إبراهيم عبدالعزيز: الحكيم حاول إحراج السادات وأصبح من أكبر مؤيديه بعد حرب أكتوبر
في ذكرى رحيل المفكر توفيق الحكيم، تلمست “الدستور” طريقا مهده الكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز، للتعرف عن قرب على علاقة الحكيم بالرئيس الراحل محمد أنور السادات.
يقول إبراهيم عبد العزيز: "علاقة توفيق الحكيم بالرئيس السادات لخصها فى تحيته له بعيد ميلاده في مقال له بعنوان (ما محبة إلا بعد خصومة)، ولم يقل (عداوة) حسب أصل المثل الذى استشهد به، فلم يكن توفيق الحكيم كغيره من أدباء مصر ومفكريها ومواطنيها مقتنعون بأن السادات الذي لم يسمع له أحد صوتا معارضا أو حتى ناقدا أيام عبد الناصر، أن يكون جادا فى أنه سيحارب حسبما يقول في خطبه وأحاديثه، خاصة بعد أن أعلن عن عام الحسم للمعركة، ثم انقضى العام دون حسم، وتعلله بالضباب الذي حال دون دخول المعركة، ما جعل مصر تلعق جراح الهزيمة دون أمل يبدوا في الأفق بمحو عار الهزيمة، ما دفع بتوفيق الحكيم لكتابة بيان احتجاج على حالة اللاسلم واللاحرب وقعه معه عدد كبير من الأدباء والمثقفين، وتسرب البيان إلى صحف بيروت قبل أن يصل إلى يد السادات، ما اعتبره عملا مضادا تم تصويره أمام العالم على أن مثقفي مصر ضد السادات.
ويضيف: "حاول السادات احتواء الموقف بلقاء توفيق الحكيم الذي صرح لـ(الأهرام) بعد اللقاء بأنه حصل على وعد من الرئيس بعودة المفصولين من مناصبهم ممن وقعوا على البيان، ورغم مراجعة الدكتور عبد القادر حاتم، وزير الإعلام حينها- للحكيم بأن الرئيس لم يعد بشئ، إلا أنه صمم على نشر تصريحه باعتقاده أنه سيحرج السادات، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث.
ويختتم: “قبل أيام من حرب أكتوبر أعاد السادات المفصولين إلى أماكنهم، ليتغير رأي توفيق الحكيم في السادات بعد حرب أكتوبر ويكتب (عبرنا الهزيمة)، وليصبح من أشد المؤيدين للسادات حتى رحيله، بل إنه ذهب إلى ترشيح السادات رئيسا مدى الحياة تظلله حرب أكتوبر التي أعادت العزة والكرامة للمصريين والعرب”.