مسرحيون يضعون معايير اختيار المكرمين فى المهرجانات
تنطلق الدورة السادسة عشرة من المهرجان القومى للمسرح خلال أيام، وتحديدًا خلال الفترة من ٢٩ يوليو الجارى حتى ١٤ أغسطس، وتحمل اسم الفنان الكبير عادل إمام، ويُكرّم خلالها ١٠ قامات مسرحية من تخصصات مختلفة فى عناصر العمل المسرحى، ما بين ممثلين ومخرجين وكُتاب مسرح ومهندسى ديكورات مسرحية.
وتضم قائمة المكرمين خلال الدورة السادسة عشرة العديد من الأسماء، من بينها الفنانون صلاح عبدالله ومحمد أبوداوود وخالد الصاوى ورياض الخولى ومحمد محمود ورشدى الشامى وأحمد فؤاد سليم، والدكتور سامى عبدالحليم، إلى جانب مهندسة الديكور نهى برادة، والكاتب محمد السيد عيد.
ومع كل مهرجان فنى تُثار العديد من التساؤلات حول المعايير التى يتم الاستناد إليها لاختيار المكرمين، وإذا ما كانت تناسب قيمة الحدث أم لا، وهل شابتها أى مجاملات، أو تجاهلت أسماء بعينها كانت تستحق التكريم على مسيرتها؟
فهل لاقت اختبارات اللجنة العليا للمهرجان القومى للمسرح إعجاب المسرحيين؟ وما المعايير المعلنة للاختيار من الأساس؟.. أسئلة توجهت بها «الدستور» إلى عدد من صنّاع المسرح والنقاد، لعل الحوار البنّاء يسهم فى بلورة معايير يمكن أن تسهم فى إنجاح المهرجان، سواء خلال دورته الحالية أو دوراته المقبلة.
محمد رياض: اخترنا الأحياء فقط.. وندوات للاحتفاء بالموتى
أكد الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان القومى للمسرح، أنه تم اختيار المكرمين بعناية شديدة، وهم مجموعة من الفنانين لهم تأثير كبير فى الحركة المسرحية.
وقال «رياض» عن شروط التكريم: «يجب أن تكون للمكرمين تجربة حقيقية ومؤثرة فى المسرح»، مضيفًا: «سيتم تكريم ١٠ أسماء من كبار نجوم المسرح خلال الدورة الـ١٦ للمهرجان القومى للمسرح».
وتابع: «كنت عضوًا فى اللجنة العليا خلال ٣ دورات سابقة، وكنت مؤمنًا بأن التكريم يكون للأحياء فقط، وهذا ما تم تطبيقه بالفعل هذا العام، أما الراحلون فستُعقد لهم ندوات خاصة بهم، وسيكون هناك كتب عن المكرمين ضمن إصدارات المهرجان».
أحمد زيدان:تحديد مسار أساسى لا يتغير باختلاف اللجان أو يخضع للأهواء الشخصية
رأى أحمد زيدان، شاعر وناقد، أن فلسفة التكريم يجب أن تكون واضحة المعالم، ولها علاقة وطيدة بالفعالية التى يتم تنظيمها سواء كانت أكاديمية أو مهرجانًا فنيًا.
وضرب «زيدان» مثالًا بالتكريمات التى تنظمها أكاديمية الفنون للدفعات المختلفة سنويًا، إذ تحتفل بالدفعة الجديدة المتخرجة، وتختار واحدة أو اثنتين من الدفعات القديمة للتكريم، معتبرًا ذلك أحد التكريمات الأكاديمية واضحة المعالم.
وأضاف: «بالنسبة للمهرجانات، التكريمات تكون لها أشكال مختلفة، بدءًا من المكرمين الذين تعلن أسماؤهم، وتكون لهم علاقة بفلسفة المهرجان نفسه وباستراتيجيته».
وواصل: «هناك أنواع أخرى للتكريمات، مثل إطلاق اسم أحد الرواد أو شيوخ المهنة على الدورات، مثل دورة النجم فريد شوقى أو النجم عادل إمام وغيرهما، ونوع آخر يتبنى إطلاق أسماء المكرمين على الجوائز، مثلما حدث فى الدورة الثانية عشرة للمهرجان القومى للمسرح، التى كان يرأسها الفنان أحمد عبدالعزيز، وشهدت عقد ندوات رئيسية للمكرمين».
