وفي الجزء الرابع كانت حامل وصعب يأجلوا".
وكشفت الفنانة صابرين، أنها كانت تتمنى أن تعمل دور زهرة، لكن لم يعرض عليها، وعندما كلمها أسامة أنور عكاشة، في الجزء الثالث، وقال لها "تيجي معانا في ليالي الحلمية؟"، ثارت غاضبة مثل الأطفال، وقالت له "لا أنا زعلانة، كنت عايزة أعمل زهرة"، فأخبرها أنها ستقدم دور شيرين، وستكون مؤثرة.
وقال الفنان عبدالعزيز مخيون، إن شخصية أسامة أنور عكاشة الفنية قوية جدًا، وكان يرشح الممثلين، ويختارهم مع المخرج، مردفا: "لما اختارني لطه السماحي، لم يكن اختيارا عشوائيا، كان شايف فيا البعد الفدائي".
كيف نسج أسامة أنور عكاشة شخصياته والأبعاد بينها؟
وعن كيفية نسج الشخصيات والعلاقات بينها، قال أسامة عبدالفتاح الناقد السينمائي، إنه سأله عن ذلك بشكل مباشر، وسأله إن كان يعد خطة، فجاء رده: "كله ميسر لما خلق له، العمل الوحيد الذي اشتغلته بخطة لم ينجح، وهو لما الثعلب فات".
وكشفت لوسي، عن أول لقاء لها مع أسامة أنور عكاشة، قائلة: "كان في مبنى التلفزيون، وكان موجود سهير المرشدي وصفوة نجوم ليالي الحلمية، أستاذ أسامة بيتفرج علي، شرح الشخصية والمشهد، كان مفروض سهير المرشدي تعمل البروفة لأنها عمتي، ولما سمعني بأغني السكر غلي وأنا أحايله، قال مش تعمل الدور بس، دي تعمل عمتها وأمها كمان، (في إشارة لإعجابه الشديد).
وختم: "ومن وقتها كان أب وأخ وصديق ومعلم".