الرئيس السيسى يؤكد أهمية استمرار حشد الموارد المالية لتطوير البنية التحتية الإفريقية
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية استمرار جهود حشد الموارد المالية في المجالات ذات الأولوية، وعلى رأسها تطوير البنية التحتية، في إطار برنامج تنمية البنية التحتية الإفريقية، بما في ذلك المشروعات ذات الأهمية، ومنها مشروع الربط الملاحي بين البحر المتوسط وبحيرة فيكتوريا والطريق البري الرابط بين القاهرة وكيب تاون، بالإضافة إلى استمرار المساعي لتعزيز دور القطاع الصناعي في الدول الإفريقية، والانخراط في سلاسل القيمة المضافة عالميًا، عبر تحفيز تنوع الصناعات في القارة، داعيًا في هذا الإطار إلى تبني مقترح سكرتارية النيباد لإطلاق مبادرة "فريق إفريقيا لحشد الموارد" وذلك لتحديد الاحتياجات التمويلية لقارة إفريقيا.
جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي، اليوم الأحد، في البند الخاص بدور وكالة الاتحاد الأإريقي الإنمائية (النيباد) في تعزيز التكامل الإقليمي والقاري تحت مظلة أجندة 2063 وذلك أمام الجلسة المغلقة لقمة منتصف العام التنسيقية التابعة للاتحاد الإفريقي حول "خطط التكامل القاري".
واستعرض الرئيس السيسي-في كلمته- أبرز الأولويات المصرية لرئاسة النيباد على مدار العامين المقبلين، مطالبًا بضرورة المضي قدمًا في حشد الموارد اللازمة، لبرنامج الرابطة الثلاثية بين السلم والأمن والتنمية، والذي يتشارك في أولوياته وأهدافه مع ملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، الذي أشرف بريادته على مستوى القارة الإفريقية، داعيًا سكرتارية النيباد للتنسيق في هذا الإطار مع مفوضية السلم والأمن والشئون السياسية بالاتحاد الإفريقي، ومركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات الذي تستضيفه "القاهرة".
ودعا إلى سرعة الانتهاء من الخطة العشرية الثانية لتنفيذ أجندة التنمية الإفريقية (2024-2034)، بما يأخذ في الاعتبار الدروس المستفادة من تنفيذ الخطة العشرية الأولى والتحديات التي واجهناها، وعلى أن تتم صياغتها بالتنسيق الكامل مع التجمعات الاقتصادية الإقليمية، وبحيث تكون وثيقة جامعة يمكن الاستناد إليها في تقييم مدى تحقيق القارة أهداف أجندة التنمية العشرية حتى عام 2034.
وشدد الرئيس السيسي على أهمية تكثيف الجهود مع الشركاء الدوليين والمنظمات التمويلية لإيجاد حلول فعالة لمعالجة أزمة الديون المتراكمة، بما في ذلك وضع آليات لتخفيف عبء الديون، عبر الإعفاء أو المُبادلة أو السداد المُيسر، بالإضافة للمقترحات ذات الصلة بحوكمة النظام المالي العالمي، بشكل يراعي احتياجات الدولة النامية بدرجة أكبر.
وطالب الرئيس بالإسراع نحو تحقيق الآمال المستهدفة من اتفاقية التجارة الحرة القارية، مثمنًا في هذا الإطار الجهد الذي قامت به الوكالة، في إطلاق مبادرة 100 ألف شركة صغيرة ومتوسطة، لدعم قدرة هذه الشركات على الاندماج في التجارة العابرة للحدود، وكذا الجهد الذي قامت به الوكالة، في إطلاق مبادرة تنشيط إفريقيا لبناء قدرات الشباب الإفريقي، في مجالات إنشاء وإدارة الشركات وريادة الأعمال.
وقال الرئيس السيسي :"لقد تشرفت- بناء على ثقتكم- بتولي رئاسة اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية "النيباد" لعامي 2023 و2024، وتتولى مصر رئاسة هذا الكيان المهم، في ظروف بالغة الدقة، تتزامن مع تغيرات ملموسة على المستويين الدولي والإقليمي على الأصعدة السياسية والاقتصادية، وبما بات يتطلب تكاتف جهودنا لمواجهة التحديات التي تواجه شعوبنا، وتؤثر على قدرتنا على الاستمرار في المسار التنموي لدولنا الإفريقية".
وأضاف "أن مصر وضعت أمام أعينها أهدافًا مُحددة خلال رئاستها النيباد، ترتكز على دفع معدلات التكامل الاقتصادي واقتراح حلول لمواجهة التحديات القائمة، وهى الأولويات التي سيتم العمل على تنفيذها عبر التنسيق مع سكرتارية النيباد، برئاسة المديرة التنفيذية ناردوس بيكيلي، ومن خلال التشاور المستمر مع الدول الإفريقية الشقيقة، وبما يعمل على تسريع تنفيذ أجندة التنمية الإفريقية 2063، وعبر الاستفادة من الخبرات والإمكانات المصرية، بما في ذلك شركات القطاع الخاص في مجالات البنية التحتية والطاقة والاتصالات"، مؤكدا أن مصر على أتم استعداد لتوفير الدعم اللازم للدول الإفريقية الشقيقة في مسارها التنموي.
وتابع الرئيس :"لقد قدمت لكم رؤية مصر الخاصة بقيادة وكالتنا التنموية "النيباد" على مدار العامين المُقبلين، وهي الأولويات التي سأسعى جاهدًا إلى ترجمتها إلى مبادرات قابلة للتنفيذ، وذلك بالتنسيق مع أشقائي رؤساء الدول والحكومات أعضاء اللجنة التوجيهية، وبالاعتماد على سكرتارية الوكالة"، مؤكدًا استعداد مصر للعمل بكل جهد وإخلاص، لتعميق التكامل الاقتصادي بين دول الإقليم، ودفع معدلات التنمية في دولنا، بما يسهم في رفع مستوى معيشة شعوبنا.
وأعرب الرئيس السيسي عن سروره لتواجده اليوم في العاصمة الكينية "نيروبي" للمُشاركة في أعمال الدورة الخامسة لاجتماع منتصف العام التنسيقي التابع للاتحاد الإريقي، وهو الاجتماع الذي عُقدت نسخته الأولى تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي في دولة النيجر الشقيقة في 2019، إيمانًا من مصر بمحورية مسار التكامل الإقليمي لدفع معدلات التنمية في دولنا الإفريقية وتعزيز سبل الاستقرار بها.
وعبر الرئيس عن خالص تقديره للرئيس "ويليام روتو"، رئيس جمهورية كينيا، على ما لمسه من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، كما توجه بالشكر إلى فريق عمل مفوضية الاتحاد الإفريقي تحت قيادة "موسي فقيه" على حسن الإعداد والترتيب لفعاليات اجتماعنا اليوم.