في عهد البابا شنودة.. كيف كان شكل العلاقات بين الكنيسة القبطية والكنائس الأخرى؟
تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، للاحتفال بمرور 100 عام على ولادة البابا شنودة الثالث في اغسطس المقبل.
وأطلق الموقع الرسمي للكنيسة القبطية الارثوذكسية، نشرة تعريفية حول دور البابا شنودة الثالث في العمل المسكوني وعلاقة الكنيسة القبطية ببقية الكنائس الاخرى، وقال خلالها إن في عام 1967 وقت أن كان أسقفًا للتعليم، تم اختياره عند تأسيس رابطة المعاهد اللاهوتية فى الشرق الأدنى ATINA عام 1967 كأول رئيس لها باعتباره أسقف التعليم ، وهى التى صارت بعد ذلك رابطة المعاهد اللاهوتية فى الشرق الأوسط ATIME في عام 1980.
وفي سبتمبر 1971، مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى الحوار اللاهوتى بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية، والذى نظمته مؤسسة Pro-ORIENTA وكان ل فضل كبير في وضع صيغة اتفاق وافق عليها الجميع . وقال : “يجب وضع صيغة مبسطة تُعَبر عن الإيمان المشترك عن طبيعة المسيح دون التوقف أمام الصياغات القديمة التى سببت الانشقاق”.
وقام برحلته المسكونية الأولي عام 1972 التى زار فيها رؤساء الكنائس الذين شاركوا فى حفل تنصيب ، وهو أول بابا يقوم برحلة مسكونية كهذه، زار فيها روسيا ورومانيا وأرمينيا والقسطنطينية وسوريا ولبنان، والتقى فيها بالكثيرين من الآباء البطاركة ورؤساء الكنائس فى العالم (3-30 اكتوبر 1972).
وفى عام 1973 قام بزيارة الفاتيكان ( 4- 10 مايو 1973) والتقى مع قداسة البابا بولس، وهى أول زيارة لبابا الأسكندرية لروما منذ الانشقاق الذى حدث عام 451 م فى مجمع خلقيدونية ،وقد أحضر عند عودته رفات القديس أثناسيوس الرسولى الذي أهداه إليه بابا روما .
وقام عام 1977 برحلته الرعوية الأولى للولايات المتحدة الأمريكية، والتى التقى فيها بالكثير من رؤساء الكنائس من العائلات الكنسية الأربعة، وشارك فى عام 1988 في الاحتفالية العالمية بروسيا، بمناسبة مرور ألف عام على دخول المسيحية إليها، وفى عام 1991 خلال أعمال الجمعية العامة السابعة لمجلس الكنائس العالمى بأستراليا، وبحضور 842 شخصية يمثلون 317 كنيسة من شتى أنحاء العالم، أختير كأحد رؤساء مجلس الكنائس العالمي لمدة سبع سنوات .
وبحسه المسكونى لأهمية السعي للتقارب ووحدة الكنائس بالشرق الأوسط ، شارك في تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عام 1974م ، ووفى نوفمبر 1994م بقبرص أختير رئيسًا لمجلس كنائس الشرق الأوسط ، وتكرر انتخابه بالإجماع لثلاث دورات فى عام 1999 م بلبنان ، وفى عام 2003م بليماسول قبرص ، واستمر رئيسًا للمجلس حتى عام 2007م، حيث أختير فى الجمعية العامة ببافوس رئيسًا فخريًا للمجلس.
وفى عهده صارت الكنيسة القبطية عضوًا فى مجلس كنائس أفريقيا AACC، ومجلس كنائس أمريكا ، والكثير من المجالس المسكونية الأقليمية والمحلية فى شتى أنحاء العالم، كما قام بزيارة لأثيوبيا في ضيافة الإمبراطور الراحل هيلاسيلاسي عام 1973 ( 25-30 سبتمبر 1973 ) . كما قام بزيارة ثانية لأثيوبيا عام 2008 التقى خلالها بقداسة البطريرك البابا باولس بطريرك أثيوبيا وسائر القيادات الرسمية بأثيوبيا . كما زاره فى مصر أبونا باولوس عدة مرات ، وشرف كاتب هذه السطور ؟ان كان ضمن الوفد الرسمي للكنيسة في هذه الزيارة .
ولمكانته زاره الكثير من الآباء البطاركة الأرثوذكس بالعالم : البطريرك المسكونى، بطريرك روسيا ، بطريرك انطاكية و سائر المشرق، رئيس أساقفة قبرص ، رئيس أساقفة اليونان ، رئيس أساقفة ألبانيا، و بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس، كما قام في عام 1987 بزيارة البطريرك المسكونى ، وقد زاره قداسة البطريرك برثلماوس الأول البطريرك المسكونى فى سبتمبر 2001 (13-16/9/2001)، وقام بزيارة قداسة البطريرك الراحل الكسي الثاني بطريرك روسيا، وقام بزيارته قداسة البابا البطريرك كيرل (كيرلس) بطريرك روسيا الجديد فى أبريل 2010 م .
