"مستقبل مظلم".. تحذير من سيطرة التكنولوجيا على العالم
في اجتماعات مهمة بعامي 2021 و 2022، دعم القادة الأقوياء في الاقتصاد والإعلام والأعمال خطة المنتدى الاقتصادي العالمي لإعادة ضبط الرأسمالية، بالعمل على استغلال انحلال القيم التقليدية في جميع أنحاء الغرب والتطورات الجديدة والمستقبلية في التكنولوجيا، بما في ذلك مجالات الذكاء الاصطناعي والأتمتة والميتافيرس والروبوتات وغير ذلك؛ للسيطرة على الاقتصادات والمجتمعات في أمريكا الشمالية وأوروبا.
كتاب مستقبل مظلم
يكشف المؤلفان الأكثر مبيعًا في" نيويورك تايمز"؛ جلين بيك وجوستين هاسكينز في كتابهما الصادر حديثًا بعنوان "مستقبل مظلم.. الكشف عن المرحلة التالية المرعبة لإعادة الضبط الشامل" عن أهم التقنيات والتغييرات الاجتماعية والثقافية التي ستؤدي قريبًا إلى مستوى غير مسبوق من الاضطراب في الولايات المتحدة، وكذلك في عدد لا يحصى من الدول الأخرى، ويحددان المخاطر والفرص المرتبطة بهذه الاضطرابات.
يبين المؤلفان في عملهما أن النخب التي تقف وراء هذه المقترحات تخطط للتأثير على الطريقة التي يفهم بها الناس معنى أن تكون إنسانًا وأن يكون لديك إرادة حرة، ويعملون على بناء إطار جديد مقلق للإنسانية لديه القدرة على تغيير الحياة على الأرض إلى الأبد.
إعادة الضبط الشامل
يتعمق جلين بيك وجوستين هاسكينز في عالم الأيديولوجية العالمية والمخاطر التي تُشكلها على الحرية الفردية والسيادة، ويقدمان نظرة عامة شاملة تكشف عن السياق التاريخي واللاعبين الرئيسيين المشاركين في خطة "إعادة الضبط الشامل" بالإضافة إلى فحص مخاطر هذه الحركة وقدرتها على خلق نوع جديد من الشمولية.
يكشف الكتاب أيضًا عن الروابط بين "إعادة الضبط الشامل" والمبادرات والمنظمات العالمية الأخرى، فضلاً عن الحلول البديلة للأزمات التي تواجه عالمنا اليوم، كما يكشف عن الشبكة المعقدة للأيديولوجيات التكنوقراطية وتأثيرها على الديمقراطية والحريات الفردية، وكذلك عن الآثار المخيفة للمراقبة وجمع البيانات وتآكل الخصوصية في عالم مترابط، كما يساعد في فهم وعود ومزالق إعادة الهيكلة الاقتصادية وآثارها على الازدهار والحرية.
يقدم الكتاب نظرة من الداخل على كيفية تحول عملية إعادة الضبط الشامل إلى رواية ديستوبية مخيفة عن السيطرة المركزية والمراقبة الجماعية وانعدام الحرية، ويكشف النقاب عما هو غامض في هذه المبادرة العالمية ودوافعها الحقيقية واللاعبين الأقوياء الذين يقودون مسار المستقبل.
يقدم الكتاب تفسيرًا بديلاً لخطة "إعادة الضبط الشامل"، إذ يستكشف الجانب الأكثر قتامة والأكثر شرًا بها. إنه يشجع القراء على التفكير بشكل نقدي في ديناميكيات القوة والأجندات الخفية والعواقب المحتملة لإعادة الهيكلة المجتمعية، كما يدعو القراء إلى التشبث بقوة الأمل حتى في أحلك الأوقات ويمدهم بالخطوات العملية التي يمكنهم اتخاذها لمقاومة إعادة الضبط الشامل والدفاع عن الحقوق والحريات الفردية.