"حياة واحدة".. في اليوم العالمي لفيروس سي كيف قضت عليه مصر؟
وقع الخبر على شهاب.م، 60 عامًا، كالصاعقة حين عرف أن ابنه الذي يبلغ من العمر 15 عامًا، مصابًا بفيروس سي، وذلك حين وصلت حملة 100 مليون صحة إلى مدرسته، وتم توقيع الكشف الطبي على الطلاب لمعرفة أصابتهم بالتهاب فيروس سي.
يقول: «كان ابني صغير للغاية على إصابته بهذا المرض، وأنا أعرف الكلفة المادية الخاصة به مرتفعة، إلا إنني فوجئت بأن المبادرة تتكفل بالعلاج وتحويل الطلاب إلى مستشفيات متخصصة لتلقي العلاج على نفقة التأمين الصحي كاملة».
يوضح أنه لم يكن يملك من المال علاج ابنه بسبب أنه يقطن في إحدى القرى النائية بمحافظة المنوفية، ويعمل في أحد الشركات الخاصة بمبلغ شهري ضئيل، لذلك لم يكن يعرف كيف سيقوم بعلاج ابنه: «المبادرة ساهمت في علاج ابني وكتير من الطلاب المصابين».
كانت نسبة انتشار فيروس سي في مصر 14% قبل مبادرة 100 مليون صحة ووصلت خلال العام 2015 إلى 4%.
بين أن ابنه خضع للكشف الطبي أولًا ثم إجراء فحوصات دم لازمة حيث أنه كان في المراحل الأولى من الإصابة، ثم تم تحويله للعلاج في أحد لجان أو مستشفيات الكبد التابعة للتأمين، وصرف العلاج له بالكامل مجانًا.
يقول: «تابعوا حالة ابني حتى تماثل للشفاء التام بداية من الكشف مرورًا بالعلاج حتى التماثل للشفاء، ولولا المبادرة لم يكن ابني يستطيع النجاة من المرض، ولم يكن ليكتشفه مبكرًا بسبب عدم ظهور أعراض قوية عليه».
حالة ابن شهاب كانت دليلًا على نجاح مصر في خفض نسب مرضى التهاب الكبد الوبائي، إذ يحتفل العالم باليوم العالمي له، إذ أطلقت منظمة الصحة العالمية حملة بعنوان "حياة واحدة كبد واحد"، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي.
وتأتي هذه الخطوة لتسليط الضوء على أهمية حماية الكبد للعيش حياة طويلة وصحية، وبما يحافظ على الأعضاء الحيوية الأخرى مثل القلب والدماغ والكلى التي تعتمد على الكبد في أداء وظائفها، إذ أعلنت أن ملايين الأشخاص يعيشون بالتهاب الكبد غير المشخص وغير المعالج.
واتساقًا مع ذلك، أعلن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، العمل على توحيد الجهود مع المجتمع الدولي للقضاء على التهاب الكبد الفيروسى بحلول عام ٢٠٣٠، مؤكدًا خلال اليوم العالمي، على توسيع نطاق اختبارات وعلاج التهاب الكبد الفيروسى لتحقيق أهداف التخلص من هذا المرض فى عام ٢٠٣٠.
ما مر به شهاب، عاشته صفاء محمد، من محافظة المنوفية أيضًا، والتي لم تكن تعلم إصابتها بفيروس سي إلا عبر مبادرة 100 مليون صحة، فهي إحدى المستفيدات من المبادرة: «معندناش ثقافة الكشف والمتابعة لكن المبادرة وصلت للقرى والنجوع».
توضح أنها بمجرد علمها بأن المبادرة مجانية ويتم فيها الكشف بدون دفع أي رسوم، حتى تقدمت لها مباشرة وقامت بالكشف الطبي وإجراء الفحوصات اللازمة التي تتبع المبادرة، لتعلم بالنتيجة أنها مصابة بالفيروس.
تقدمت مصر بشكل رسمى لمنظمة الصحة العالمية، لإعلانها خالية من فيروس سي، بعد أن كانت نسبة المصابين تقدر بحوالى 14%.
تقول: «المبادرة صرفت العلاج بعد الإصابة مباشرة، خصوصًا أن كان فيه علاجات شهرية لمدة 8 شهور، كانت بتتصرف بشكل مجاني: «لولا المبادرة مكنتش هعرف إصابتي بالفيروس ولا كنت هقدر على تكلفة العلاج».
خلال مبادرة 100 مليون صحة تم فحص أكثر من 60 مليون شخص مجانًا من المصريين وغير المصريين خلال 7 أشهر فقط، وتوفير أدوات التشخيص في أكثر من 6000 موقع فحص، وتوفير الأدوية في أكثر من 200 مركز لعلاج التهاب الكبد الفيروسي.