التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى: الداعم الأساسى للمواطنين الأكثر احتياجًا
يعتبر التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي من أبرز المبادرات التي انطلقت في مصر خلال مارس 2022، وقد نجح في تحقيق تكامل فعال بين مؤسسات المجتمع المدني والحكومة من أجل دعم الأسر الأكثر احتياجًا وتخفيف الأعباء عنهم. يضم التحالف 34 جمعية ومؤسسة أهلية، بالإضافة إلى كيانات خدمية وتنموية، ويهدف إلى رفع مستوى معيشة المواطنين وتمكينهم من خلال تنفيذ مشروعات متنوعة وتقديم الدعم المادي والصحي للأسر الأكثر احتياجًا.
توحيد الجهود وتعزيز التعاون لخدمة المجتمع
منذ انطلاقه، تولى التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي مهمة توحيد جهود مؤسسات المجتمع المدني في مصر، وذلك بهدف تعزيز التعاون وتضاعف الجهود المقدمة على مختلف المستويات. وقد تمكن التحالف من إقامة قاعدة بيانات موحدة بالتعاون مع الجهات الحكومية، تحتوي على بيانات 37 مليون مواطن يعتبرون الأكثر استحقاقًا. يُعَدّ هذا الإنجاز الأول من نوعه في تاريخ العمل الأهلي في مصر، حيث يتم وضع سياسات العمل الأهلي بشكل تشاركي تكاملي، وتنفيذ مشروعات مشتركة وتخطيط مسبق يهدف إلى ضمان التكامل في تقديم الخدمات وعدم التنافس والتكرار.
دعم مالي فعّال للأسر المحتاجة وإنفاق مستدام
أحد أهم إنجازات التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي يتمثل في إنفاق 12 مليار جنيه خلال 10 أشهر لمساعدة 30 مليون مواطن. وقد تمت مراجعة جميع ميزانيات أعضاء التحالف من قبل الجهات الرقابية المختصة لضمان حوكمة الإنفاق بشكل فعّال. كان متوسط تكلفة الخدمة المقدمة للفرد 400 جنيه، وللأسرة 2000 جنيه مصري، مما يعكس درجة الحوكمة العالية لأموال الجمعيات الأعضاء في التحالف الوطني.
تقديم الدعم الغذائي والرعاية الصحية
قدم التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي دعمًا غذائيًا لـ25 مليون مواطن، واستقبل 5 ملايين مواطن في مستشفيات ومراكز طبية تابعة لأعضاء التحالف الوطني. بالإضافة إلى ذلك، تم توفير 39,500 فرصة عمل من خلال مشروعات صغيرة ومتوسطة، ولا سيما مشروعات رءوس الماشية. وتم أيضًا إطلاق مبادرة "ازرع" لدعم الزراعة وتحسين أحوال صغار الفلاحين وتشجيعهم على زراعة المحاصيل الاستراتيجية.
قوافل ستر وعافية: وقوف متجدد إلى جانب المواطنين
عمل التحالف الوطني على إطلاق قوافل ستر وعافية، والتي أصبحت أكبر حدث اجتماعي يتم تنفيذه في القرى المصرية. يهدف هذا الحدث إلى دعم المواطنين وتقديم الدعم اللازم لهم. وتم إنشاء غرفة عمليات لاستقبال الطلبات العاجلة والشكاوى، والتحرك السريع في أوقات الأزمات، وذلك بالتنسيق المشترك مع الحكومة في كل ملفات التنمية الشاملة. ويُعَزّز وجود التحالف الوطني من أثر العمل الأهلي ويضع التبرعات في المكان الصحيح، الذي يسهم في تحسين حياة المواطنين بشكل مستدام.
دمج الشباب وتعزيز التطوع
نجح التحالف الوطني في دمج 250,000 شاب في أنشطة التحالف، مما يعد أحد أبرز المكتسبات التي حققها من خلال توفير بيئة تشجيعية للشباب للانضمام إلى العمل التطوعي. ولأول مرة في تاريخ العمل الأهلي في مصر، تم إنشاء قاعدة بيانات موحدة للتطوع في المختلف الجمعيات، مما يتيح تبادل المتطوعين عند الحاجة، وتقديم برامج تدريبية لبناء قدراتهم.
تعزيز التكامل وتحسين حياة المواطنين
وفضلًا عن ذلك، ساهم التحالف الوطني في تحقيق آلية تنسيق فعالة بين المجتمع المدني والحكومة، مما سهّل سير العمل داخل المؤسسات وزاد من معدلات الإنجاز والتوسع في خدمة المواطنين. ويُعَدّ وجود التحالف الوطني أيضًا ضمانًا لتحسين حياة المواطنين الأكثر فقرًا من خلال تكامل جميع الأطراف وتقديم خدمات شاملة لمواجهة الفقر المتعدد الأبعاد.
الاستدامة والتأثير الإيجابي
بالإضافة إلى النقاط السابقة، يساهم التحالف الوطني في إخراج الأسر من دائرة الفقر بشكل نهائي، ويسعى لتحقيق تغيير حقيقي ومستدام. على سبيل المثال، يتدخل مع الأسر لإعادة تأهيل منازلهم وتنفيذ مشاريع تمكين اقتصادي وتوفير الرعاية الصحية حسب الحاجة. في الماضي، كان من الصعب تحقيق ذلك بسبب عدم وجود تنسيق دوري بين الجمعيات والحكومة. لكن اليوم، يُمكن التنسيق بسهولة وتحقيق تحسينات فعّالة في حياة المواطنين من خلال التعاون الشامل والتأثير الإيجابي الذي يمارسه التحالف الوطني.
تعد جهود التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي جهودًا شاملة ومتكاملة لدعم المواطنين الأكثر احتياجًا في مصر. يتمثل دوره في توحيد الجهود وتنسيقها وتوفير الدعم المالي والصحي والغذائي للأسر المحتاجة. بالإضافة إلى ذلك، يساهم التحالف في دمج الشباب وتعزيز التطوع، ويسهم في تحسين حياة المواطنين وإخراجهم من دائرة الفقر. ومن خلال التعاون الفعّال بين المجتمع المدني والحكومة، يتم تعزيز التكامل وتحقيق تأثير إيجابي يصب في مصلحة الجميع.