كما قام بزيارته فى عام 2000 قداسة البابا يوحنا بولس الثانى، وهى أول زيارة لبابا روما لكنيسة الإسكندرية منذعام 451 م تاريخ الأنشقاق بعد مجمع خلقيدونية، كما زاره سائر البطاركة الكاثوليك بالشرق الأوسط . ببطريركياتها السبع : الموارنة ، الأقباط الكاثوليك ، الروم الكاثوليك الملكيين ، اللاتين بالقدس ، الأرمن الكاثوليك ، والسريان الكاثوليك، كما التقى فى مجلس الكنائس مع بطريرك الكلدان.
وقام بزيارة سائر الآباء البطاركة رؤساء كنائس العائلة الأرثوذكسية الشرقية: قداسة البطريرك زكا عيواص الأول بطريرك السريان الأرثوذكس ، وقداسة الكاثوليكوس أرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس بانطلياس، وقداسة البطريرك أبونا باولوس بطريرك أثيوبيا ، وقداسة الكاثوليكوس كاراكين الثانى كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس بأتشميازين، وقام بسيامة خمسة من الأساقفة لتأسيس مجمع للكنيسة الأريترية، ثم قام بسيامة أول بطريرك لأريتريا هو أبونا فيلبس الأول ، ثم بعد ذلك أبونا أنطونيوس الأول .
كما وقع فى أبريل 2001 مع غبطة البطريرك بتروس السابع الأتفاق الرعوى مع كنيسة الروم الأرثوذكس بالأسكندرية، وفي سنة 2003 شجع أن يعود الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية مرة ثانية ، وهو يُعقد حاليًا سنويًا للتشاور فى بعض الأمور الكنسية التى تحتاج إلى حوار لاهوتى، وشجع أن يتم حوار مع الكنيسة الأنجليكانية وهو حوار الكنائس الأرثوذكسية الشرقية مع هذه الكنيسة ، وقد زاره عدة مرات غبطة رئيس أساقفة كانتربري الحالى ، وكذلك سلفه .
هذا وفى عهده تم الحوار مع الأتحاد العالمى للكنائس المصلحة (WARC)، وفى عهده تم الحوار مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية ( الروم الأرثوذكس) ، وفى عام 1989 بدير الأنبا بيشوى تم التوصل إلى صيغة اتفاق لاهوتى حول طبيعة السيد المسيح على أساس تعليم القديس كيرلس الكبير بابا الأسكندرية الرابع والعشرين .
ونظرًا للعلاقات القوية التى تجمع ورؤساء الكنائس بالعائلة الأرثوذكسية الشرقية بالشرق الأوسط ، اتفق أن يكون هناك لقاء سنوى يجمع رؤساء الكنائس الثلاث ، ويُعقد كل عام فى إحدى البلدان : مصر ، سوريا ، لبنان . وقد تم اللقاء الأول في مارس 1998 في دير الأنبا بيشوي بمصر .
وانتهج منهجًا مسكونيًا مفرحًا، وهو زيارة رؤساء الكنائس من أصحاب القداسة والغبطة الآباء البطاركة بمصر، وذلك في احتفالات عيد الميلاد بالتقويم الغربي في 25 ديسمبر من كل عام.
وعن ايمانه بالعمل المسكونى، عَبَر عن إيمانه العميق بالوحدة المسيحية قائلًا: (عبارة الوحدة المسيحية عبارة جميلة جدًا فقد كانت رغبة السيد المسيح له المجد ، أن تكون “رعية واحدة وراعٍ واحد ”. وهذا أيضًا أعلنه الرب يسوع فى مناجاته للآب قائلًا : ” أُيهَا اّلآبُ القُدُوسُ اّحفَظُهم فِي اّسمِكَ . اّلذِينَ أَعطَيتَني ليكونوا وَاحِدًا كَمَا نَحنُ … لِيكُونَ الجَميعُ وَاحِدًا كَمَا أَنكَ أَنتَ أُيهَا الآبُ فِيَ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُم أَيضًا وَاحِدًا فِينَا ”.
وقال أيضًا: ( إن أمور الشقاق التي بين الكنائس في العقيدة ، والتى ترسبت على مدى قرون ، لا تمنع إطلاقًا وجود نقطة بيضاء مضيئة فيها ، وهى أننا نحب بعضنا بعضًا . ومن خلال هذا الحب نود أن ننتصر على هذه الخلافات وعلى هذا الشقاق ، وبدلًا من أن نتبارى في عَد الخلافات ، نتبارى في التخلص منها ).