سيناريوهات متشابكة.. ماذا بعد خروج روسيا من صفقة الحبوب؟ (خاص)
قال أحمد السيد الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه من المتوقع ارتفاع أسعار الحبوب في العالم، بجانب خسارة أوكرانيا 500 مليون دولار شهريًا بعد انسحاب روسيا من صفقة الحبوب.
أوضح السيد أن الأمم المتحدة وتركيا توسطتا بين روسيا وأوكرانيا في يوليو 2022 لإبرام الاتفاق للحيلولة دون حدوث أزمة غِذاء عالمية من خلال السماح بالتصدير الاَمن عبر موانئ البحر الأسود للحبوب الأوكرانية.
أشار السيد، لـ"الدستور"، إلى أنه في مطلع هذا الشهر أعلن جينادي جاتيلوف المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة في جنيف أن بلاده ترى أنه لا يوجد سبب للإبقاء على الوضع الراهن لاتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، والذي ينتهى في 18 يوليو الجاري.
وتابع السيد "اليوم تنسحب روسيا من الاتفاق استنادًا إلى أن الشروط التي طالبت بها لتمديد الاتفاق لم يتم تنفيذها، وكانت هذه الشروط تتضمن إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام الدفع المصرفي سويفت".
أوضح السيد أن روسيا تري أنها قامت بتمديد الاتفاق مرات كثيرة على أمل أن يتم تنفيذ شروطها، لكن ومع عدم تنفيذ هذه الشروط فإن روسيا لا ترى أن هناك سببًا لتمديد الاتفاقية.
ولفت السيد إلي أن قيام روسيا بإنهاء العمل باتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، يُعني انهاء التزام روسيا ايضًا بتسهيل تصدير المواد الغذائية دون عوائق من موانئ البحر الأسود، ما يُعني توقف 32 مليون طن من السلع الغذائية من الموانئ الأوكرانية.
ارتفاع الأسعار وخسارة اوكرانيا
أضاف السيد أنه من المتوقع ارتفاع أسعار الحبوب في العالم، بجانب خسارة أوكرانيا 500 مليون دولار شهريًا بعد انسحاب روسيا من صفقة الحبوب.
لفت السيد إليه أنه قد يتم تدراك الأمر من خلال تنفيذ اقتراح بروكسل والذي تم الإعلان عنه في 3 يوليو الجاري بالسماح لبنك روسي خاضع للعقوبات الغربية بتأسيس شركة فرعية من شأنها إعادة الاتصال بالشبكة المالية العالمية كمحاولة لاسترضاء موسكو، وهذا الأمر سيسمح للشركة الفرعية باستخدام نظام "سويفت" للرسائل المالية العالمية، والذي تم اغلاقه أمام أكبر البنوك الروسية في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا العام الماضي. وهذا الاقتراح من شأنه حماية اتفاقية تصدير الحبوب.
وأضاف السيد أنه مع ما يُمثله قرار روسيا بوقف انتهاء اتفاقية الحبوب، فقد قد تنعكس تداعيات هذا الأمر بشكل عالمي، وهو ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونو جوتيرش بالإعراب عن قلقه بشأن ذلك الأمر.
واختتم السيد تصريحاته قائلا "نعتقد أن روسيا قد تعود للعمل بالاتفاقية ولكن في حال تنفيذ بعض شروطها، وبمجرد تنفيذ الشروط المتعلقة بالجزء الروسي في الاتفاق ستعود روسيا على الفور في العمل مرة أخرى بالاتفاق".