وشدد على ضرورة أن تكون أسماء المكرمين نابعة من فلسفة المهرجان، مثل مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، الذى يختار نوعية معينة من العروض ويكرم نجومها أو شيوخها، وبالتالى تكون فلسفة التكريم قائمة على المبدعين الاستثنائيين من الشباب الواعدين المتحققين.
ورأى أن ملف التكريم يحتاج من اللجنة العليا للمهرجان إلى تحديد مسار أساسى للاختيار، لا يتغير ولا يكون خاضعًا للأهواء، ولا يختلف بتغير اللجنة العليا أو رئيس المهرجان.
وأتم بقوله: «هناك فى المسرح من سيشعرون بالغبن الشديد، لأن هناك الكثيرين من الأحياء ولديهم منجز مسرحى أكبر بكثير ولا يكرمون، ومنهم على سبيل المثال الكاتب المسرحى سليم كتشنر، والدكتور سيد الإمام».
طارق عمار:اختيار الرموز وأصحاب الإنجازات
طالب الشاعر والكاتب المسرحى طارق عمار المسئولين عن المهرجان بتكريم الرموز على حجم إسهاماتهم، ووضع معايير واضحة للتكريم، على أن يشمل ذلك مجالات مسرحية متنوعة، مثل المؤلفين والمخرجين والممثلين والممثلات، إلى جانب «السينوجراف» و«الكوريوجرافر»، والموسيقيين والشعراء، ومصممى الأزياء والماكيير.
وقال «عمار»: «ينبغى أيضًا مراعاة تعدد الجهات المرشحة للتكريم، كأن يتم تكريم أحد رموز الحركة المسرحية من البيت الفنى للمسرح، وآخر من الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأيضًا من المسرح الكنسى، والمسرح المستقل، والمسرح الجامعى، والمسرح المدرسى».
وأضاف: «يبقى الشرط الأهم للتكريم هو أن يكون المكرم صاحب منجز مشهود له فى المجال وليس فى المطلق، فمن غير المنطقى أن أكرم أديبًا فى محفل رياضى، أو أكرم طبيبًا فى محفل هندسى».
صفاء البيلى:الاهتمام بـ«مَنْ وراء الستار» وعدم الاعتماد على «السن»
رأت الكاتبة المسرحية صفاء البيلى أن هناك عدة نقاط يجب وضعها فى الحسبان عند التكريم، أبرزها تكريم كل من له تاريخ وباع فى عنصر من عناصر العملية المسرحية أو مفردة من مفرداته، سواء كان كاتبًا مسرحيًا أو مهندس ديكور، أو ناقدًا، أو ممثلًا.
وأضافت الكاتبة المسرحية: «ليس معنى أن تكون الدورة السادسة عشرة هى دورة الممثل المسرحى أن يتم تكريم كاتب أو ناقد فقط، فلا بد من تكريم مجموعة من الفنانين الذين أسهموا فى العملية المسرحية، مثل الديكور والإضاءة والملابس، إلى جانب تكريم من هم وراء الستار، سواء من مساعدى الإخراج أو الفنيين».
وشددت على ضرورة عدم ربط التكريم بالسن، لأن هناك من يمتلك مشروعًا مسرحيًا وهو من جيل الوسط، متسائلة: «لماذا لا يتم تكريم هؤلاء أيضًا بدلًا من الاقتصار على تكريم كبار السن؟».
وأشارت أيضًا إلى ضرورة عدم اقتصار التكريم على منح شهادة تقدير ودرع، بل يجب أن يكون تكريمًا ماديًا ومعنويًا، نظير ما بذله المُكرم من جهد فى المسرح.
وانتقدت اعتماد المهرجان القومى للمسرح على فكرة «الكوتة» عند وضع قوائم المكرمين، متسائلة: «أين تكريم الفنانين المسرحيين من الجهات الأخرى؟ أين المرأة من التكريم؟ ألا توجد امرأة مبدعة سواء كانت كاتبة أو ممثلة أو مخرجة؟».
كما طالبت كذلك بتكريم الراحلين سواء رجالًا أو نساء.