همنجواى.. صديق البحر وعدو الحرب
فى الثانى من يوليو عام ١٩٦٢، يلتقط عجوز أمريكى بندقية قديمة أهداها له والده ويضع فوهتها أسفل ذقنه، ثم يضغط الزناد ليفجر رأسه ويموت وحيدًا فى مسكنه الخاص بمدينة كيتشوم بولاية إيداهوم فى كوبا، ليسدل الستار على حياة واحد من أشهر الروائيين العالميين فى القرن الـ٢٠.
هو أرنست كلارنس ميلر همنجواى، الذى تحل ذكرى ميلاده غدا، إذ ولد فى ٢١ يوليو ١٨٩٩ فى شيكاغو الأمريكية، لأب طبيب وأم متدينة مهتمة بالموسيقى، وتعثر فى دراسته فنصحته الأسرة بمطالعة مجلات الأطفال والقصص، ما أسهم فى إثراء خياله فى سن مبكرة، ثم اختار الصحافة مجالًا للحياة العملية، وشارك فى تغطية أخبار الحربين العالميتين الأولى والثانية على متن سفينة حربية أمريكية.
ثار على قيم الطبقة البرجوازية واختار التنقل بين عدة بلدان والعمل فى مناطق خطرة، فى محاولة منه للإجابة عن الأسئلة الفلسفية الكبرى المتعلقة بالوجود البشرى، والهدف والمغزى من الحياة، والسعى إلى الحرية ورفض الطغيان.
بدأ مسيرته المهنية عام ١٩١٨ فى جريدة «كنساس ستار»، ثم تطوع فى الصليب الأحمر الإيطالى فى أواخر الحرب العالمية الأولى، وفى عام ١٩٢١ عمل مراسلًا لصحيفة «تورنتو ستار» الكندية فى شيكاغو، ثم هاجر إلى العاصمة الفرنسية باريس عام ١٩٢٢، حيث عمل مراسلًا أيضًا، وأجرى مقابلات مع كبار الشخصيات والأدباء. وبعمر ٦٣ عامًا رحل عن عالمنا صاحب «العجوز والبحر»، و«وداعًا للسلاح»، و«الطابور الخامس»، وغيرها من الروائع التى سلطت الضوء على أزمات الإنسانية وتناقض النفس البشرية وصراعاتها النفسية والمادية ومآسى الحرب.