كهرباء "الضبعة" .. حلم مصري حان وقت تحقيقه
تمثل الطاقة النووية حوالي 10٪ من توليد الكهرباء على مستوى العالم وترتفع إلى ما يقرب من 20٪ في الاقتصادات المتقدمة، ولقد كانت تاريخياً واحدة من أكبر المساهمين العالميين في الكهرباء الخالية من الكربون، وفي ظل التحديات التي تواجهها بعض البلدان الآن في زيادة الطلب علي الكهرباء النظيفة مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، بات للطاقة النووية دورًا تلعبه، لما لديها من إمكانات كبيرة للمساهمة في إزالة الكربون من قطاع الطاقة.
كهرباء "الضبعة" .. حلم حان وقت تنفيذه
يمثل تنفيذ مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية تتويجا لسنوات عديدة من الجهود المصرية لإدخال الطاقة النووية إلى مصر، إذ تعود خطط إنشاء المحطة إلى سبعينيات القرن الماضي، وقتها؛ اختير موقع الإنشاء، ولكن إجراءات لم تكتمل حالت دون تنفيذه.
أهمية أمن الطاقة؟
تساهم محطات الطاقة النووية في أمن الكهرباء بطرق متعددة من خلال الحفاظ على استقرار شبكات الطاقة واستكمال استراتيجيات إزالة الكربون، إذ يمكنها إلى حد ما تعديل إنتاجها لمواكبة التحولات في العرض والطلب، مع ارتفاع حصة مصادر الطاقة المتجددة المتغيرة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية (PV) ، الأمر الذي تؤكده التغييرات المناخية الراهنة بأن العالم تزداد حاجته إلى مثل هذه الخدمات.
تحديات الحلم النووي في مصر
واجه مشروع بناء المفاعل النووي المصري السلمي الأول لإنتاج الكهرباء، تحديات قبل الشروع في تنفيذه قبل العام 2018، على رغم قدرة الطاقة النووية على إنتاج طاقة خالية من الانبعاثات، ولكن كانت أبرز الحجج للأصوات المعارضة ترتكز عى "التكاليف الأولية الكبيرة" و"المدة الزمنية الطويلة" و"السجل السيئ في كثير من الأحيان للتسليم في الوقت المحدد"، وما واجههه مشروع الضبة في مصر واجههته مشاريع نووية أخري في أكثر من بلد أخر، خاصة البلدان التي لديها مصادر متعددة وسريعة لإنتاج الطاقة الكهربائية، مثل الغاز الطبيعي أو مصادر الطاقة المتجددة الحديثة.
أهمية "الضبعة" .. في أمن الطاقة المصري
يهدف مشروع الضبعة للطاقة النووية إلى بناء أربع وحدات من مفاعلات الماء المضغوط PWR من الطراز الروسي VVER-1200 (AES-2006) بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، وتعتبر مفاعلات الماء المضغوط التي تم اختيارها هي أكثر أنواع المفاعلات شيوعًا في جميع أنحاء العالم.
وتُعد هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء (NPPA) هي المالك والمشغل للمشروع، ويعد المقاولون الرئيسيون هم كيانات من مؤسسة روساتوم (ROSATOM) والشركات التابعة لها حيث تم الاتفاق على الإنشاء والدعم في تشغيل المحطة النووية من خلال العديد من العقود وهي العقد الرئيسي (EPC) للهندسة والتوريد والبناء وعقد توريد الوقود النووي وعقد دعم التشغيل والصيانة وكذلك عقد إدارة الوقود النووي المستهلك.
ويتم إنشاء محطة الطاقة النووية السلمية الأولي في الضبعة وفقًا لحزمة العقود، التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017، ووفقًا للالتزامات التعاقدية، لن يقوم الطرف الروسي ببناء محطة الطاقة فحسب، بل سيزود أيضًا بالوقود النووي مدى الحياة.
كم يلتزم الشريك الروسي بتقديم المساعدة للشركاء المصريين في تدريب الموظفين ودعم التشغيل والخدمة خلال السنوات العشر الأولى من تشغيلها، وذلك بموجب اتفاقية منفصلة، سيبني الجانب الروسي مخزنًا خاصًا وسيوفر حاويات لتخزين الوقود النووي المستهلك.
ويقع موقع الضبعة على طول الساحل الشمالي الغربي لمصر على البحر الأبيض المتوسط، ولقد جاء عامل الأمان والموثوقية لتصميم المفاعل النووي من أهم عوامل المفاضلة الرئيسية لاختيار نوع المفاعل والتكنولوجيا المستخدمة لبناء المحطة النووية في الضبعة، إذ تنتمي التكنولوجيا المستخدمة إلى نوعية مفاعلات الجيل الثالث المطور وهو متوافق تمامًا مع جميع متطلبات ما بعد حادثة فوكوشيما والتي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
التنوع في مصادر الطاقة في مصر
- يستهدف مشروع المحطة النووية الأولي في مصر إنتاج وتوليد طاقة عالية، مما يساعد على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء بطريقة موثوقة اعتمادية ومستدامة ويعتبر أساس لتنمية اقتصادية مستقرة.
- يهدف مشروع الضبعة النووي إلي الحفاظ على الموارد الطبيعية غير المتجددة– النفط والغاز واستخدامها بشكل رشيد.
- تعد الطاقة الكهربائية المولدة من محطة الضبعة مصدر طاقة نظيف خالي من انبعاثات الكربون، ويلعب دورًا بارزًا في مواجهة الاحتباس الحراري.
- تعمل محطة الضبعة على استيعاب التقنيات والتكنولوجيا المتطورة وتعزيز البحث والتطوير والارتقاء بجودة العمل والمنتجات محلية الصنع إلى مستوى المعايير الدولية.
- يستهدف المشروع زيادة فرص العمل للمصريين بمشاركة محلية لا تقل عن 20٪ للوحدة الأولى وحتى 35٪ للوحدة الرابعة.
- يعمل المشروع على دفع عجلة التنمية الاقتصادية والبنية التحتية في منطقة مطروح وخاصة في منطقة الضبعة.